أثر الانفصال على الأبناء
الإستشارة
السلام عليكم ورحمةالله وبركاته
أنا لدي أبن وقدر الله أن نفصل أنا وامه. ماهي الأمور التي يجب أن انتبه لها من أجل أبني لكي لا يؤثر عليه هذا الانفصال؟ وما هي اهم النقاط التي تساعدني إني اجعل من أبني رجل عظيم يعتمد على نفسه ؟علما إني مريت بهذي الحالة. أفيدونا بارك الله فيكم وجزاكم الله خير الجزاء .
الإجابة
الأب الفاضل أشكر لك تواصلك مع برنامج الاستشارات الإلكترونية في جمعية المودة, كما أحيي فيك حرصك و اهتمامك بابنك, فهذا يدل على كمال رجولتك و حسن خلقك, و أسأل الله أن يحفظك و إياه من كل مكروه. لا بد من أن تهتم بنفسك و تراعي ذاتك لتتمكن من تقديم العطاء لابنك, فراحتك و سعادتك ستنعكس عليه. الأبناء بحاجة لآباء متزنين عاطفيا, يوفرون لهم الحب و التجاوب العاطفي, مع التركيز على مهمة التربية بتحديد القوانين و وضع عقوبات عادلة. و لا يتعارض ذلك مع طلاق الوالدين. فجميع الأسر تمر بظروف صعبة, و الأهم عند الطلاق هو تمكن الوالدين من التعاون فيما يتعلق بالأبناء. لأن الاتزان مهم في حياة الأطفال, بالتالي لابد من وضع روتين جديد للأبناء و سرعان ما سيعتادون عليه. كما يجب تحمل المسؤولية فيما يتعلق بشأن الأبناء و عدم لوم أي خطأ على الطرف الآخر. إذا شعرت بوجود مشكلة يتعرض لها الطفل في بيت الأم، فإن الحل الأمثل يكون بتنبيه الأم, و أود أن ألفت انتباهك لأن أسلوبك في طرح المشكلة له دور كبير في معالجة الموضوع، بالتالي لا تنتقد الأم بطريقة مباشرة ولا تشعرها بالتقصير خاصة إذا حصل الأمر من قبل أفراد آخرين. في حينها ستبدأ الوالدة في الاستفسار عما حصل من ابنها، و هنا سيكون الغالب أنها ستصدقه و ستقوم بالترتيبات اللازمة لمنع تكرار المشكلة. أما في حالة اندفاعك في وصف المشكلة فقد تعتقد الأم انك تبالغ و قد لا تنصف الابن. أنصحك بإبقاء قنوات التواصل مفتوحة مع الأم فيما يتعلق بأمور ابنك, خاصة فيما يتعلق بالقرارات المهمة الكبيرة مثل الانتقال من مدرسة لأخرى, الوضع الصحي و غيره. التعامل في بداية الطلاق سيحدد شكل العلاقة فيما بينكما للمستقبل, فلا بد من مراعاة هذا الأمر. لأن التوتر في العلاقة بين الوالدين سينعكس سلبا على الطفل و قد يجعله يخفي بعض الحقائق عن أحدكما لتجنب اللوم أو التوبيخ. بالإضاافة لذلك, أنصحك بالتنازل عن بعض الأمور, لأن الاختلاف في أسلوب التربية بين الأبوين هو أمر وارد و يزيد بعد الطلاق, قد تجد أن نظام الحياة في بيت الأم مختلف تماما عما تريده لابنك, فتغاضى حتى لا يجد ابنك نفسه في صراع بين إرضائك أو إرضاء الأم. ثقة الطفل في نفسه تنمو من إحساسه بالقدرة على الإنجاز, تحمل المسؤولية مهما كانت بسيطة و مناسبة لعمره مع الحصول على دعم و رضى البالغين المحيطين به, بالإضافة لوجود دعم اجتماعي من صداقات أقرانه. الأنشطة اللامنهجية و الهوايات المتعددة تدعم ثقة الطفل لأنها تشعره بتميزه في أصعدة مختلفة خارج المدرسة, فاحرص على دعم اهتمامات و هوايات ابنك. و أود أن أشير لأن جمعية المودة تقدم دورة رائعة بعنوان (خصائص مرحلة الطفولة), أنصحك بحضور الدورة عن طريق التسجيل فيها إلكترونيا من موقع الجمعية. رابط التسجيل في الدورات هو http://almawaddah.org.sa/activities و للاستشارات الهاتفية يرجى الاتصال على هاتف الإرشاد الأسري (920001421), و لحجز موعد للإرشاد بالمقابلة الاتصال على الرقم (920001426), كما نرجو الضغط على الرابط لقياس جودة الخدمة المقدمة من الإرشاد الإلكتروني https://goo.gl/forms/YYZlGVSDfsQM1xZt1 أرجو منك عدم التردد في التواصل معنا في حال استمرار المشكلة أو لأي أمر آخر فخدمتك تسعدنا و ختاما أسأل الله التوفيق لك و لمن تحب.