ابني عدواني
الإستشارة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
متزوجة من ستة سنوات ولدي ابن عمره خمس سنوات يقوم بضرب وعض الاطفال من هم اصغر منه او بعمره .يحرجني امام الناس واصبحت اقلل من زياراتي للأهل والاصدقاء.كيف اتعامل معه؟أفيدوني جزاكم الله خيراً.
الإجابة

الأم الفاضلة أشكر لك تواصلك مع برنامج الاستشارات الإلكترونية في جمعية المودة, و أحيي فيك حرصك و اهتمامك بابنك كما أسأل الله أن يحفظك و إياه من كل مكروه. في البداية, أود أن أعلمك أن شعور الغضب و العدوانية شائع بين الأفراد البالغين و الأطفال على حد سواء. لكن الكبار لديهم قدرة أكبر على التحكم في تصرفاتهم عند إحساسهم بهذه المشاعر.في حين أن الأطفال يلجؤون للضرب أو العض للتعبير عن مشاعرهم في حال شعورهم بالظلم أو عدم الرضى. بإمكانك تعليم طفلك كيفية التعامل مع نوبات الغضب بصورة سليمة, و سيفيد ذلك على المدى القصير في تخفيف حدة التوتر في البيت و على المدى الطويل فإن ذلك مفيد لأنه سيساعد طفلك على حل المشكلات و التعامل مع مختلف المشاعر التي يحس بها. كخطوة أولى كوني رفيقة لطفلك في محاولاته للتغلب على الغضب ليعلم أن المشكلة تكمن في طريقة تعبيره عن الغضب و ليست في الطفل ذاته.و تحدثي مع طفلك عن الأسباب التي تدفع به للإنفجار في نوبة غضب و عندما تظهر بوادر الغضب وقد تكون: ضم الكفين في شكل قبضة, شد الجسم, التلفظ, الضرب أو تعبير وجه معين.بعد ذلك يجب تعليم الطفل طرقاً صحيحة للتعبير عن مشاعره و رغباته باستخدام الحوار, مع مراعاة عدم تعزيز التصرف السيء, فيجب أن يستوعب الطفل أن الانفجار بالغضب غير مقبول و لن تحقق له رغباته عندما يطلبها عن طريق الصراخ. بإمكانك استخدام جدول التعزيز عن طريق تحديد صفات إيجابية في طفلك تودين تعزيزها و استمرارها بالإضافة للأمور التي تودين تغييرها, يكتب الجدول مقسما على أيام الأسبوع مثل جدول الحصص مع تحديد الصفات فمثلا الصفات الإيجابية (إتمام الواجبات – النوم المبكر – مساعدة الأم) و صفات تودين تغييرها تكتب بطريقة إيجابية مثل (تناول طعام جديد – عدم الغضب – ضرب الآخرين) لكل سلوك سليم يتم رسم نجمة أو وضع ستيكر أو رسم وجه مبتسم, و الاتفاق مع الطفل أنه إذا تمكن من جمع عدد معين من النجوم مثلا (20 في الأسبوع) سيتمكن من الذهاب إلى مكان محبب أو سيتم تخصيص وقت له لمشاركته في نشاط يحبه مثل الخروج لتنزه, لعب الكرة أو غيره. مع إعطاء الطفل الكثير من التعزيز, فكلما قضيتي وقتا أطول في مدح الطفل و تعزيزه كلما قل وقت العقاب و اللوم لأن الطفل بطبعه يسعى لإرضاء الآخرين. و من الأفضل تحديد عواقب السلوك العدواني للطفل و الالتزام بها, فتقولي مثلا (إذا ضربت سأحرمك من مشاهدة التلفاز). باللإضافة لذلك, ازرعي التحكم بالنفس في طفلك, و وجهيه لأن الاعتداء على الآخرين له عواقب سلبية على علاقاته بأصدقائه. و هنا أود أن أوضح أهمية عدم ضرب الطفل لأن هذا التصرف سيزيد من سلوكه العدواني. أعط ابنك فرصا للتعبيرعن مشاعره. و أريد أن أهمس لك أن من حقك التمتع بعلاقات اجتماعية خارج إطار الأسرة. فلا تحرمي نفسك من الزيارات بسبب ابنك.و اعلمي أن تغيير السلوك يستغرق بعض الوقت, فلا تستعجلي التغيير لابنك و كوني عونا له في هذه المرحلة. و نحن في جمعية المودة نقدم برنامج التربية الوالدية تتعرف الام عن اسباب مشكلات الاطفال وكيفيت علاجها, أنصحك بحضورها للاستفادة. و للاستشارات الهاتفية يرجى الاتصال على هاتف الإرشاد الأسري (920001421), و لحجز موعد للإرشاد بالمقابلة الاتصال على الرقم (920001426),و ختاما أسأل الله التوفيق لك و لمن تحبين.