زوجي دمر نفسيتي
الإستشارة
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
أنا متزوجة من سنتين ولدي بنت وحامل .زوجي كان انسان يحبني وقليل الصحبة يصلي الصلاة بوقتها فجاه تغير كل شي، رجع لاصحاب السوء يسهر يومياً لوقت متأخر جداً خارج البيت، وأصبح يشك فيني وبشرفي كل ماسمع صوت بجوالي يصرخ ويقول إنه سمع صوت رجال ويقوم بضربي.تغافلت عن افعاله ولكنه اتماد بستخدام سجائر الحشيش التي كنت اجدها في ملابسه المحروقة وعندما وجهته حلف بأنه سيبتعد عنها وتاب ولكن رجع للدخان مرة أخرى برغم حلفه ولكنه يكذب ويحلف بالله كذب وصار يتحدث مع بنات ويوعدهم ويصرف عليهم .رجعت عند أهلي وطلبت الطلاق هل تصرفي صحيح أفيدوني..
الإجابة

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته بداية نشكر لك ثقتك في برنامج الإرشاد الإلكتروني بجمعية المودة للتنمية الاسرية. و يسعدنا تواصلك و الإجابة عن استشاراتك : أختي المسترشدة إن ما عرضتيه في طلب الاستشارة نجد أن مشكلتك تتلخص في( تغير زوجك في معاملته لك و الإساءة إليك). و قبل الإجابة عن الاستشارة لا بد أن نقف قليلا عند بعض المحطات: المحطة الأولى : اعلمي يا رعاك الله أن الكمال لله عز وجل ، و البشر معرضون للوقوع في بعض الأخطاء التي قد ينعكس تأثيرها عليهم و على محيطهم الأسري، و زوجك هو واحد من أولئك الذين وقعوا في الخطيئة لحظة ضعف إنساني - و نحن هنا لا نبرر له هذا الخطأ- و لكن لا بد من التوضيح أن البشر ليسوا معصومين . و علينا أن ندرك ذلك حتى نتعامل بروية و حكمة مع هذه المواقف . المحطة الثانية : معرفة الدوافع و الأسباب التي أدت إلى ظهور هذه السلوكيات الخاطئة، فمن خلال عرضك للمشكلة نجد أن الأسباب التي جعلت زوجك شخصية مختلفة غير التي كنت تعرفينها :  أولا : وقوعه في المخدرات ، فكما تعلمين أختي المسترشدة تأثيرها السلبي على الصحة النفسية و الجسمية: فعادة المدمن يتصرف بشكل عصبي نتيجة نقص المادة المخدرة ، و كذلك تجعله يشك في الآخرين ، و يبدأ بتفسير تصرفاتهم بشكل خاطئ بعيدا عن الواقع . و من المهم أيضا معرفة الدوافع التي تجعل الشخص يقع في المخدرات و منها : ١- ضعف الوازع الديني، و عدم مراقبة الله في تصرفاته. ٢- الهروب من الواقع نتيجة ضغوطات نفسية تتعلق بمشاكل العمل أو الأسرة . ٣- رفقاء السوء و تغريرهم بالضحية ، حيث يصورون له أن استخدام المخدرات تجعلك منتشيا و سعيدا ، و تنسيك كل المشكلات. ثانيا : من الأسباب التي أدت إلى تغير زوجك ، قد تكونين أنت أختي المسترشدة دون أن تشعري بذلك ، فلقد ذكرت أنه لم يمض على زواجكما سوى سنة واحدة و لديك طفلة و في نفس الوقت أنت أيضا حامل ، فمن الطبيعي جدا أن يقل اهتمامك بزوجك نتيجة انشغالك بتربية طفلتك و الاعتناء بحملك ، مما نتج عنه إهمال منك لزوجك ، حيث بدأ يشعر بفراغ عاطفي، و للأسف بدأ يبحث عن إشباعه بطريقة غير شرعية من خلال محادثاته لفتيات أخريات.  ثالثا : من الأسباب أيضا قلة خبرتكما بالحياة الزوجية ، و عدم إلماكما بفن إدارة الخلافات الزوجية. و الآن اختي الكريمة نضع بين يديك بعض الإرشادات التي من شأنها إن شاء الله تساعدك على حل مشكلتك : أولا: عدم التفكير مطلقا بالطلاق ، فالحل ما زال متاحا لتجاوز الخلافات التي بينكما.و إعطاء زوجك فرصة مع التحلي بالصبر ، فزوجك يحتاج إلى تعديل سلوكه و هذا يتطلب منك الصبر و عدم اليأس. ثانيا : محاولة استصلاح زوجك و يمكنك ذلك من خلال إقناعه بترك المخدرات و التعافي منها عن طريق زيارة مستشفى الأمل ، و ذلك من خلال الحوار الهادئ، مع تذكيره بعواقبها على نفسه و أطفاله ، و إذا لم تستطيع إلى ذلك سبيلا يمكنك التحدث إلى من تثقين فيه من ذوي الحكمة و يكون مقربا لزوجك لاقناعه بذلك. ثالثا : يتطلب الأمر منك أختي الفاضلة بذل المزيد من الاهتمام بزوجك و التغيير في نمط حياتكما ، و ذلك من خلال التزين له ، و إشباعه عاطفيا بالكلمات المليئة بالحب و الدفء  ، مع التغيير في وضعية اثاث البيت كنوع من التجديد . و الخروج في نزهات خارجية بمفردكما. و بذل كل ما يحبه و يسعده. رابعا : تعلم فن إدارة الخلافات الزوجية  من خلال الآتي:    - لغة الحوار : ينبغي على كلا الزوجين تعلم لغة الحوار بينهما ، حيث لا بد أن تكون لغته هادئة بعيدا عن اللغة التي تحمل النقد الجارح و اللوم المباشر و الإهانة و جرح المشاعر. - النظرة الإيجابية: للأسف الشديد عند حدوث خلاف بين أي زوجين يتناسى كلا الطرفين اللحظات الجميلة و المواقف الإيجابية و التضحيات .و إذا كان الله عز وجل قال في حق الطليقين ( و لاتنسوا الفضل بينكم) فما بال زوجين ما زالت العلاقة بينهما قائمة في نسيان فضل الآخر. لذا يتوجب على الزوجين عند حدوث الخلاف بينهما استحضار تلك المواقف الإيجابية للآخر مما يساعد على تهدئة النفس.   - حصر الخلاف : من الأخطاء التي يقع فيها الأزواج مد الخلاف الزوجي و إشراك الأهل فيه ، فكثير من الخلافات تكون بسيطة و في حال الاستعانة بالأهل قد تتطور و تتعقد . من هذا المنطلق يتوجب على الزوجين بقدر الإمكان أن يكون حل الخلافات داخل الأسرة بعيدا عن الأهل و الأقارب. - تطوير الذات: إن أي زوجين في حاجة ماسة إلى تطوير الذات و التثقيف في فن إدارة الأسرة من خلال قراءة الكتب المفيدة في هذا الشأن أو حضور الدورات التدريبية للتنمية الاسرية. و نحن في جمعية المودة للتمكين الاسري نقيم العديد من الدورات التدريبية التي تساعد الأزواج على إدارة الحياة الزوجية. - الدعاء : و هو سلاح المؤمن فينبغي على الزوجين اللجوء إلى الله تعالى أن يصلح حالهما و ملازمة الاستغفار.  كما يسعدنا تواصلك معنا من خلال الاستشارات الهاتفية على هاتف الارشاد الأسري(920001421) .و لحجز موعد للإرشاد بالمقابلة الاتصال على الرقم ( 920001426  ).و في الختام نسأل ألله أن يصلح حال زوجك.