الاخت الفاضلة نسألُ الله أن يقدِّرَ لكِ الخير، وأن يرضيكِ به. اولا : أشكرك على تواصلك معنا وحرصك على اخذ المشورة من اهل الاختصاص لأن ذلك مما يعين الشخص على أخذ القرار بشكل صحيح بعد توفيق الله عز وجل، خصوصاً أن الشخص في أثناء المشكلة قد يصعب عليه التفكير بشكل سليم. ثانيا : بنسبة لمشكلتك في الحيرة التي وقعتي فيها في امر الموافقه على اتمام هذا الزواج فأود ان اذكرك بأن أمر الزواج من الأمور المهمة في حياة الإنسان لما يترتب عليه من الاستقرار وتكوين الأسرة المسلمة يقول الله عز وجل: ( ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجاً لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة ) ولذلك على الإنسان أن يفكر جيداً كيف يحصل هذا الأمر ولعل من الأمور المهمة في ذلك الطريقة المناسبة في اختيار الزوج من جميع الجوانب الدينيه والاجتماعية والاقتصادية وما يتبع ذلك من الأمور الأخرى التي هي من الأساسيات في ذلك حتى يكون هذا الزواج بعد توفيق الله عز وجل ناجحاً وموفقاً .. اختي الفاضلة أوصيك ب: 1- الجلوس مع نفسك جلسه مصارحة حيث تكتب الايجابيات الى اعجبت بها في ذلك الزوج والنقاط السلبية حتى تكون امامك صورة واضحة عن هذا الرجل . 2- صلي صلاة الاستخارة ، عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعلمنا الاستخارة كما يعلمنا السورة من القرآن، يقول: (إذا هم أحدكم بالأمر فليركع ركعتين من غير الفريضة، ثم ليقل: اللهم إني أستخيرك بعلمك، وأستقدرك بقدرتك، وأسألك من فضلك العظيم، فإنك تقدر ولا أقدر، وتعلم ولا أعلم وأنت علام الغيوب، اللهم إن كنت تعلم هذا الأمر فيسميه ما كان من شيء خيرا لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري أو خيرا لي في عاجل أمري وآجله فاقدره لي ويسره لي وبارك لي فيه، وإن كنت تعلم يقول مثل ما قال في المرة الأولى وإن كان شرا لي فاصرفه عني واصرفني عنه واقدر لي الخير حيثما كان ثم رضني به). أخرجه البخاري . قال العلماء: (وينبغي له أن يفرغ قلبه من جميع الخواطر؛ حتى لا يكون مائلا إلى أمر من الأمور، فعند ذلك ما يسبق إلى قلبه يعمل عليه، فإن الخير فيه إن شاء الله) (تفسير القرطبي). 3- الاستعانة بالله تعالى، والتوكل عليه حق التوكل، فإنه من يتوكل على الله يكفيه ربه جل وعلا كل شيء كما قال تعالى: ((وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا))[الطلاق:2-3]، فلابد أن تستغيثي بربك وخالقك الذي يعلم سرك ويعلم جهرك، فعليك بدعائه تبارك , والتضرع إليه أن يوفقك في اتخاذ القرار الصحيح . 4- يجب ان تتعلمي كيفيه التعامل مع الغيرة التى هي موجودة عند كل امرأة وكيف ادارة مشاعرك بدون ان تؤثر على حياتك . 5- يجب أن تعرفي جميع الظروف التي دعت هذا الرجل للزواج للمرة الثانية ومعرفة مقدرتكما علي تجاوزها فمن حقك معرفتها علي الإجمال أو التفصيل إذا لزم الأمر لما يترتب علي ذلك من استقرار أسري إذا تيسر الزواج من بعد. 6- عند اتخاذ قرارك بالاختيار يجب ان تكون مقتنع به وان تتوقف تماما عن التفكير في ماضيه او زوجاته وان تحرص على ان تبني علاقة ممتازة معه أسأل الله العلي القدير أن يوفقك لما يحب ويرضى، وأن يسدِّد خطواتك، ويختار لك ما فيه الخير في دينك ومعاشك وعاقبة أمرك، وأن يشرح صدرك، وأن ييسر أمرك، وأن يجعلك أمة من إماء الله القانتات الصالحات العابدات، وأن يرزقك الزوج الصالح الذي يقر عينك.