قرار الطلاق
الإستشارة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنا متزوجة من 5 سنوات بدأت اشعر إني لا اطيق زوجي لا استطيع العيش معه في نفس الروتين كل يوم لا شي جديد فكرت في الطلاق مرات عديدة والآن أنا محتارة ولا اعرف اتخذ قرار صحيح هل اطلب الطلاق علماً بأنه جيد معي ويحبني كثيراً.
الإجابة

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد: نشكر لك ثقتك بجمعية مودة للتنمية الأسرية بجدة برنامج الاستشارات الإليكتروني ونسعد بتواصلك: أختي الكريمة إن البدايات في الحياة الزوجية بين كل زوجين دائما تكون جميلة نظراً لأن الحياة جديدة عليهما فتكون جذوة اللقاء لها طعم مختلف ولكن سرعان ما تظهر وينكشف الأسلوب الحقيقي لكلا الطرفين فيبدأ الزوجان في اكتشاف الشخصية الحقيقية لبعضهما ، وحينما خف الحب والشوق بينكما و هذا يسمى الفتور في العلاقة الزوجية مما يؤثر تلقائيا على العلاقة الحميمية فتضعف الرغبة من أحد الطرفين وهذا أمر طبعي يحصل في السنوات الأولى من الزواج وذلك بالأساليب التالية: 1- التجديد في المظهر العام واسلوب بث الشوق والحب فقد يكون الزوج يحب أسلوب معين ولم تدركيه بعد فينبغي التجديد حتى الوصول للأسلوب الذي يرغبه الزوج و لا نستغرب حينما يكون هناك فتور لأنك تقومين بأساليب لا يرغبها الزوج او قد يكرهها فلابد أن تكون هناك مصارحة بين الزوجين وحوار مباشر فيما يحبّانه ويكرهانه من بعضهما والأشهر الأولى قد يشعر الزوجان بالحياء من بعضهما ونتيجة لذلك لا يرغب أحدهما بإغضاب الطرف الآخر فيقوم بالمجاملة على حساب العلاقة الحميمية. 2- شعور الزوج أن الزوجة تحاول اقتحام خصوصياته ولا تتركه يأخذ راحته أو تنشغل عنه قليلا حتى تعود العلاقة لسابق عهدها أو اقوى فكثرة الالتصاق يدخل الزوجين في حالة من الروتين ويصيب الزوج نفور من التواجد عند الزوجة فتظهر بعض السلوكيات مثل : أن يتأخر في العودة للمنزل أو يقلل من التواصل معك ويملأ فراغه بما كان يملؤه قبل الزواج ، فلابد أن تعطي زوجك مساحة من الحرية وتغيبي عن ناظريه قليلا حتى لا تقل جذوة الشوق. 3- يوجد اختلاف بين الرجل والمرأة في أسلوب التعبير عن المشاعر فالمرأة تحب الكلام العاطفي الذي يشوبه الشوق والرغبة في اللقاء أما الرجل فتجدينه يعبر عن مشاعره بأفعاله أضف إلى انه يحتاج وقت ليخرج ما فيه من مشاعر تجاه الزوجة فلا يملك الرجل السرعة مثل المرأة في التعبير والتفاعل، فلابد للمرأة أن تدرك هذا الاختلاف حتى لا تخلق المشاكل وتعتقد ان الزوج يشعر بنفور منها. 4- أن تدرك الزوجة ان حب التملّك والذي يعني أنها تريد زوجها لها فقط دون اصدقاء او أقارب او يؤدي حق أهله من والدين ونحو ذلك من الأمور التي تسبب التوتر في العلاقة حيث انها تصبح مرتبطة به لدرجة أنها لا تفكر إلا في البقاء معه فإذا ما انشغل عنها بشيء فتشعر أنها مشكلة ، بينما في الحقيقة انه يريد ان يعيش لوحده فترة من الزمن. 5- تحتاج المرأة لتفعيل الحوار مع زوجها لعدة أسباب منها : التعبير عن المشاعر – مناقشة موقف سلبي – طرح المشكلات الاقتصادية وكيفية تجاوزها – التوفيق بين الآراء فيما يتعلق بالأبناء – طرح الآراء والأفكار فيم يخص مستقبل الأسرة في السكن والمعيشة. ولتفعيل الحوار يحتاج من الزوجة أن تبين للرجل تقديرها له وتظهر اهتماما بأفكاره وسلوكه الحسن تجاه الأسرة وتظهر حاجتها له وعدم الاستغناء عن مواقفه الايجابية تجاه الأحداث عموما هذا الأسلوب يعطي الزوج نشوة ونوع من الحماسة للاستماع للزوجة ويكون أرغب للتفاعل معها. ولتفعيل الحوار مع الزوج : أن تختاري الوقت المناسب الذي يكون فيه الزوج غير منشغل أو كثير التفكير أو يعاني من هموم قد لا تدركينها بل يمكنك أن تتعاوني معه لتجاوزها قبل ان تطالبي بأن يستمع لك. ولتفعيل الحوار مع الزوج : ان تبتعد الزوجة عن العبارات التي فيها تقليل لما يقدمه الزوج تجاه زوجته وعدم انكار جهوده التي بذلها سابقا في سبيل اسعادها فإن ذلك مما يسهم أن يصرف الزوج سمعه وبصره عن زوجته. لابد أن تعطيه احترامه وتقديره أثناء الحوار فتبتعدي عن كل ما يؤدي للنفور من الحوار معك فالواضح منه أنه يحب ذاته ونفسه ويريد أن يستمتع بجو هادىء فعليك بالتركيزعلى ذات الموقف ومن هنا ربما ينتقد أسلوب كلامك حيث أنه يشعر بعدم احترامه. 6- لا يجب ان يكون بين الزوجين حب فقط ، قال ابن كثير رحمه الله : " وَقَوْلُهُ: {وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا} أَيْ: خَلَقَ لَكُمْ مِنْ جِنْسِكُمْ إِنَاثًا يَكُنَّ لَكُمْ أَزْوَاجًا، {لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا} ، ثُمَّ مِنْ تَمَامِ رَحْمَتِهِ بِبَنِي آدَمَ أَنْ جَعَلَ أَزْوَاجَهُمْ مِنْ جِنْسِهِمْ، وَجَعَلَ بَيْنَهُمْ وَبَيْنَهُنَّ مَوَدَّةً: وَهِيَ الْمَحَبَّةُ، وَرَحْمَةً: وَهِيَ الرَّأْفَةُ، فَإِنَّ الرَّجُلَ يُمْسِكُ الْمَرْأَةَ إِمَّا لِمَحَبَّتِهِ لَهَا، أَوْ لِرَحْمَةٍ بِهَا، بِأَنْ يَكُونَ لَهَا مِنْهُ وَلَدٌ، أَوْ مُحْتَاجَةٌ إِلَيْهِ فِي الْإِنْفَاقِ، أَوْ لِلْأُلْفَةِ بَيْنَهُمَا، وَغَيْرِ ذَلِكَ " انتهى من "تفسير ابن كثير" (6/309) . أختي الكريمة: حينما يرى الإنسان الصفات الإيجابية في شريك حياته ولا يكتفي بالصفات السلبية فإن هذا أمر أساسي في الحياة الزوجية ويوصل للاستقرار الزواجي ولكن أثناء ذلك يعترض الزوجان مواقف عديدة ومشكلات قد تكون عائقاً للوصول للاستقرار بل حينما ينظر أحد الزوجين أو كليهما على أن الحياة أصبحت سوداء ومظلمة مع الشريك الآخر فيصعب عليهما تجاوز الخلافات وإن كانت بسيطة فتكبر في نظرهما مما يجعلهما يشعران بصعوبتها. وحينما ترغبين في حل المشكلات لابد أن تكون بالتدرج وأن تعطي لنفسك الفرصة للتأقلم مع المشكلات وأن يكون هناك تقبل للطرف الآخر وتغليب النظر في الإيجابيات. والسؤال يقول: كيف تكسبين مودة الزوج حتى تصلين إلى مستوى مرتفع في الثقة فيك وتكون ردة فعل الزوج إيجابية تجاه طلباتك وحوارك معه؟ 1- تذكري محاسنه قبل سلبياته : حيث إن تذكر الايجابيات يساعدك كثيرا في التعامل الايجابي مع الزوج ويكون انعكاسه على سلوكه . 2- عدم إدخال أحد من الأهل أو الأقارب أثناء الخلاف فإن ذلك مما يشعر الزوج ان أسرته مخترقة وليس فيها أسرار. 3- أظهري له اهتمامك وأشعريه أنه رقم واحد في حياتك فإذا ما شعر بذلك ستجدينه يشعر بك ويسعى في إسعادك. 4- دعيه يرى أثر ترتيبك وعملك في المنزل ولابد أن تتركي لمسة إبداعية في البيت وخاصة مكان راحته واسترخاءه. 5- الاهتمام بطعامه والتجديد في ما تقدمينه له ليس المقصود أنه يشعر أنه في مطعم ولكن المقصود قدر الاستطاعة . 6- حينما يشعر الزوج انك مهتمة بنفسك وأناقتك وجمالك لأجله وليس لأجل المناسبات أو الزيارات فقط . أختي الكريمة : يحسن بك أن تتذكري أن الرجل يتمتع بخصائص لابد أن تستوعبها الزوجة في تعاملها معه ومن أبرزها : 1- أن الرجل يريد المرأة تبعاً له وليست ندّاً له بحيث يشعر أن رأيها يغلب على رأي الرجل فإذا وصلت بين الزوجين مرحلة التساوي وأنه كما يريد هو فالمرأة تريد، ويتبع ذلك عدة تصرفات من المرأة فقد تخالف كلامه بأن تظهر له عدم رضاها عن تصرفه من خلال رفع الصوت والاعتراض أو العبوس في وجه الزوج وغيرها من التصرفات، فالرجل يريدها ظلاًّ له ومستجيبة دائما لرغباته. 2- الرجل لا يحب ان يكون ضعيفاً أمام المرأة بل يعتقد أن كل ما تقدّمه المرأة هو واجب ولكي تتفاعل مع الزوج لابد أن تظهر المرأة انوثتها وتبذل المستطاع في ذلك وتظهر للرجل حاجتها له وأنه بالنسبة لها كالماء للسمك . 3- إن أكثر ما يرغب الزوج للحوار مع زوجته حينما تعطيه الفرصة لإبداء الرأي وأن له كيانه في المنزل وليس مهمّشا عندها فيكون القرار صادرا من خلال الرأي والمشورة وليس كما يراه أحدهما وإقصاء الرأي الآخر، ثم التوكل على الله رغم اتخاذ الأسباب ،واستحضارها عند التعامل مع الزوج وقد لا يكون من عادة المرأة التعامل معه على أساس هذه الفروقات وهذا أمر يحصل عليه الخلاف في أي أسرة ولكن مع الاهتمام والالتزام مع النفس لتغيير الأسلوب مع شريك الحياة فسيصبح عادة بإذن الله تعالى. أما بالنسبة لأنك قلقة من استمرار الحياة الزوجية فالطلاق لا ينازع أحد في حاجة الزوجين إليه ـ أحيانا ـ ، حينما يتعذر العيش معاً تحت سقف واحد ، وإذا بلغ النفور بينهما مبلغا ، يصعب معه التودد والاستمرار ، فالواجب أن يتفرقا بالمعروف والإحسان ، كما اجتمعا بهذا القصد ، كما قال الله تعالى : { وَإِنْ يَتَفَرَّقَا يُغْنِ اللَّهُ كُلّاً مِنْ سَعَتِهِ وَكَانَ اللَّهُ وَاسِعاً حَكِيماً }(النساء:130) . لكنه في الوقت نفسه عظيم الخطب ، شديد الآثار والأضرار ، فكم هدَّم من بيوت المسلمين ، وكم قطَّعَّ من أواصر للأرحام ، ومن ثم حذر النبي صلى الله عليه وسلم ـ المرأة ـ خاصةً ـ منه ، ومن طلبه من غير حاجةٍ مُلْجئةٍ وملحةٍ له . عن ثوبان ـ رضي الله عنه ـ أن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال : ( أيما امرأة سألت طلاقا من غير بأس فحرام عليها رائحة الجنة )(الترمذي) . وعن جابر ـ رضي الله عنه ـ قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : ( إن إبليس يضع عرشه على الماء ثم يبعث سراياه ، فأدناهم منه منزلة أعظمهم فتنة ، يجىء أحدهم فيقول : فعلتُ كذا وكذا ، فيقول : ما صنعتَ شيئاً . قال : ثم يجىء أحدهم فيقول : ما تركتُهُ حتى فَرَّقْتُ بينه وبين امرأته ، قال : فيدنيه منه ويقول : نِعْم أنت )(مسلم) . أختي الكريمة: كيف يكون التقدير في العلاقات الزوجية، وبين الزوجين؟ تختلف الحاجة إلى التقدير عند الرجل وعند المرأة، فبالنسبة للرجل فإنه يحتاج أن يشعر أن زوجته تقدر ما يبذله من أجلها، وما يقدمه لإسعادها، وعندما تقدره المرأة يدرك أن جهوده لا تذهب سدى، ويسعى لتقديم المزيد ، وقد لا يدرك الرجل بأن الشيء القليل بالنسبة إلى المرأة مهم تمامًا مثل الشيء الكبير، لذا تجدين الزوج يتوقع أن يحصل على كل التقدير من زوجته، لأنه يعمل ويوفر لمنزله وأولاده المصروفات والمال المطلوب ولكنه لم يجد ذلك، فقد يعود الرجل من عمله متعبًا، فيجد زوجته منزعجة من بقائه لمدة طويلة خارج المنزل وهو يقوم بمهنته، فيستغرب الرجل ظنًا منه أنه إنما يعمل من أجل زوجته وأولاده، وقد يعتقد أنه يقدم الكثير لزوجته، لأنه يعمل ويكسب رزق الأسرة، ولكن يفاجأ عندما تخبره زوجته بأنها تقوم بأكثر مما يقوم هو به، فهي ترعى الأولاد، وتعد الطعام، وتغسل الأواني، وتنظف المنزل، وقد يكون عمل الرجل كله عندها عملًا واحدًا، بينما أعمالها المختلفة أعمالًا متعددة وإن كانت صغيرة. في لحظة غضب قد تنسين كل ما قدمه الزوج من أعمال، ويتحرك لسانك بـ "لم أر منك خيرًا قط". ومن العجيب أن ينبه الرسول صلى الله عليه وسلم النساء لمثل هذه المواقف، عندما نادى في النساء وهو يعظهن، قال ((تُكثِرن اللعن، وتكفُرنَ العشير))[رواه البخاري ومسلم]. تكفرن العشير: أي تُنكِرنَ فضل الزوج. وفي رواية أخرى للبخاري: قالوا: بم يا رسول الله؟ قال ((يكفرن))، قيل: أيكفرن بالله؟ قال ((يكفرن العشير، ويكفرن الإحسان، لو أحسنت إلى إحداهن الدهر ثم رأت منك شيئًا قالت: ما رأيت منك خيرًا قط))[رواه البخاري ومسلم] فالزوجة عندما لا تقدر لزوجها النفقة، وتحمُّله المسئولية والقوامة، فإنها تشعره بأنه غير مقدَّر، وأن هذا الفعل يجب أن يعمله غصبًا، وبالتالي يشعر أنها لا تحبه، هي فقط تستفيد منه، إنه "البنك" الذي تسحب منه النقود، ولذا نبه الحديث إلى امرأة يحسن لها الرجل طوال حياته بتوفير المنزل لها، ورعاية أولادها ماديًا، وتحمُّل المسئولية، وتحمُّل مهمة القوامة، ثم ترى منه أمرًا فتقول "لم أر منك خيرًا قط"، فذلك كما سماه الحديث كفران، أي الجحود بحق العشير. أختي الكريمة : اطلبي من زوجك ما تريدين، لأنه لم يفكر في الأعمال البسيطة مثلك، واشكريه حين يقوم بها، ولا تتوقعي منه القيام بالأعمال الصغيرة حتى تقدّري ما يقوم به منها، وانظري إلى كل أعماله كما تحبين أن ينظر إلى كل أعمالك، وتقديرك له يعطيه دفعة إيجابية قوية إلى الأمام، ويبث فيه الثقة بالنفس والشعور بالنجاح ويثبِّته. ختاما إذا رغبت في التواصل مع الجمعية للاستزادة واخذ الوسائل المفيدة للتعامل مع المواقف الأسرية المختلفة وبإمكانك التواصل مع الارشاد الهاتفي على الرقم (920001421 ) أو أخذ موعد لدى الارشاد بالمقابلة على الرقم (920001426 ) أو الاطلاع على دورات وبرامج الجمعية من خلال الرابط almawaddah.org.sa/activities:// http كما نأمل الدخول إلى الرابط لقياس جودة الخدمة المقدّمة من الإرشاد الإليكتروني https: //goo.gl/froms/erzcjklklaavpz9f2