ألم وندم
الإستشارة
أنا فتاة أبلغ من العمر 30 عاماً ، اعيش في أسرة مستقرة ولله الحمد ، مشكلتي أنني أعيش في دوامة من الندم تتبع قراراتي المتسرعة ولا استطيع الخروج منها الا بشق الانفس ، على سبيل المثال فيما يخص موضوع الزواج والارتباط تقدم لي أكثر من خاطب خلال العشر سنوات الماضية ، لم أندم على رفض أي شخص فيهم بل ادعوا لهم بالتوفيق ، ولكن رفض الخاطب الاخير هو الذي مزق قلبي ولو كنت أعلم بهذا الالم الذي امر به حاليا لما تسرعت ورفضته ، هو من خارج العائله وكان يحمل معه بعض المواصفات التي اتمناها حتى اني كنت سأحقق بعض احلامي وفي فترة الخطبه رفضت خاطب غيره لاني كنت مرتاحة للموافقة عليه ولكن اسلوب والدته معنا من اول زيارة حتى اخر اتصال لها مع والدتي هو ماأجبرني على الرفض في اللحظة الاخيرة قبل النظرة الشرعية ، وانا من بعثت لوالدته برسالة نصية من جوال والدتي تتضمن الرفض بكل أدب واحترام وتأكدت لاحقا بأنها ردة فعل مني في لحظة غضب لا اكثر ، ومن اليوم الثاني بدأت في قلبي الحسرة وبدأت استوعب حجم الخطأ الذي اقترفته الى هذا اليوم وانا اعيش في حزن شديد بيني وبين نفسي لانتهاء فرصتي معه وبكامل ارادتي وقتها ، والدتي كانت تخبرني بأن الام قد تكون عفويتها سبب كلامها الجارح وحتى زميلتي تخبرني بأن هذا اسلوب بعض الامهات حتى وأن كن مثقفات ويزيدونني ألما وهم لايعلمون ، اشعر بأني ظلمت نفسي حتى انني اراقب حسابه وحساب والدته على تويتر ولا اعلم ماالفائدة من مراقبتهم سوى انني ازداد حسرة ، حتى انني راودتني بعض الافكار في التواصل مع والدته على تويتر عن اي موضوع اخر لايتعلق بموضوعنا الشخصي ، ولكن أتردد الف مرة لانها لم تعد تتواصل مع والدتي حتى لم تكلف نفسها بالرد على رسالة الرفض ومحاولة حل الاشكال الذي تسبب بالرفض ، كيف أخرج من هذه الدوامة فأنا اكتم في صدري ولا اظهر هذا الضعف الا على سجادتي بيني وبين ربي ، أشعر اهلي ونفسي احيانا اني قوية وبخير وأنا في الحقيقة على المحك ، مالحل ؟
الإجابة

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته الأخت الفاضلة / نشكرُك ونثمن لك تواصلك مع برنامج الإرشاد الإلكتروني ، بجمعية المودة للتنمية الأسرية ، وندعو الله لك بالتوفيق والسعادة والإستقرار ، كما نسأله سبحانه الصدق والإخلاص ، في القول والعمل . الأخت الفاضلة / ما حدث معك يحدث مع الكثير غيرك ، وهذا امر طبيعي ، وشعورك بالندم على ما مضى حالة طبيعية تعتري كل نفس بشرية ، وفي الغالب لا يسلم منها أحد ، ولعلّ من الأسباب التي تزيد من ندمك هو ملامة من حولك لك ، على سرعة إتخاذ قرارك بالرفض دون الرجوع لهم أو إستشارتهم ، ولعلهم دائماً يذكرونك به ، ونقتبس من إستشارتك ما يؤكد هذا الشيء وهو قولك : ( والدتي كانت تخبرني بأن الأم قد تكون عفويتها سبب كلامها الجارح ، وحتى زميلتي تخبرني بأن هذا اسلوب بعض الامهات ، حتى وإن كن مثقفات ويزيدونني ألما وهم لايعلمون ، أشعر بأني ظلمت نفسي حتى أنني أراقب حسابه وحساب والدته على تويتر ، ولا اعلم ما الفائده من مراقبتهم سوى أنني ازداد حسرة ) ، فلا تستمعي لمثل هذه الأصوات ، التي تحاول جرك إلى ماضي قد لا يعود . الأخت الفاضلة / نضع بين يديك وتحت ناظريك بعض الإرشادات ، ونسأل الله تعالى أن يوفقنا فيها وينفعك بها ، وهي كالتالي / ١ / تأكدي بأن هذه الحياة عبارة عن تجارب وخبرات ، ولعلّك تعلمت من تجربتك السابقة أن سرعة إتخاذ القرار دون التأني والمشورة قد توقع الإنسان في الندم والحسرة ، يوم لا ينفع الندم ، فخذي مما حدث معك درساً . ٢ / أنت في مقتبل العمر والفرص لديك كثيرة فلا تيأسي ، ولو كان هذا الرجل من نصيبك فلن تأخذه فتاة غيرك فاطمئني ، وإذا لم يكن من نصيبكِ فلن تأخذيه ولو سعيت له ، فلا تخافي ولا تحزني على الماضي وتفائلي بالمستقبل .  ٣ / من تقدم لك وتم رفضه قد سبق في علم الله ، وهذا قدر الله وما يقدره الله فهو خير ، فاطمئني وتذكري أن الله يختار لعبده الأصلح له ، في دينه ودنياه ، وقد يتمنى الإنسان الشر وهو لا يدري أن فيه هلكته ، وقد يعترض على الخير ولا يعلم أن فيه نجاته ، قال تعالى : (وَعَسَىٰ أَن تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ ۖ وَعَسَىٰ أَن تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَّكُمْ ۗ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ) ، فكوني على يقين بأن اختيار الله لك هو الأفضل دائما . ٤ / لا تندمي أبداً على ما فات فكله بقدر الله ، وعندما يأتي الرجل الذي تشعرين معه بالراحة النفسية وتجدين معه ميل مشترك ، وقبول مشترك ستوافقين عليه ، دون تردد أو خوف ، ويتم الأمر بصورة طبيعية . ٥ / لا تتعجلي في رد الخطاب ، لأن الرد المتكرر للخطاب يجعلهم ينفرون من الباب ، ولا تردي أي خاطب إلا بعد أن تستكملي الفرص ، وبعد أن تستشيري وتستخيري وتنظري في عواقب الأمور ، وتنظري نظرة شاملة وكاملة ، وهذا مهم جدّاً بالنسبة للمرأة . ٦ / لا تبالغي في رفع سقف طموحاتك ، ولا تظني أنك ستجدين كل الصفات في الشخص الخاطب ، وانظري إلي مجموع الصفات التي تحبينها ، فإن كانت الأكثر فلا تترددي بالموافقة ، وإن كانت الأقل وعلمت أنك لن تستطيعي أن تتعايشي معه فلا تقبلي ، المهم أن تكوني واقعية في طلباتك .  ٧ / إذا تقدم لك من ترضين دينه وخلقه استخيري الله وقد ورد عن النبي قوله صلى الله عليه وسلم : (إذَا هَمَّ أَحَدُكُمْ بِالأَمْرِ فَلْيَرْكَعْ رَكْعَتَيْنِ مِنْ غَيْرِ الْفَرِيضَةِ ثُمَّ لِيَقُلْ : (اللَّهُمَّ إنِّي أَسْتَخِيرُكَ بِعِلْمِكَ، وَأَسْتَقْدِرُكَ بِقُدْرَتِك ، وَأَسْأَلُكَ مِنْ فَضْلِكَ الْعَظِيمِ فَإِنَّكَ تَقْدِرُ وَلا أَقْدِرُ ، وَتَعْلَمُ وَلا أَعْلَمُ ، وَأَنْتَ عَلامُ الْغُيُوبِ ، اللَّهُمَّ إنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أَنَّ هَذَا الأَمْرَ (هنا تسمي حاجتك) خَيْرٌ لِي فِي دِينِي وَمَعَاشِي وَعَاقِبَةِ أَمْرِي أَوْ قَالَ : عَاجِلِ أَمْرِي وَآجِلِهِ ، فَاقْدُرْهُ لِي وَيَسِّرْهُ لِي ثُمَّ بَارِكْ لِي فِيهِ ، اللَّهُمَّ وَإِنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أَنَّ هَذَا الأَمْرَ (هنا تسمي حاجتك) شَرٌّ لِي فِي دِينِي وَمَعَاشِي وَعَاقِبَةِ أَمْرِي أَوْ قَالَ : عَاجِلِ أَمْرِي وَآجِلِهِ ، فَاصْرِفْهُ عَنِّي وَاصْرِفْنِي عَنْهُ وَاقْدُرْ لِي الْخَيْرَ حَيْثُ كَانَ ثُمَّ ارْضِنِي بِهِ) ، لذا عليك بصلاة الإستخارة .  ٨ / تأكدي بأن بالنصيب إذا أتى فلن يحول دونه أحد ، وسيتم بإذن الله تعالى بكل يسر وسهولة . هذا ونسأل الله الكريم رب العرش العظيم أن يشرح صدركِ ، ويذهب عنك الهم والحزن ، ويبدلك بهما فرحاً وسروراً ، وأن يقدر لك الخير حيث كان ثم يرضيك به ، وأن يلهمك السداد والرشاد ، وأن يرزقك الزوج الصالح الذي تسعدين معه في الدنيا والآخرة ، إنه ولي ذلك والقادر عليه وصلى الله وسلم وبارك على نبينا وحبيبنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين . الأخت الفاضلة / نفيدك بأن ( جمعية المودة للتنمية الأسرية ) توفر إستشارات بالمقابلة ، وكذلك إستشارات هاتفية ، وذلك على أيدي مستشارين أسريين مختصين ، ذوي خبرة ، ومهنية ، وكفاءة عالية ، وهي قائمة على مبدأ السرية التامة ، وذلك عن طريق الإتصال على الهاتف رقم : ( 920001421 ) أو الإستشارة بالمقابلة على الهاتف رقم : ( 920001426 ) وكذلك تعقد الجمعية دورات وبرامج تهتم بالأسرة والعلاقة بين أفرادها للجنسين ، وللإستفادة منها والتسجيل بها من خلال الرابط almawaddah.org.sa/activities:// وختاماً نكرر شكرنا لك على ثقتك في جمعية المودة للتنمية الأسرية ، وتواصلك مع الإستشارات الإليكترونية ، ويهمنا رأيك من خلال تقييم الإستشارة المقدمة لك ومدى رضاك عنها . من خلال الرابط التالي / https://goo.gl/forms/erzCjkIkIaavpZ9f2