التذبذب في المعاملة
الإستشارة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنا أكبر أخواتي ولكن ولداي لا يحترمونني وليس لي شخصية بينهم حتى اخوتي لا اجلس معهم لانهم يتلفظوا بعض الألفاظ والحركات الي تزعجني ولما أخبر أمي تدافع عنهم اصبحنا احزاب في البيت فأجلس في غرفتي اغلب الوقت لأن الجلوس معهم يوجع القلب. كيف اتصرف معهم؟

الإجابة

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد: نشكر لك ثقتك بجمعية مودة للتنمية الأسرية بجدة برنامج الاستشارات الإليكتروني ونسعد بتواصلك: أختي الكريمة إن صاحب المشكلة إذا عاش في عمق المشكلة فسيظل يدور في فلكها ولا يرى الحل ولو كان واضحاً مثل الشمس فقد يُصرف عن التفكير في الحل والسبب هو أنه يدور مع المشكلة أينما ذهبت ذهب معها، لابد منك أن تتحلي بالحكمة والصبر وخاصة أنك ترفضين هذا الواقع الذي تعيشين فيه وهي أشبه بالمقاطعة وابتعادك عنهم هو مما يزيد الأمر سوءً و لا يساهم في حل المشكلة أو التخفيف منها . إليك بعضَ الطُّرق التي قد تساعدك: 1- كُوني قريبةً منهم بمشاعرك، مُظهِرة لهم عَطفك وحَنانك؛ حتى تكوني أقربَ إلى قُلوبهم من كلِّ صاحبٍ، وتستطيعي أنْ تُؤثِّري عليهم. 2- واعلمي أنَّ القَسْوة عليهم لن تُجدِي، فلا تُقاطِعيهم؛ فقد يزيدُ ذلك من سُوء العلاقة، ولا تُكثِري من انتقادهم. 3- استغلِّي المناسبات التي يتقرَّبون إليك فيها أثناءَ المصلحة في التقرُّب إليهم للحديث عن واجبات الفرْد تجاه غيره. 4- احذَرِي كلَّ الحذَر أنْ تنصَحِي أحدَهم أمامَ إخوانه أو أخَواته أو أيِّ كائنٍ كان؛ فإنَّ نُصحَه أمامَهم سيُفسِد عليك كلَّ شيء. 5- اذكُرِي مميزاتهم وحسَناتهم أمامَ الجميع ليَزِيدَ ذلك من الوُدِّ بينكم، وشَجِّعيهم عند فِعل شيءٍ حميد، وارفَعِي من شَأنهم، ولا تحقري من سِنِّهم وتستَصغِريهم. 6- اهتمِّي بما يحبُّونه، وابتَعِدي عمَّا يكرَهُونه من أفعالك على قدْر الإمكان. 7- تظاهَرِي بالتجاهُل لفِعلهم عند الشُّعور أنهم يتعمَّدون غيظك بأسلوبٍ ما. 8- أحضِري لهم بعضَ الهدايا في مُناسباتٍ تُفرِحهم مثل النَّجاح. 9- لا تتعجَّلي التغيير منهم. 10- اصطَحِبيهم في بعض الزِّيارات والرحلات. 11- جرِّبي تغيير الطريقة التي تُعامِلينهم بها؛ فقد تكونين ما زلتِ تُعامِلينهم كأنهم أطفالٌ برغم أنهم قد تغيَّر سنُّهم؛ ومن ثَمَّ تغيَّرت احتِياجاتهم، عامِليهم على أنَّهم إخوةٌ لك عاقلون. قد يكونُ إخوانك وأخواتك في سِنِّ المراهقة أو الطُّفولة، في هذه الفترة هم يَحتاجون منك التقرُّب إليهم، فتَغاضَي عن عدَم احتِرامهم لك على قدْر محاولتك التقرُّب منهم ولتعلَمِي أختي أنَّه يجبُ عليك أولاً احترامُ إخوتك واحترام رغباتهم، وبهذا سوف يحترمونك. وقد يكون هناك تصرُّفات تفعَلِينها قد تجعَلُهم يلجَؤُون إلى الغيرة مِنك، فيُظهِرونها على صِيغة عدم احترامٍ لك، حاوِلي أنْ تسأَلِيهم وتستَفسِري منهم - بارك الله فيك - واصبِري عليهم، وانظُري ماذا سيقولون لك، فإذا قالوا كلامًا معقولاً وأنت قد وقعت فيه فعلاً، فمن الممكن أنْ تعتَذِري لهم أختي الكريمة: قال الكريم المتعال في كتابه: {وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحسانًا} ثم قال: {إما يبلغنّ عندك الكبر أحدهما أو كلاهما فلا تقل لهما أُفٍّ ولا تنهرهما وقل لهما قولاً كريمًا واخفض لهما جناح الذل من الرحمة} أرأيت كيف يعامل الطائر صغاره في شدة الحر أو في شدة البرد أو عند نزول المطر؟ تضعها تحت جناحيها في رفق وشفقة، كذلك أمر الله أن نفعل بآبائنا وأمهاتنا.لكن مع ذلك قد لا يرضى الوالد وقد لا ترضى الوالدة وقد يكونون انطباعًا عن الشخص، عند ذلك يأتي قول الله تبارك وتعالى: {ربكم أعلم بما في نفوسكم} من البر، وإرادة الخير، والرغبة في الإحسان {إن تكونوا صالحين فإنه كان للأوابين غفورًا} فعزاؤنا في مثل هذه الأحوال هو هذه الآية الكريمة، فالعبرة في أن يؤدي الإنسان ما عليه، وأن يبالغ في الإكرام، ويبالغ في الصبر، ويبالغ في الإحسان، ويبالغ في إرضاء الوالد أو الوالدة، فإن رضي الوالد فبها ونعمتْ، وإن لم يرض فالله تبارك وتعالى راضٍ عن المحسن {ما على المحسنين من سبيل}. لذلك استبشري بهذا وازدادي برًّا، وتجنبي كره الوالدة أو النفور منها، واجتهدي في سماع كلامها، وقولي لها ما يرضيها، وفوّتي بعض الأمور التي تصدر عنها، ولا تعانديها، ولا تحجزي نفسك في الحجرة، حاولي أن تكوني معهم جهدك، واصبري على الأذى الذي يمكن أن يأتي، فإن المؤمنة التي تخالط الناس وتصبر على أذاهم خير من المؤمنة التي لا تخالط الناس ولا تصبر على أذاهم، هذا بالناس، فكيف إذا كانت الخلطة مع الوالدة ومع الإخوة والأخوات في البيت، كوني معهم، ولكن كوني ناصحة، كوني هادئة، كوني صبورة واحتملي. وإذا كان دخولك للحجرة وإغلاق الباب لا يُرضيهم فلا تفعلي هذا، واجتهدي في أن تكوني تحت عينهم، واشغلي نفسك بكتاب تقرئينه أو بخير تفعلينه، ودائمًا كوني عونًا لإخوانك، واقتربي من هذا الأخ، واحرصي على حسن التواصل معه. وأيضًا لا نغفل جانب الدُّعاء والإلحاح إلى الله بهدايتهم، وبإلقاء المودَّة والرَّحمة بينكم. ختاما إذا رغبت في التواصل مع الجمعية للاستزادة واخذ الوسائل المفيدة للتعامل مع المواقف الأسرية المختلفة وبإمكانك التواصل مع الارشاد الهاتفي على الرقم (920001421 ) أو أخذ موعد لدى الارشاد بالمقابلة على الرقم (920001426 ) أو الاطلاع على دورات وبرامج الجمعية من خلال الرابط almawaddah.org.sa/activities:// http كما نأمل الدخول إلى الرابط لقياس جودة الخدمة المقدّمة من الإرشاد الإليكتروني https: //goo.gl/froms/erzcjklklaavpz9f2