أسلوب تربوي مع الاطفال
الإستشارة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
زوجي يتبع أسلوب تربوي مع الاطفال أثناء وجبة الطعام ليحثهم على أكل وجبتهم كاملة والطريقة هي أن يخبرهم أنه سوف يأكل طعامهم أن لم يأكلوه وعندما يريد أخذه يصرخ الاطفال لكي يأخذو الطعام منه فيعطيهم، أريد نصيحتكم في التعامل مع زوجي أولاً ليغير أسلوبه وفي التعامل مع العناد الي أكتسبه الاطفال من هذه العادة ، ولكم جزيل الشكر مقدماً.
الإجابة

أختي الكريمة أشكر لك تواصلك مع برنامج الاستشارات الإلكترونية في جمعية المودة, و أحيي فيك حرصك و اهتمامك بأبنائك و أسأل الله أن يحفظك و إياهم من كل سوء. إن زوجك يحاول أن يقوم بدوره كأب في التأكد من حصول أبنائه على كفايتهم من الطعام. و عليكي أن تعلمي أن اختلاف أساليب التربية بين الوالدين هي مشكلة شائعة. نصيحتي لك هي تغيير طريقة تفكيرك عن زوجك, لو آمنتي بأنه يستطيع الاعتناء بالأطفال فسيتغير أسلوبك في التعامل معه من الطلب و النصح إلى أسلوب إيجابي. مثال ذلك, لقد استمتع الأبناء كثيرا بمشاركتك طعام الغداء معنا, أو استمتع الأطفال بسماع قصتك عندما كنت صغيرا و حدث (أمر ما). أشعريه أنه محبوب و قادر على مشاركتهم و لو كانت المشاركة باللعب معهم. تغيير طريقة التواصل فيما بينكما ستغير نتيجة المحادثة. تحدثي معه عن أولوياتك من ناحية تغذية الأطفال, هل المهم إنهاء الطبق؟ أم الأهم هو تناول الطعام المفيد من الطبق؟ أخبري زوجك أنك راضية عن انتهاء الطفل من وجبته طالما أنه تناول مغذيا و مفيدا. بالتالي سيلين زوجك في التعامل مع الأبناء و معك. كما أود منك أن تكوني أكثر مرونة مع زوجك, صارحيه بما يضيق صدرك و أوضحي له تبعات تصرفاته و أثرها السلبي على الأبناء. أما بالنسبة لعناد الأطفال. فإني أريد أن أطمئنك بأن العناد لا يعني أن الطفل رافض لقيم الأسرة, و أنصحك بأن تكافئيه كلما أحسن التصرف.. بحيث أن تعمل المكافأة على تقوية علاقتك بطفلتك, لأن العلاقة التعاونية الإيجابية بين الأم و الطفلة تساعد الطفلة على تقبل التوجيهات بصورة أفضل. و لذا عليك أختي الكريمة أن تركزي على الجوانب الإيجابية في شخصية الطفلة و تمدحيها بها لتساعديها على إبرازها. استمري في تعزيزها لتعديل السلوك المحدد و أعطها فرصة حوالي الأسبوعين لتتغير,و في حال فشل طريقة التعزيز بإمكانك اللجوء لأسلوب العقاب المناسب لسنها و هو الحرمان, عن طريق حرمانها من كماليات مع توضيح أن العقاب هو نتيجة لعدم الانصياع للأوامر و على الطفلة أن تعتذر و تصالح والدتها. و مثال ذلك: سنسمح لك باستخدام الإلكترونيات حالما تنتهين من أود في البداية أن أطمئنك بأن عناد الطفلة لا يعني أنها رافضة لقيم الأسرة لكنها طريقتها في التعبير عن رأيها. و سلوك الطفلة لا يتغير بين يوم و ليلة, فعليك توجيهها بطريقة مستمرة و ستجدين أن شخصيتها أصبحت أسهل في التعامل مع مرور الوقت, لأن الطفل بطبعه يسعى لإرضاء الآخرين فعليك تنمية هذا الجانب. قد يلجأ الطفل للعناد لجذب اهتمامك و إن كان الاهتمام سلبي (في صورة توبيخ أو انتقاد), و إعطاء الطفلة الاهتمام حينما تحسن التصرف بقدر المستطاع سيساعد في حل المشكلة. و أرجو منك أن تحرصي أيتها الأم الكريمة على ألا تكون المكافأة مادية, فمكافأة الطفلة قد تكون عن طريق سرد قصة لها أو مشاركتها لعبتها المفضلة أو مشاركتها بالتلوين بأداء واجباتك, فإذا أتمت المطلوب (الواجبات) يسمح لها بالكماليات (الإلكترونيات) و في حال أخرى تمتنع عنها كعقاب لها. و هناك نقطة مهمة هي ألا تتنازل عن الخطأ, و أن تلتزم بالعقاب, لأن تهاونك لمرة واحدة سيدفع بالطفلة لتكرار الخطأ على أمل أن تتهاوني معها مرة ثانية. و أود أن أشير لأن جمعية المودة تقدم دورة رائعة بعنوان (الوالدية) و أنصحك بحضور الدورة عن طريق التسجيل فيها إلكترونيا من موقع الجمعية. رابط التسجيل في الدورات هو http://almawaddah.org.sa/activities و للاستشارات الهاتفية يرجى الاتصال على هاتف الإرشاد الأسري (920001421), و لحجز موعد للإرشاد بالمقابلة الاتصال على الرقم (920001426), أرجو منك عدم التردد في التواصل معنا في حال استمرار المشكلة أو لأي أمر آخر فخدمتك تسعدنا و ختاما أسأل الله التوفيق لك و لمن تحبين.