وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته , أخي الفاضل نشكر لك تواصلك مع قسم الاستشارات الإلكترونية في جمعية المودة للتنمية الأسرية ونثمن لك ثقتك بنا , سائلين المولى عز وجل أن يصلح لك زوجتك ويهديكم إلى الطيب من القول أما بعد : أخي الفاضل يسعدني قبل أن أبدأ أن أشيد بحرصك على الحفاظ على حياتك الزوجية من التفكك والضياع لا سمح الله من خلال طلبك الاستشارة وهذا ان دل على شيء فهو يدل على رجاحة عقلك وحسن أخلاقك , أخي الفاضل لم يجعل الإسلام الطاعة المطلقة حقا كاملا لأي أحد على المسلم بعد طاعة الله والرسول , فلا يوجد انقياد كامل ولا تسليم مطلق إلا لأوامر الله وسنة رسوله , أما ما دونهما فكل أوامرهم تخضع لموازين الشرع وقواعد العرف وضوابط المصالح والمفاسد , وذلك مع الاعتبار الكامل لحقوق الوالدين ووجوب برهما وحسن معاملتهما قال الله عز وجل: (وَإِن جَاهَدَاكَ عَلَىٰ أَن تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا ۖ وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا ۖ وَاتَّبِعْ سَبِيلَ مَنْ أَنَابَ إِلَيَّ ۚ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ ) سورة لقمان آية (15) , لذلك الوالدين لهما حقوق والزوج والزوجة أيضاً لهما حقوق , لذلك العدل مطلب شرعي في التعامل مع الوالدين وبين الزوجين وحتى مع الأغراب قال تعالى : (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ لِلَّهِ شُهَدَاءَ بِالْقِسْطِ ۖ وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَىٰ أَلَّا تَعْدِلُوا ۚ اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَىٰ ۖ وَاتَّقُوا اللَّهَ ۚ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ ) سورة المائدة آية (8) , وهنا فإن الخلافات بين اهل الزوج وأهل الزوجة واردة الحدوث , وقد يتمسك كل من الطرفين برأيه , ويعتقد أنه على حق وبالتالي يطلب اهل الزوج من ابنهم أن يكون في صفهم ويطلب أهل الزوجة من ابنتهم أن تكون في صفهم والضحية الزوجان , لذلك أخي الفاضل في مثل هذه الأمور أولاً يجب أن يتفق الزوجان على أن لا يسمحا بتدخل أي شخص في علاقتهما الزوجية سواء أهل الزوج أو أهل الزوجة , ثانياً عندما يقف الزوجان على الحياد بحيث لا يميل الزوج إلى أهله ولا الزوجة إلى أهلها يبحثون عن شخص يكون له علاقة طيبة مع أهل الزوج ومع أهل الزوجة بحيث يتدخل للإصلاح بينهم , ويكون هذا الشخص عادل وموثوق بحيث يصلح بينهم بالعدل ولا يميل لطرف دون الآخر , فإن لم يتم الصلح وبقي الخلاف , فيبقى الزوجان على الحياد الكامل ولا يتدخلا في الخلافات القائمة , حتى تحل مع الزمن فإن أهل الزوج وأهل الزوجة إذا وجدا أن الزوجين خارج معادلة الخلاف فإنهما سيتصالحا أو في أسوأ الأحوال لن يكون هناك تأثير على الزوجين من الخلاف القائم , ولكن في حالة أن أحد الزوجين تدخل ولو بكلمة فإن الطرف الثاني سيرغب من ابنه أو ابنته أن تقف بصفه . أخيراً , نود تذكيرك أخي العزيز بالقنوات الإضافية للاستشارات وهي الهاتف الاستشاري على الرقم 920001421 , والإرشاد الأسري بالمقابلة عبر مكاتب الإرشاد بمقر الجمعية والتي تتم في سرية تامة , ويمكنك حجز موعد على الرقم 920001426, كما يمكنك التسجيل في دورة تدريبية عبر الرابط التالي : http://almawaddah.org.sa/activities ولقياس جودة الخدمة المقدمة لك من الإرشاد الإلكتروني نرجو الضغط على الرابط التالي أو نسخه ولصقه في المتصفح لديك : https://goo.gl/forms/erzCjkIkIaavpZ9f2 نسعد بتواصلك دائماً ونسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يصلح شأنكم ويهدي والديكم ويختار لكم الخيرة الطيبة , وأن يعينكم ويهديكم سبيل الرشاد .