وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته الأخت الفاضلة / نشكرُك ونثمن لك تواصلك مع برنامج الإرشاد الإلكتروني ، بجمعية المودة للتنمية الأسرية ، وندعو الله لك بالتوفيق والسعادة والإستقرار ، كما نسأله سبحانه الصدق والإخلاص ، في القول والعمل . الأخت الفاضلة / ما حدث معك يحدث مع الكثير غيرك ، وهذا امر طبيعي ، وشعورك بالندم على ما مضى حالة طبيعية تعتري كل نفس بشرية ، وفي الغالب لا يسلم منها أحد ، ولعلّ من الأسباب التي تزيد من ندمك هو ملامة من حولك لك ، على سرعة إتخاذ قرارك بالرفض دون الرجوع لهم أو إستشارتهم ، ولعلهم دائماً يذكرونك به ، ونقتبس من إستشارتك ما يؤكد هذا الشيء وهو قولك : ( والدتي كانت تخبرني بأن الأم قد تكون عفويتها سبب كلامها الجارح ، وحتى زميلتي تخبرني بأن هذا اسلوب بعض الامهات ، حتى وإن كن مثقفات ويزيدونني ألما وهم لايعلمون ، أشعر بأني ظلمت نفسي حتى أنني أراقب حسابه وحساب والدته على تويتر ، ولا اعلم ما الفائده من مراقبتهم سوى أنني ازداد حسرة ) ، فلا تستمعي لمثل هذه الأصوات ، التي تحاول جرك إلى ماضي قد لا يعود . الأخت الفاضلة / نضع بين يديك وتحت ناظريك بعض الإرشادات ، ونسأل الله تعالى أن يوفقنا فيها وينفعك بها ، وهي كالتالي / ١ / تأكدي بأن هذه الحياة عبارة عن تجارب وخبرات ، ولعلّك تعلمت من تجربتك السابقة أن سرعة إتخاذ القرار دون التأني والمشورة قد توقع الإنسان في الندم والحسرة ، يوم لا ينفع الندم ، فخذي مما حدث معك درساً . ٢ / أنت في مقتبل العمر والفرص لديك كثيرة فلا تيأسي ، ولو كان هذا الرجل من نصيبك فلن تأخذه فتاة غيرك فاطمئني ، وإذا لم يكن من نصيبكِ فلن تأخذيه ولو سعيت له ، فلا تخافي ولا تحزني على الماضي وتفائلي بالمستقبل . ٣ / من تقدم لك وتم رفضه قد سبق في علم الله ، وهذا قدر الله وما يقدره الله فهو خير ، فاطمئني وتذكري أن الله يختار لعبده الأصلح له ، في دينه ودنياه ، وقد يتمنى الإنسان الشر وهو لا يدري أن فيه هلكته ، وقد يعترض على الخير ولا يعلم أن فيه نجاته ، قال تعالى : (وَعَسَىٰ أَن تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ ۖ وَعَسَىٰ أَن تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَّكُمْ ۗ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ) ، فكوني على يقين بأن اختيار الله لك هو الأفضل دائما . ٤ / لا تندمي أبداً على ما فات فكله بقدر الله ، وعندما يأتي الرجل الذي تشعرين معه بالراحة النفسية وتجدين معه ميل مشترك ، وقبول مشترك ستوافقين عليه ، دون تردد أو خوف ، ويتم الأمر بصورة طبيعية . ٥ / لا تتعجلي في رد الخطاب ، لأن الرد المتكرر للخطاب يجعلهم ينفرون من الباب ، ولا تردي أي خاطب إلا بعد أن تستكملي الفرص ، وبعد أن تستشيري وتستخيري وتنظري في عواقب الأمور ، وتنظري نظرة شاملة وكاملة ، وهذا مهم جدّاً بالنسبة للمرأة . ٦ / لا تبالغي في رفع سقف طموحاتك ، ولا تظني أنك ستجدين كل الصفات في الشخص الخاطب ، وانظري إلي مجموع الصفات التي تحبينها ، فإن كانت الأكثر فلا تترددي بالموافقة ، وإن كانت الأقل وعلمت أنك لن تستطيعي أن تتعايشي معه فلا تقبلي ، المهم أن تكوني واقعية في طلباتك . ٧ / إذا تقدم لك من ترضين دينه وخلقه استخيري الله وقد ورد عن النبي قوله صلى الله عليه وسلم : (إذَا هَمَّ أَحَدُكُمْ بِالأَمْرِ فَلْيَرْكَعْ رَكْعَتَيْنِ مِنْ غَيْرِ الْفَرِيضَةِ ثُمَّ لِيَقُلْ : (اللَّهُمَّ إنِّي أَسْتَخِيرُكَ بِعِلْمِكَ، وَأَسْتَقْدِرُكَ بِقُدْرَتِك ، وَأَسْأَلُكَ مِنْ فَضْلِكَ الْعَظِيمِ فَإِنَّكَ تَقْدِرُ وَلا أَقْدِرُ ، وَتَعْلَمُ وَلا أَعْلَمُ ، وَأَنْتَ عَلامُ الْغُيُوبِ ، اللَّهُمَّ إنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أَنَّ هَذَا الأَمْرَ (هنا تسمي حاجتك) خَيْرٌ لِي فِي دِينِي وَمَعَاشِي وَعَاقِبَةِ أَمْرِي أَوْ قَالَ : عَاجِلِ أَمْرِي وَآجِلِهِ ، فَاقْدُرْهُ لِي وَيَسِّرْهُ لِي ثُمَّ بَارِكْ لِي فِيهِ ، اللَّهُمَّ وَإِنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أَنَّ هَذَا الأَمْرَ (هنا تسمي حاجتك) شَرٌّ لِي فِي دِينِي وَمَعَاشِي وَعَاقِبَةِ أَمْرِي أَوْ قَالَ : عَاجِلِ أَمْرِي وَآجِلِهِ ، فَاصْرِفْهُ عَنِّي وَاصْرِفْنِي عَنْهُ وَاقْدُرْ لِي الْخَيْرَ حَيْثُ كَانَ ثُمَّ ارْضِنِي بِهِ) ، لذا عليك بصلاة الإستخارة . ٨ / تأكدي بأن بالنصيب إذا أتى فلن يحول دونه أحد ، وسيتم بإذن الله تعالى بكل يسر وسهولة . هذا ونسأل الله الكريم رب العرش العظيم أن يشرح صدركِ ، ويذهب عنك الهم والحزن ، ويبدلك بهما فرحاً وسروراً ، وأن يقدر لك الخير حيث كان ثم يرضيك به ، وأن يلهمك السداد والرشاد ، وأن يرزقك الزوج الصالح الذي تسعدين معه في الدنيا والآخرة ، إنه ولي ذلك والقادر عليه وصلى الله وسلم وبارك على نبينا وحبيبنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين . الأخت الفاضلة / نفيدك بأن ( جمعية المودة للتنمية الأسرية ) توفر إستشارات بالمقابلة ، وكذلك إستشارات هاتفية ، وذلك على أيدي مستشارين أسريين مختصين ، ذوي خبرة ، ومهنية ، وكفاءة عالية ، وهي قائمة على مبدأ السرية التامة ، وذلك عن طريق الإتصال على الهاتف رقم : ( 920001421 ) أو الإستشارة بالمقابلة على الهاتف رقم : ( 920001426 ) وكذلك تعقد الجمعية دورات وبرامج تهتم بالأسرة والعلاقة بين أفرادها للجنسين ، وللإستفادة منها والتسجيل بها من خلال الرابط almawaddah.org.sa/activities:// وختاماً نكرر شكرنا لك على ثقتك في جمعية المودة للتنمية الأسرية ، وتواصلك مع الإستشارات الإليكترونية ، ويهمنا رأيك من خلال تقييم الإستشارة المقدمة لك ومدى رضاك عنها . من خلال الرابط التالي / https://goo.gl/forms/erzCjkIkIaavpZ9f2