الوظيفة و الانفصال او التنازل عن حياتي لأجل ابنائي
الإستشارة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لدي اربع من الأبناء مشكلتي زوجي يتحكم بكل شي فهو شخصية مسيطرة ويحب أن يفرض رأيه في كل شي حتى في وظيفتي .وأنا لا أريد هذة السيطرة ممكن يجبرني على اشياء اكرهه،فالقرار هنا اما أن اخرج بحياتي ونفسي واخسر بيتي و أولادي او استسلم واتنازل عن وظيفتي واجعله يتحكم بي.
ماهو القرار الصحيح؟
الإجابة

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته : بداية نشكر لك ثقتك في برنامج الإرشاد الإلكتروني بجمعية المودة للتنمية الاسرية. و يسعدنا تواصلك و الإجابة عن استشاراتك :  أختي الكريمة من خلال تفاصيل الاستشارة يتضح أن مشكلتك تتلخص في : ( حيرتك بين قرار الانفصال عن زوجك أو قرار البقاء حفاظا على بيتك و أولادك ) . و للإجابة عن استشارتك نقول بعد الاستعانة بالله عز و جل: إن كثيرا من المشكلات التي نشعر بها هي نتاج تعاطينا مع الموقف نفسه بناء على تفسيرنا له وفقا لأفكارنا و معتقداتنا ، فكلما كانت أفكارنا إيجابية أستطعنا تفسير الموقف بصورة إيجابية و بالتالي سنتجاوز المشكلات بيسر وسهولة ، والعكس صحيح في حال كانت أفكارنا سلبية . و لتوضيح الصورة بشكل أفضل : أنت الآن أختي الفاضلة تفسرين موقف زوجك من خلال تحكمه و سيطرته في كل شئون البيت على أنه يحب السيطرة و تشعرين أنه يحيد قرارتك و لا يلقي لها بالا ، مما ولّد في داخلك شعورا سلبيا تجاهه و هذا الشعور السلبي الذي تشعرين به هو نتاج التفكير السلبي لتفسير موقفه ( حب السيطرة ) ، بينما لو تعاطيت مع الموقف بصورة إيجابية من خلال أفكار إيجابية كأن تفكري بأن تصرفه هو نوع من ( قوامة الرجل ) لتغير تفسيرك للموقف و تغير شعورك نحو الإيجابية. و التفكير الايجابي لا يعني الاستسلام و الانهزامية أو التبرير غير المنطقي للمواقف، و إنما هو حالة من البرمجة الذهنية الإيجابية التي تحول المشكلات التي تعترينا إلى مواقف من التحدي مع الذات بقدرتنا على تجاوز المشكلات دون أن نخسر أنفسنا أو الأخرين و الحفاظ على التوازن بين السلام النفسي و السلام الاجتماعي لمحيطنا . ففي حالتك أختي الكريمة كوني أكثر إيجابية في تفكيرك و ضعي مخططا متوازنا تستطيعين من خلاله الحفاظ على زوجك و بيتك و  تحقيق طموحاتك ، ويمكننا إرشادك إلى بعض الإرشادات التي من شأنها تساعدك على ذلك وفقا للاتي :   أولا : كوني أكثر ثقة بنفسك في قدرتك على تجاوز المشكلات التي تواجهك ، و اجعلي منها نقاط تحدّ تثبتين من خلالها أن لديك مكامن قوة في شخصيتك تستطيعين من خلالها السيطرة على الموقف و تجاوزه . ثانيا : فسري المواقف بصورة إيجابية و ألتمسي العذر للاخرين، خصوصا مع زوجك . ثالثا : خططي لحياتك بصورة واقعية و ضعي أهدافا قابلة للتحقيق مثال على ذلك: ١ - المحافظة على كينونة أسرتي و رعاية زوجي و أبنائي . ٢ - تحقيق التوافق بيني وبين زوجي . ٣ - المحافظة على وظيفتي و تحقيق التوازن بينها و بين واجباتي الأسرية. بعد ذلك خططي لتحقيق أهدافك بصورة متدرجة و لا تستعجلي النتائج . رابعا : لتحقيق التوافق بينك وبين زوجك نرشدك إلى الآتي:  - قراءة شخصية الآخر: إن معرفة طبيعة شخصية الزوج أو الزوجة يساعد على تجنب كثير من المشكلات ، فطبيعة التفكير و معرفة ردة الفعل من خلال المواقف يعطي قراء واضحة للشخصية و من خلالها نستطيع كيفية التعامل معه ، فهناك الشخصية العصبية و هناك الشخصية الانبساطية و هناك الشخصية المزاجية ... الخ . و يبدو من خلال عرضك للمشكلة يتبين أن زوجك ذو شخصية تميل إلى العصبية و حب السيطرة ، فلذلك يحتاج إلى تعامل خاص يعتمد على تجنب المواجهة المباشرة عند حدوث مشكلة . الابتعاد عن السلوكيات التي من شأنها تغضبه . استخدام الحوار الهاديء أثناء النقاش و الابتعاد قدر الإمكان عن اللوم المباشر . - التفاهم : يعد التفاهم بين الطرفين من أهم العوامل التي تساعد في بناء علاقة ناجحة وقوية قادرة على الاستمرار،فالتفاهم يساعد في التعرف على صفات الشخص الآخر وطريقة تفكيره، لذا ينبغي اختي أن تتفهمي طريقة تفكير زوجك حتى يتحقق أساس التفاهم بينكما. - الاهتمام : للاهتمام مفعول خاص يجعل العلاقة بين الطرفين مليئة بالحب والحنان، فكل طرف يبحث عن الشخص الذي يهتم به بكافة أموره، فالاهتمام ينقل مشاعر الحب والمودة بين الطرفين، لذلك يعتبر الاهتمام من أهم الوسائل التي تساعد في بناء علاقة ناجحة مليئة بالحب والاحترام المتبادل بين الطرفين كما يساعد في بناء أسرة مترابطة وسعيدة، وعلى العكس فالإهمال يعد سببا أساسيا في انهيار العلاقات..لذا اختي حاولي أن تظهري مزيدا من الاهتمام بزوجك خاصة بعد عودته من السفر ..اظهري لهفتك و شوقك إليه.      – المصارحة : التواصل الدائم بين الطرفين والمصارحة من وقت لآخر من الأمور الضرورية لنجاح العلاقة بين الطرفين، فالمصارحة تساعد في إنهاء العديد من الخلافات وتمنع حدوث مشكلات جديدة، وفي أثناء النقاش يجب عدم التحدث بأي كلمات جارحة مهما كان الشعور بالضيق من الطرف الآخر، فالكلمات الجارحة والقاسية تترك آثرا سيئا  في النفس ومن الصعب نسيانها بسهولة. خامسا : تعلم فن إدارة الخلافات الزوجية ولغة الحوار من خلال الآتي:    - لغة الحوار : ينبغي على كلا الزوجين تعلم لغة الحوار بينهما ، حيث لا بد أن تكون لغته هادئة بعيدا عن اللغة التي تحمل النقد الجارح و اللوم المباشر و الإهانة و جرح المشاعر. - النظرة الإيجابية: للأسف الشديد عند حدوث خلاف بين أي زوجين يتناسى كلا الطرفين اللحظات الجميلة و المواقف الإيجابية و التضحيات .و إذا كان الله عز وجل قال في حق الطليقين ( و لاتنسوا الفضل بينكم) فما بال زوجين ما زالت العلاقة بينهما قائمة في نسيان فضل الآخر. لذا يتوجب على الزوجين عند حدوث الخلاف بينهما استحضار تلك المواقف الإيجابية للآخر مما يساعد على تهدئة النفس.   - حصر الخلاف : من الأخطاء التي يقع فيها الأزواج مد الخلاف الزوجي و إشراك الأهل فيه ، فكثير من الخلافات تكون بسيطة و في حال الاستعانة بالأهل قد تتطور و تتعقد .من هذا المنطلق يتوجب على الزوجين بقدر الإمكان أن يكون حل الخلافات داخل الأسرة بعيدا عن الأهل و الأقارب. - تطوير الذات: إن أي زوجين في حاجة ماسة إلى تطوير الذات و التثقيف في فن إدارة الأسرة من خلال قراءة الكتب المفيدة في هذا الشأن أو حضور الدورات التدريبية للتنمية الاسرية. و نحن في جمعية المودة للتمكين الاسري نقيم العديد من الدورات التدريبية التي تساعد الأزواج على إدارة الحياة الزوجية. - الدعاء : و هو سلاح المؤمن فينبغي على الزوجين اللجوء إلى الله تعالى أن يصلح حالهما و ملازمة الاستغفار . رابعا : تحقيق التوازن بين وظيفتك و رعاية أسرتك : من خلال تنظيم الوقت بينهما ، مع منح زوجك مزيدا من الاهتمام ، و التودد له بحسن الاستقبال و التزين ، و بث مشاعر الدفء و المحبة بلطف الحديث و الكلمات الدافئة. و في الختام أختي الفاضلة امنحي نفسك فرصة لتغيير حياتك الأسرية نحو الأفضل و اسعي حاهدة لإصلاح ما بينك و بين زوجك، و كوني واثقة من قدرتك على ذلك.  و يسعدنا تواصلك معنا من خلال الاستشارات الهاتفية على هاتف الارشادالأسري(920001421) . و لحجز موعد للإرشاد بالمقابلة الاتصال على الرقم(  920001426  ) كما  نرجو الضغط على الرابط لقياس جودة الخدمة المقدمة  https://goo.gl/forms/erzCjkIkIaavpZ9f2