زوجي بخيل وغير متدين... وأريد طلب الطلاق !
الإستشارة
السلام عليكم
انا اريد طلب الطلاق من زوجي لانه شخص غير متدين فهو لا يصلي أبدا وسيء الخلق عصبي جدا غير موظف واسكن في بيت غير مؤثث فيه الا غرفة النوم لا ينفق علي يقوم بضرب ابنتي يوميا حتى أصبحت تخاف منه يخرج اسرار البيت لامه وغير مبالي بي ولا بابنتي فهل اذا قمت بطلب خلع من المحكمة وهو بهذا الصفات هل اطلق بدون اعادة نصف المهر
الإجابة

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد: نشكر لك ثقتك وتواصلك بجمعية المودة للتنمية الأسرية عبر برنامج الاستشارات الإليكترونية أختي الكريمة ألاحظ أنك قمت بجمع كل الملاحظات التي اكتشفتيها بعد الزواج في شريك الحياة وهذا يعتبر جيد أنك قمت بتحديد المشكلات ، وقد لا يكون المقصد طلب الحل ولكن جمع مايمكن جمعه ليكون مسوغا لك لطلب الانفصال من الزوج أمام الجهات المختصة . والذي يظهر من سؤالك أنك حديثة عهد بالزواج وقد تفاجأت حينما اكتشفت شريك الحياة هذه الصفات التي أوردتيها في سؤالك وهذا الأمر أي الخلاف في بداية الزواج أمر ممكن في أغلب الزواجات إن لم يكن كلها قد تسألين لماذا؟ فأقول من الطبيعي جدا أن يكون هناك اختلاف بين شخصين وهم من جنس واحد فالمرأة ليست المرأة والرجل ليس الرجل الآخر فكيف بنا حينما يجتمع الرجل والمرأة تحت سقف واحد ؟ لاشك أن الاختلاف سيظهر وتبدو الحقائق. والدور المطلوب من شريك الحياة ليس الاكتشاف فقط ويقف بعد ذلك مكتوف الأيدي بل عليه التعامل مع هذه الحقائق بكل موضوعية وهدوء فلا يقوم بتهويل الأمور فوق ما تستحقه ولا يستهين بها ، والحقائق التي ذكرتيها حقيقةً لا يستهان بها ولكن المشكلة أن تعاملك معها جاء متأخراً وذلك بعد وجود طفل بينكما وهذا مما يضرُّ بالأسرة والمجتمع والضحية الوحيدة هي الطفلة فليس وجودها في هذه الدنيا يتطلب رعايتها من أكل وشرب فقط بل إنها تحتوي على مشاعر ومواقف لابد من مراعاة نفسية الطفلة وهذا يُعدُّ من الرعاية والتربية . ثم بعد ذلك اتخذت القرار دون مراعاة لأي أضرار قد تحدث ذلك وكأنك تبحثين عن الخلاص وهذا لا يكون حلاًّ في كثير من الأحيان ، فلنأتي على مسألة الصلاة فلابد أن نفرق بين تارك الصلاة تماما وبين من لديه ضعف في المحافظة عليها فهو قد يتأخّر في آدائها فلا يصليها في وقتها فلذلك علينا في كلا الحالات أن نسعى لاستصلاحه لا أن نستثمر ذلك في تحقيق مصالح شخصية لأحد الطرفين ، والسؤال الحقيقي هو ما الدور الذي قمت به أو ماهي الوسائل التي تم استخدامها لمعالجة الأمر ؟ إن أمامك فرصة كبيرة لاحتساب الأجر في دعوته للمحافظة على الصلاة فإذا نجحت في إقناعه بالمحافظة عليها فكل ركعة وكل سجدة وكل تكبيرة وكل تسبيحة أو تهليلة في الصلاة هي في ميزان حسناتك وربما تحتاج المسألة لتغيير عادة التهاون في الصلاة إلى المحافظة على الصلاة إلى تدرج فمن آدائها لوحده في المنزل إلى أن يحافظ عليها في المسجد مع الجماعة بإذن الله ، فنحتاج أن تسألي نفسك: 1- ماهي الصلوات التي يقوم بتأخيرها ؟ 2- ماهي الأسباب التي تجعله يتهاون ويتأخر عن آدائها؟ إذا تم تحديد الصلوات والأسباب بعد ذلك يتم التركيز عليها وتبدأ المعالجة ولا نكتفي فقط بالوعظ بل نحتاج إلى أسلوب وحسن تعامل فكيف تدعينه للصلاة وأنت لم تحسني التعامل معه ؟ وهنا سؤال مهم قبل اتخاذ القرار والتقدّم للمحكمة وهو ، كيف أنت معه ؟ هل تقومين بحقوقه والواجبات التي عليك تجاه الزوج ؟ هل لديك أسلوب في الحوار وترغبينه في الحديث معك ؟ كيف تعاملك معه أثناء الخلاف ؟ فحينما ذكرتي أنه عصبي يعني ذلك أنه ليس لديه الاستعداد للحوار معك أو فتح نقاشات حول أي مسألة وإذا ما حاولت التفاهم معه يقوم برفع الصوت وقطع كلامك ولا يستوعب موضوع النقاش وهذه بعض الصور السلبية لمن لا يملك نفسه عند الغضب ولكن السؤال ما السبب الذي يجعله يصل لهذا المستوى من الحوار السلبي ؟ لابد أن تراجعي نفسك فلعل بعض التصرفات أو الخلافات قد تكونين سببا ً فيها حيث أن المرأة لا تدرك المشكلة إن لم يأتيها توجيه مباشر لها، وربما قام الزوج بتوجيهك وبيّن لك بعض الأمور ولكنك غير مقتنعة فاستمريت على تصرفاتك دون التأمُّل في آثار العناد وعدم الاهتمام بتوجيهات الزوج فتكونت لدى الزوج ردة فعل تجاه التعامل معك وأن هذا السلوك هو الانسب له ليستطيع التغلب عليك في أغلب مواقف النقاش بل ويعتبر ذلك انتصاراً على الزوجة لكن اعلمي أن المرأة قوية بضعفها وليس بمنازلة الرجل وعناده . أما بالنسبة للنفقة فكيف سينفق وهو لايملك وظيفة يسترزق منها ويستعين بها على أمور الأسرة وحاجياتها وبناءً عليه كذلك أثاث المنزل فيحتاج أن يقتنع بضرورة الحصول على وظيفة لتساهم في بناء الأسرة ، وهل هناك دخل آخر يقوم بالاستعانة به مثل والدته او عقار يستجلب له دخل مما يدعوه للاستغناء عن الوظيفة ؟ وهذه من المشكلات التي تحتاج للحوار مع الزوج في جو هادىء بدون ممارسة نوع من الضغط على الزوج فبعض الزوجات إذا نوقش الأمر فتأخذ بالتفاعل معه دون مراعاة لظروف نفسية أو ضغوطات مادية تحيط بالأسرة ، وهنا لابد من المرأة أن تكون السكن لزوجها وتعينه على نوائب الدهر فتجدها وسيلة ضغط أخرى على الرجل مما يزيد الأمر سوءاً على سوء. فعليك بممارسة التواصل الايجابي مع الزوج بتدرج أيضاً كأن تحاولي الجلوس معه في بداية الأمر دون فتح موضوعات تكون نهايتها خلاف بينكما ، وبعد ان يألف الزوج مجالستك ويأنس بها فتقومين بعدها بالحوار في الموضوعات التي قد اتفقتم عليها من قبل ثم أبدأي بالموضوعات التي تحتاج إلى تقريب وجهات النظر بينكما واحرصي على الوصول لأقل درجات الاتفاق في موضوع الحوار حتى لايشتد الخلاف بينكما . واما بالنسبة لنقله الأخبار لأمه فهذه من النتائج الطبيعية فحينما لايجد الراحة في بيته ويشعر باحتواء زوجته له فسيقوم بالبحث عن مكان ومأوى يبث له شكواه وأسراره ولاشك أن القلب الحاني والصدر الذي يتسع هو أمه بالتالي تنشأ آثار من ذلك بتدخل الأم في حياة ابنها وتهدف من ذلك لتغيير حياته من الهم والحزن إلى السعادة وقد لايسمح الزوج بتدخل امه بل ربما يتضايق ولكن ما بيده حيلة ولا يستطيع أن يمنع أمه ويكون سبباً في حزنها فعليك الصبر واحتمال مرحلة التغيير إلى الأفضل فحينما يشعر بالسكن معك ودفء الزوجة ورغبتها في الوقوف معه ومساندته فلن تكونين غالبة على مشاعر الأم ولكن قد تصلين إلى تخفيف تدخلات الأم في حياتكم. ولاشك أنه بإمكانك إشعاره بإحتياجك له أنت وابنتك ولكن في حالة رجوع الأمور لمجاريها فستجدين الاهتمام والرعاية لكن فقط عليك ان تشعريه بوجودك معه في الأسرة. ختاما نرغب في تواصلك مع الجمعية من خلال وللاستزادة من الوعي الأسري وطرق التربية السليمة واخذ الوسائل المفيدة للتعامل مع المواقف المختلفة بإمكانك التواصل مع الارشاد الهاتفي على الرقم (920001421 ) أو أخذ موعد لدى الارشاد بالمقابلة على الرقم (930001426 ) أو الاطلاع على دورات وبرامج الجمعية من خلال الرابط almawaddah.org.sa/activities:// http ونسأل الله تعالى أن يصلح حالكم ويطيب قلوبكم لبعضكم إنه ولي ذلك والقادر عليه وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه اجمعين.