بناتي والعناد المستمر!!!
الإستشارة
السلام عليكم
عندى الحمدالله ابنتان نواجة صعوبة العناد المستمر وهما في سن 12 سنة و 16 سنة
شكرا لكم ...
الإجابة

الأب الفاضل أشكر لك تواصلك مع برنامج الاستشارات الإلكترونية في جمعية المودة, كما أحيي فيك اهتمامك بتربية أبنائك و الحرص على تنشئتهم بطريقة سليمة. اعلم كم هو مؤلم لك أن تجد تصرفات ابنتيك مختلفة عما تمنيتهما عليه, إن بعض تصرفات ابنتيك هي من سمات مرحلة المراهقة, فالعديد من المراهقين يمرون بتغيرات اجتماعية و عاطفية, و يختلف النمو الاجتماعي و العاطفي من مراهق لآخر تبعا لمحيطه, أصدقائه و تجاربه الخاصة, و هذه التغيرات تعلمك أن ابنتك في طور تكوين الشخصية. بالنسبة للتغيرات الاجتماعية فهي تشمل: الاستقلالية, المسؤولية, البحث عن تجارب جديدة. هذه التغيرات تفسر بعض تصرفات ابنتك فشعورها بالاستقلالية قد يسبب اصطدامها معك و مع أمها, شعور ابنتيك بالمسؤولية و رغبتهما في الحصول على دور قيادي قد يحسن العلاقة بينك و بينهما, فبإمكانك أن تشعرهما بأهمية دورهما في المنزل و تعطيهما بعض المسؤوليات التي تتناسب مع مرحلتهما العمرية. أما بالنسبة لرغبة المراهق في تجارب جديدة قد ينطوي ذلك على التعرض لبعض المخاطر مثل التعرض لوالدتهما أمام الآخرين و مازالت ابنتاك تتعلمان كيفية السيطرة على انفعالاتهما. ستجدهما تفضلان قضاء أوقات طويلة بمفردهما بعيدا عن أفراد الأسرة و ستلاحظ قوة علاقتهما مع صديقاتهما كما أنهما تكونان كثيرتا التذمر و عند أبسط مواجهة تجدهما شديدتا الانفعال. السبب الرئيسي لهذه التصرفات هو عدم قدرتهما على حل المشكلات التي تواجههما, مما يجعلهما تتصرفان على هذا النحو لأنهما لا تتمكنان من التعبير عن رغباتهما بصورة صحيحة تسمح للآخرين بتلبيتها لهما, فتلجآ لهذه التصرفات لتلبية احتياجاتهما الخاصة. قد تكون المشكلة هي رغبة الفتيات في المزيد من الاهتمام و الرعاية و الوقت الخاص سواء منك أو من الأم, و عدم حصولهما على رغبتهما مضافا إلى عدم قدرتهما على التعبير عن مشاعرهما جعلاهما تلجآن لأسلوب الهجوم و الرد. لربما هن بانتظار رد فعل عاطفي منك أو من الأم (احتضان, قبلات, اعتذار و تصحيح مفاهيم) لكنهما في المقابل وجدتا توجيها و توبيخا مما زاد من صعوبة المشكلة لديهما, فالآن من وجهة نظرهما أنتم تهتمون برأي الآخرين عنهما و لا تهتمون بمشاعرهما بالدرجة الأولى. رغبة ابنتيك في الاستقلالية و فرض رأيهما لم تتمكنا من تحقيقها إلا عن طريق الرد عليك و على الأم, فعندما تطلب منهما القيام بأمر ما, فإن طريقتهما لفرض رأيهما تكون بإظهار عدم الاحترام مما يجعلك تتجنب التحدث معهما في المواضيع التي تعلم أنك ستصطدم معهما فيها. و في حين تبدو ابنتاك خارجتان عن السيطرة, فهن في الواقع تمتلكان كامل السيطرة على المواقف بينكم. تصرفات ابنتيك ستدفعك للاستسلام لتصرفاتهما و بالتالي تركهما و عدم متابعتهما مما يشعرهما بعدم اهتمام الأهل بهما و التمادي في التصرفات السلبية و النتيجة أن الفجوة تكبر بينكم. في بعض الحالات يلوم الآباء أنفسهم كونهم فشلوا في التواصل مع أبنائهم و بالإضافة لذلك فهم يلومون أبناءهم كونهم لا يقدرون مجهوداتهم. من الضروري في هذه المرحلة التفكير في الأبناء و كيف أنهم كبرو و تغيرت شخصياتهم, ما هي مخاوفهم؟ ما الأمور التي تسعدهم؟ ما الأمور التي يندمون عليها؟ ما احتياجاتهم؟ أحلامهم؟ كتابهم المفضل؟ فريقهم المفضل؟ طعامهم المفضل؟ لمن يلجؤون عند الحاجة؟ كيف يريدون العلاقة مع الوالدين؟ من الطبيعي عدم إلمام الأم و الأب بهذه الأمور, لكن مجرد التفكير بهذه الأمور سوف يغير من طريقة تعاملك مع ابنتيك. حول العلاقة و طريقة التعامل فيما بينكم, فرغ من وقتك ساعة أسبوعية لتقضي فيها وقتا خاصا مع ابنتيك للعب الورق أو الشطرنج أو الحديث عن الذكريات السعيدة أو عمل نشاط محبب. أخبرهما أنك كنت مشغولا في الفترة الماضية و أنك تفتقد الجلوس معهما و تعامل معهما كصديق. و إياك و محاولة توجيههما أو نصحهما في هذه الفترة, بل فاجئهما بتعاملك الجديد و اترك الإلكترونيات و كل ما يشغلك عنهما. في هذه المرحلة أنت تعيد بناء علاقتكم و ثقتهن بك و ستجدن أنفسهن تستمتعن بصحبتك و تتقربن لك. و نحن في جمعية المودة نقدم دورة مجانية بعنوان (الخصائص السلوكية للمراهقين) أنصحك بحضورها لتسهيل التواصل بينك و بين ابنتيك, و أرجو منك ألا تتردد في التواصل معنا في حال وجود أي استفسار آخر فنحن نسعد بخدمتك, و في الختام أسأل الله التوفيق لك و لمن تحب.