زوجتي لا تحسن التعامل
الإستشارة
زوجتي لا تحسن التعامل معي ، مع أني احترمها و احاول التفاهم معها لكن هي دائماً ترفض الكلام و لا تحب الحوار ، مشكلتي تتمحور في عدة امور 1- أنها عصبية جداً و شخصية انفعالية 2- فيها صفة العناد 3- ترفض تطوير نفسها و التثقيف 4- لا تتقبل مني اي انتقاد او نصيحة و تصدني دائماً اذا حاولت اناقشها في اي موضوع 5- ما تتكلم و لا تسولف معايا زي باقي الازواج الطبيعيين 6- لا تعترف بأي غلط و لو كان واضح. و الله أني اعطيها احترامها و قدرها لما اناقشها و اكلمها بهدوء بدون انفعال و انتقي كلامي عشان لا نختلف و مع هذا تصدني و لا تحسن الكلام و الأدب ، كمان احاول اسعدها بأي طريقة هي و الاولاد لما تطلب انها تروح عند امها ما امنعها ، أنا صراحة صبرت كثير و تعبت جدا و افكر بالطلاق بجدية ، مع العلم إني طلقتها قبل كذا و قعدت في بيت اهلها شهرين تقريبا و بعدين طلبت اننا نرجع لبعض و اهلها كانوا معارضين رجوعنا لبعض ( اهلها تدخلهم سلبي في مواضيعنا و لا يسمعوا مني.. لكن يسمعوا عني و بس صورة سلبية من بنتهم ) و هيا عارضت اهلها و رجعت بيتها.. الموضوع فيه تفاصيل كثيرة اعجز عن شرحها هنا ، هذا ما استطعت توصيله لكم ..
الإجابة

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته الأخ الفاضل / نشكرُك ونثمن لك تواصلك مع برنامج الإرشاد الإلكتروني ، بجمعية المودة للتنمية الأسرية ، وندعو الله لك بالتوفيق والسعادة والإستقرار ، كما نسأله سبحانه الصدق والإخلاص ، في القول والعمل . الأخ الفاضل / لو إطلعت وقرأت في سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم وأصحابة رضي الله عنهم وأحوالهم مع أزواجهم ؛ لعلمَت أن المثاليَّة في الحياة الزوجية التي تخلو مِن المُكدّرات والمشاحَنات هي مِن نَعيم أهل الجنة وفي الجنة، وأما هذه الدنيا مَجْبُولةٌ على الكدَر ، والإنسانُ فيها مخلوق في كبَد ، فلن يسْلَمَ أحدٌ مِن الشعور بالضِّيق وخيبة الأمل ، ومهما بلَغ حبُّه لحبيبه وصفيه مِن هذه الدنيا فقد روى الإمامُ أحمد في مسنده ، وأبو داود في سننه ، عن النُّعمان بن بشير ، قال : جاء أبو بكر يستأذن على النبيِّ صلى الله عليه وسلم فسمع عائشةَ رضي الله عنها وهي رافعةٌ صوتها على رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فأذن له ، فدخل فقال : يا ابنة أم رومان أترفعين صوتك على رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟! قال : فحال النبي صلى الله عليه وسلم بينه وبينها ، قال : فلما خرج أبو بكر ، جعل النبي صلى الله عليه وسلم يقول لها يترضاها : (ألا ترين أني قد حلتُ بين الرجل وبينك؟) ، قال : ثم جاء أبو بكر فاستأذن عليه ، فوَجَدَهُ يُضاحكها ، قال : فأذن له فدَخَل ، فقال له أبو بكر : يا رسول الله ، أشْرِكاني في سلمكما كما أشركتماني في حربكما . وكذلك لم يكن ليخلو بيت صهره ، علي بن أبي طالب رضي الله عنه مِن هذا الكدر ، ففي البخاري جاء رسولُ الله صلى الله عليه وسلم بيت فاطمة ، فلم يجدْ عليًّا في البيت ، فقال : (أين ابن عمك؟) ، قالتْ : كان بيني وبينه شيء ، فغاضبني فخرج ، فلم يقلْ عندي ، فوجده صلى الله عليه وسلم مُضطجع في المسجد ، قد سقط رداؤه عن شقه ، وأصابه ترابٌ ، فجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم يمسحه عنه ويقول : (قُمْ أبا تراب ، قُمْ أبا تراب) . وعن عمر بن الخطاب قال : كنا معشر قريش نغلب النساء ، فلما قدمنا على الأنصار إذا هم قوم تغْلِبُهم نساؤهم ، فطفق نساؤنا يأخذْنَ مِن أدب نساء الأنصار ، فصحتُ على امرأتي فراجعتني ، فأنكرتُ أن تُراجعني ، فقالتْ : ولِمَ تُنكر أن أراجعك؟ فوالله ، إنَّ أزواج النبي صلى الله عليه وسلم ليُراجعنه ، وإن إحداهنَّ لتهجره اليوم حتى الليل ؛ متفق عليه . الأخ الفاضل / المشكلة ليست في وجود مشكلة ولكن في تحديد أسبابها والطريقة الصحيحة في التعامل معها ، ولذلك نضع بين يديك بعض الارشادات عسى أن ينفعك الله بها وهي كالتالي / ١ / الرجل العاقل المتبصر بالعواقب ونحن نظنك كذلك وخيراً من ذلك يسعى لجمعِ الشَّملِ ، وحلِّ مشاكله مع زوجته في جوٍّ من الأُلفةِ ، والمودةِ ، وحفظِ المعروفِ والعِشْرةِ ، وإظهارِ الحرصِ عليها ، والرأفةِ بها ونذكرك بأن إكرامُ المرأةِ دليلٌ على المروءةِ ، فما أكرم النساءَ إلا كريمٌ ، ابحث عن الدوافع لتصرفات زوجتك الخاطئه ، ولا تبالغ فيها ، ولاتهون منها بل اعطها حقها ، وعالج المشكله وانظر لها لا لأعراضها ،  وتجنب حل ومناقشة المشاكل وقت الخصام والأنفس مشحونة ، ولا تتكلم وأنت غاضب . ٢ / اجلس مع زوجتك في ساعة صفاء واعلم أن الهدوء يجلب التفاهم ، والتفاهم يجلب الهدوء ، وحاول أن توصل لها ما تتضايق منه بأسلوب ودي ، وأسألها ماهي الطريقة التي تراها هي وتحب أن تعاملها بها ؟ وأعطها المجال بأن تعبر عن كل ما تتمناه ، واستمع لها باهتمام ، وبين لها الأشياء التي تتمناها ، والتي ترغب أن تجدها منها ، تحدث معها عن مستقبل أطفالكم وأنهم في حاجة ألى جو صحي من التفاهم ، وشاورها بكل أمورك من صغيرها إلى كبيرها ، واشعرها بالإهتمام ، وبإمكانك أن تسدد وتقارب وتحقق لها ما تتمنى ، كي ترى منها ما تحب . ٣ / غير في أسلوبك وطريقة تعاملك معها قدر المستطاع ، تودد إليها وعاملها بلطف وحنان ، فالأنثى بطبعها تجذبها الكلمة الطيبة الحنونة ، وتفرح بأقل الأشياء من الهدايا ، وتحب أن تعامل كطفلة مدللة . ٤ / أنظر نظره متوازنه للمشكله فلا يطغي جانب على جانب ، الموازنه بين السلبيات والايجابيات ، فكل شخص له مزايا وعيوب ، وليكن الإنسان كالنحلة لاتقع إلا على الطيب (امدح ولا تجرح) وتذكر دائماً أنك تتعامل مع بشر وأن الكمال لله تعالى ، لاتتعجل النتائج بل جرب أكثر من طريقه لتحل المشكله ، واستعن بالله ولا تيأس . ٥ / اتِّفِق مع زوجتك على إستراتيجيَّة مُعينة لإدارة الغضَب ، والتعامُل مع بعضكما البعض في أوقات الغضب ، وانتهجَا منهج أبي الدَّرداء في إدارة الغضب مع امرأته : (إذا رأيتِني غضبتُ ترَضَّيني ، وإن رأيتُك غضبتِ ترضَّيتك ، وإلا لم نصطحبْ) . ٦ / وأخيراً نوصيك ونوصي كل رجل بالتغاضي والصبر ، لأن الدرجة الواردة في قوله تعالى : ( وَلِلرِّجَالِ عَلَيْهِنَّ دَرَجَةٌ ) ، هي درجة العفو والصفح ، لكون الرجل الأبعد في النظر والأعمق في التفكير . هذا ونسأل الله أن يُصْلِحَ لك الحال ، ويُنعم عليك براحة البال ، ويَرزقك وزوجتك لذَّة السعادة والاستِقرار ، وأن يصلح لك زوجتك ويوفق بينك وبينها . الأخ الفاضل / نفيدك بأن ( جمعية المودة للتنمية الأسرية ) توفر إستشارات بالمقابلة ، وكذلك إستشارات هاتفية ، وذلك على أيدي مستشارين أسريين مختصين ، ذوي خبرة ، ومهنية ، وكفاءة عالية ، وهي قائمة على مبدأ السرية التامة ، وذلك عن طريق الإتصال على الهاتف رقم : ( 920001421 ) أو الإستشارة بالمقابلة على الهاتف رقم : ( 920001426 ) وكذلك تعقد الجمعية دورات وبرامج تهتم بالأسرة والعلاقة بين أفرادها للجنسين ، وللإستفادة منها والتسجيل بها من خلال الرابط almawaddah.org.sa/activities:// وختاماً نكرر شكرنا لك على ثقتك في جمعية المودة للتنمية الأسرية ، وتواصلك مع الإستشارات الإليكترونية ، ويهمنا رأيك من خلال تقييم الإستشارة المقدمة لك ومدى رضاك عنها . من خلال الرابط التالي / https://goo.gl/forms/erzCjkIkIaavpZ9f2