اتخاذ القرار.
الإستشارة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنا امر بفترة تعارف مع خطيبتي، ناقشنا أمور كثير لا اجد اختلافا كبييراً، اشعر احياناً بأنني اتعامل مع سيدة بيت ناضجة واحياناً اشعر بإنها مراهقة غير متزنة ،شخصيتها قوية وقيادية ومن أسرة طيبة واكرة عندما تعاملني كطفل، اعترفت لي مرة بإنها عصبية وأنها بطيئة الرضى وهي وحيدة أمها وابوها ومسرفة في حياتها، الاحظ فيها تحاول أن تحول هدف التعارف الى عاطفة وأنا مركز جداً بعقلي لأني أريد استكشاف شخصيتها وتقول بأنها تفهم شخصيتي تماما وأنا لم افهمها حتى الان.أفيدوني.
الإجابة

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته , أخي العزيز نشكر لك تواصلك مع قسم الاستشارات الإلكترونية في جمعية المودة للتنمية الأسرية ونثمن لك ثقتك بنا, سائلين المولى عز وجل أن يوفقك إلى ما يحب ويرضى أما بعد : اخي العزيز فهمت من رسالتك أنك تريد معرفة الأسس التي من خلالها يكون اختيار شريك الحياة اختياراً ناجحاً بحول الله , وهنا نذكر لك كيف يتم اختيار الزوجة المناسبة , بطريقة مبسطة من الناحية الشرعية والنفسية والاجتماعية , حتى تستطيع على ضوئها أن ترتب أفكارك وتتخذ قرارك وأنت مطمئن : 1- من الناحية الشرعية : ذكر الله سبحانه وتعالى الهدف من الزواج في قوله تعالى (وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ ) سورة الروم آية (21) , فالهدف من الزواج سكون النفس وارتياحها وطمأنينتها فالمرأة الودود يتحقق بها سكون النفس وطمأنينتها , وأيضاً ذكر الرسول صلى الله عليه وسلم مواصفات المرأة الصالحة والتي تعتبر كنز للرجل إذا وجدها حيث قال : (ألا أخبرك بخير ما يكتنز المرء؟ المرأة الصالحة؛ إذا نظر إليها سرته، وإذا أمرها أطاعته، وإذا غاب عنها حفظته. رواه أبو داود والحاكم وقال: حديث صحيح الإسناد. وقد ذكر الرسول صلى الله عليه وسلم مقاصد الناس في الزواج وفصلها في أربع فئات حيث جاء عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : ( تُنْكَحُ الْمَرْأَةُ لِأَرْبَعٍ : لِمَالِهَا ، وَلِحَسَبِهَا ، وَلِجَمَالِهَا ، وَلِدِينِهَا ، فَاظْفَرْ بِذَاتِ الدِّينِ تَرِبَتْ يَدَاكَ ) رواه البخاري ومسلم , إذن الخلاصة من الناحية الشرعية يفضل أن تكون المواصفات الأساسية الموجودة في الزوجة , 1- ذات دين , 2- ودودة 3- مريحة لنظر الزوج 4- طائعة للزوج 5- أمينة على نفسها وبيتها . ثم تأتي المواصفات الأخرى التي إن توفرت فخير وبركة . 2- من الناحية النفسية , وهي عبارة عن تفسير للناحية الشرعية لأن الله سبحانه وتعالى يقول : (أَلَا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ) سورة الملك آية (14) , فالله سبحانه وتعالى خالق البشر وهو أعلم بما يصلح نفوسهم , لذلك نجد أن تركيز الشرع على سلامة وتكامل دين الزوجة (القيم والمعتقدات والسلوك ) وجعله المعيار الأساسي في الاختيار يقود الانسان إلى النجاح في الاختيار , ثم يأتي بعد الدين معيار نمط الشخصية الودودة والتي تتوافق غالباً مع أنواع الشخصيات الأخرى , ثم يأتي بعدها معيار المظهر العام (المواصفات الجمالية) والجمال بصفة عامة نسبي يختلف من شخص إلى آخر فما تراه أنت جميلاً قد يراه شخص آخر أقل جمالاً , لذلك المهم في هذا المعيار هو راحة النظر (إذا نظر إليها سرته) , المعيار الرابع نمط التربية هل تعرضت لتربية قاسية أم تعرضت لتربية زائدة في التدليل أم تعرضت للإهمال الخ , ويؤثر نمط التربية على طريقة استجابتها لزوجها وطاعتها له وعنايتها به وسلوكها العام وطريقة تربيتها في المستقبل لأبنائها , المعيار الخامس الأخلاقي وهو نتيجة لتكامل معيار الدين مع معيار نمط التربية . 3- من الناحية الاجتماعية , الأسرة هي أول وحدة اجتماعية عرفها الإنسان , وبصلاحها يصلح المجتمع وبصلاح الزوجين تصلح الأسرة , ويؤثر على صلاح الأسرة أيضاً البيئة التي تنشأ فيها , لذلك عند اختيار الزوجة ينبغي أن يكون هناك تقارب وتوافق بين أسرة الزوج وأسرة الزوجة في العادات والتقاليد والمستوى الاقتصادي والثقافي , لأن ذلك سيؤثر على اندماج الأسرتين وتكاملهما وتعاطيهما مع الأحداث مستقبلاً . وخلاصة الحديث أخي العزيز أنظر إلى نفسك وإلى شخصيتك وإلى اهتماماتك وإلى ما ينقصك وماذا تريد أنت من شريكة حياتك , ثم انظر إلى شريكة حياتك وهل تحقق لك ما تريد وهل تحقق فيها شيء من المعايير الأساسية التي ذكرناها سابقاً وخصوصاً الدين ونمط الشخصية , فإذا رأيت أن شخصيتها تتوافق مع شخصيتك وليس شرطاً أن تتطابق , مثلاً اذا كنت انت عصبي وزوجتك عصبية فربما مستقبلاً لا تستطيعا أن تستمرا في زواجكما , لذلك الشخصية العصبية يتوافق معها الشخصية الودودة وهكذا , وإذا وجدت فيها خلقاً لا تحبه فانظر إلى نفسك هل تستطيع أن تصبر عليه وتتوافق معه مستقبلاً أم لا في مقابل الأمور الجيدة التي وجدتها فيها , وهكذا توازن بين صفاتها , عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لَا يَفْرَكْ مُؤْمِنٌ مُؤْمِنَةً إِنْ كَرِهَ مِنْهَا خُلُقًا رَضِيَ مِنْهَا آخَرَ) أَوْ قَالَ: «غَيْرَهُ» , رواه مسلم , (ويفرك معناه يبغض) , وفي الأخير لا يعلم الغيب إلا الله تعالى , بعد أن تقرر الزواج , استخر الله سبحانه وتعالى قبل أن تعقد عليها , وسيختار الله لك ما ينفعك بإذنه تعالى , فارض بما قسم الله لك , أما بالنسبة لمسألة العاطفة فهذا شيء طبيعي المرأة عاطفية بطبعها والرجل عقلاني ولكن في مرحلة الخطوبة والملكة وقبل الدخول يفضل عدم الانجراف كثيراً في مسألة الحب والعواطف حتى يتبقى لما بعد الزواج شيء من الحب والعاطفة . أخيراً , نود تذكيرك أخي العزيز بالقنوات الإضافية للاستشارات وهي الهاتف الاستشاري على الرقم 920001421 , والإرشاد الأسري بالمقابلة عبر مكاتب الإرشاد بمقر الجمعية والتي تتم في سرية تامة , ويمكنك حجز موعد على الرقم 920001426, كما يمكنك التسجيل في دورة تدريبية عبر الرابط التالي : http://almawaddah.org.sa/activities ولقياس جودة الخدمة المقدمة لك من الإرشاد الإلكتروني نرجو الضغط على الرابط التالي أو نسخه ولصقه في المتصفح لديك : https://goo.gl/forms/erzCjkIkIaavpZ9f2 نسعد بتواصلك دائماً ونسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يختار لك الخيرة الطيبة , وأن يتمم زواجك على خير ويجمع بينكما أنت وزوجك على خير .