طلب مني الاصلاح بين طرفين
الإستشارة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بارك الله لكم في جهودكم
طُلب مني التدخل لإصلاح ذات البين بين ابن اخي وزوجته لعلاقتي الطيبة بزوجته ولعلمي بتفاصيل المشكلة بينهما .وأود بنصائح وتوجيهات لإنجاح مهمتي.جزاكم الله خيراً.
الإجابة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد نشكر لك تواصلك مع برنامج الاستشارات الإليكترونية بجمعية مودة للتنمية الأسرية نفع الله بكِ وزادكِ حرصاً على إسعاد الآخرين ففي الاصلاح بين الناس وخاصة بين الزوجين إدخال السعادة على الزوجين بعد أن كان يملأ بيوتهم البؤس والشقاء والمشكلات ثم تبدّل حالهم إلى التوافق والتوائم بين الزوجين ولقدْ مدَح الله الساعين إلى الإصلاح بيْن الناس عمومًا، وجعَل إصلاح ذات البَين مِن أفضل القُربات، ووعد عليه بإجزال العطيات، وإعظام المثوبات، فقال سبحانه: ﴿ لَا خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِنْ نَجْوَاهُمْ إِلَّا مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلَاحٍ بَيْنَ النَّاسِ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللَّهِ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا ﴾ [النساء: 114]، ورُوي عنِ النبيِّ - صلَّى الله عليه وسلَّم - أنَّه قال: ((ألاَ أُخبركم بأفضلَ مِن درجة الصيام والصَّدقة والصلاة [أي: نوافل هذه الأشياء]))، فقال أبو الدرداء: بلى يا رسولَ الله، قال: ((إصلاح ذات البَيْن))، فكيف بمن يريد الاصلاح بين الزوجين؟ ومن الأمور التي ينبغي أن تهتمي بها للوصول لنتائج مبهرة : أولا: صلاح النية وأن تكون للإصلاح فقط ، دون توجيه النقد أو التشهير أو للانحياز مع أحد دون أحد. ثانيا: لا يكفي صلاح النية دون اتخاذ الأسلوب الأمثل في الاصلاح بين الزوجين وأن يتقبلك الطرفين ولا يكن هناك أسلوب تنفير منك تجاه الزوجين فقد يقوم البعض بتوجيه النقد وإصدار الأحكام عليهما والاستعجال في ذلك ، وقد يقوم البعض ممن يريد الاصلاح بنقل الكلام السّيء ما بين الزوجين فتتسع رقعة الخلاف. ثالثاً: أن تتعرّفي على الفروقات فيما بين الرجل والمرأة ومراعاتها ، وما هي احتياجات كل طرف من الآخر ، وماذا يريد الرجل من المرأة وماذا تريد المرأة من الرجل؟ رابعاً : أن تسعي لبث روح التقدير والاحترام بين الزوجين وتعديل النظرة السلبية التي ينظر بها الزوجان لبعضهما إلى النظرة الايجابية ومعرفة إيجابيات كل طرف من الآخر . خامساً: تحديد المشكلة الحقيقية التي يحصل حولها الخلاف والتي تفرّعت منها الخلافات الأخرى. مثال : قد يكون الخلاف توتر في العلاقة بينهما والذي يظهر هو عدم اهتمام الزوجة بشؤون المنزل ويتم اكتشاف السبب الرئيسي هو عدم انفاق الزوج على الاسرة واهماله لها. سادساً : السرية التامة على كل مجريات الأحداث فقد تتعرفي على خصوصيات يمكن أن تكون هي المشكلة الأساسية ولكن يأتي دورك في طمأنتهما بالمحافظة عليها وعدم إفشائها لأحد كائناً من كان. سابعاً: الابتعاد عن توسيع رقعة الخلاف بين أطراف المشكلة فلا تسعي لإدخال أحد من أهل الزوجين حتى لا تتغيّر علاقتهما ببعضهما ويكون ذلك مؤثّراً في المناسبات العائلية التي تجمع أهل الزوجين. ثامناً: الحيادية اثناء الوقوف على المشكلة وألا يشعر أحد الطرفين بميل الساعي في الصلح لأحدهما، وقد تشعر الزوجة بأنك تقفين مع ابن اختك بالطبع فإذا وصَلَت لهذا الشعور فإن السعي بالصلح من طرفك سيكون صعباً نوعاً ما. تاسعاً: تقبُّل وجهات النظر من كل الأطراف وأن كل أحد لديه طريقة في التفكير واتخاذ الموقف الذي يراه مناسباً . عاشراً : يحتاج الساعي للصلح أن يمتلك المهارات الأساسية في الاتصال مع الآخرين حتى تصل الرسالة بالشكل المطلوب فكم من الناس لديه العلم النظري ولا يستطيع تطبيق المهارات فيفسد أكثر مما يصلح. ختاماً نرغب في تواصلك مع الجمعية للاستزادة من الوعي الأسري وطرق التربية السليمة واخذ الوسائل المفيدة للتعامل مع المواقف المختلفة وبإمكانك التواصل مع الارشاد الهاتفي على الرقم (920001421 ) أو أخذ موعد لدى الارشاد بالمقابلة على الرقم (920001426 ) أو الاطلاع على دورات وبرامج الجمعية من خلال الرابط almawaddah.org.sa/activities:// http .والله الموفق.