والدي لا يعطيني الانتباه
الإستشارة
أنا فتاة هادئة ومن النوع الذي لايبوح بمشكلاته وحيث اشعر بأني بعيدة عن عائلتي كثيرا .أريد من والدي أن ينصحني ويهتم بي . فأنا لا اعرف كيف أتكلم وافتح حوار مع عائلتي .ماذا افعل؟
الإجابة
أختي الكريمة أشكر لك تواصلك مع برنامج الاستشارات الإلكترونية في جمعية المودة, كما أحيي فيك حرصك على علاقتك بأهلك و اهتمامك بهم. إن ما تمرين به مع أسرتك هو أمر وارد بين الوالدين و الأبناء في هذه المرحلة العمرية, و عادة ما يتجاوب الوالدان في هذه الحال بطريقتين. الطريقة الأولى تكون بالاستجواب النابع من الحب, القلق, الغضب و محاولة السيطرة على الأمور, فنجد الأم و الأب يكثرون من استجواب الابن ما بك؟ هل أنت مكتئب؟ هل تتعاطى؟ ماذا تخبئ؟ لماذا تغيرت؟ و بالطبع كلما تدخل الأهل بصورة أكبر كلما زاد ابتعاد الأبناء و تجنبهم للأهل مما يزيد من استجواب الأهل و ابتعاد الأبناء و تكبر الفجوة. الطريقة الثانية تكون باستسلام الأهل لابتعاد الأبناء و بالتالي تركهم و عدم متابعتهم مما يشعر الأبناء بعدم اهتمام الأهل بهم و النتيجة أن الفجوة تكبر بينهم. كما يلوم الآباء أنفسهم كونهم فشلو في التواصل مع أبنائهم و يلومون أبناءهم كونهم لا يقدرون مجهوداتهم. من الضروري في هذه المرحلة تفكير الآباء للأبناء و تفكير الأبناء في آبائهم, و كيف أنهم كبرو و تغيرت شخصياتهم, ما هي مخاوفهم؟ ما الأمور التي تسعدهم؟ ما الأمور التي يندمون عليها؟ ما احتياجاتهم؟ أحلامهم؟ كتابهم المفضل؟ فريقهم المفضل؟ طعامهم المفضل؟ لمن يلجؤون عند الحاجة؟ كيف يريدون العلاقة مع بعضهم البعض؟ من الطبيعي عدم إلمام الأم و الأب و الأبناء بهذه الأمور, لكن مجرد التفكير بهذه الأمور سوف يغير من طريقة تعاملهم. حولي العلاقة و طريقة التعامل فيما بينكم, فرغي من وقتك ساعة أسبوعية لتقضي فيها وقتا خاصا مع أبيك للعب الشطرنج أو الورق أو الحديث عن الذكريات السعيدة أو عمل نشاط محبب. أخبريه أنك تقدرين انشغاله في الفترة الماضية و أنك تفتقدين الجلوس معه و تعاملي معه كصديق. اتركي الإلكترونيات و كل ما يشغلك عنه. في هذه المرحلة أنت تعيدين بناء علاقتكم و ثقته بك و سيجد نفسه يستمتع بصحبتك و يتقرب لك. بادري مثلا بالسلام عليهم و السؤال عنهم و التحدث إليهم تلطفا منك للحد من جفاف العلاقة بينكم، لأنه يتضح من طرحك للمشكلة و مبادراتك اللطيفة مع أهلك, أنك إنسانة ناضجة و حنونة و تريدين الأفضل لك و لأسرتك. اقترحي عليهم قضاء أيام خاصة مع بعضكم البعض, كالذهاب في نزهة بحرية أو الخروج للبر. بإمكانكم تناول الطعام في فناء المنزل و الشواء أو مشاهدة فيلم عائلي مع بعضكم. ستتفاجئين أن تغييرا بسيطا في روتين الأسرة, يفتح لكم أبوابا للحديث و التلطف مع بعضكم. و أود أن أشير لأن جمعية المودة تقدم عددا من الدورات الرائعة و أنصحك بحضور الدورة عن طريق التسجيل فيها إلكترونيا من موقع الجمعية. رابط التسجيل في الدورات هو http://almawaddah.org.sa/activities و للاستشارات الهاتفية يرجى الاتصال على هاتف الإرشاد الأسري (920001421), و لحجز موعد للإرشاد بالمقابلة الاتصال على الرقم (920001426), كما نرجو الضغط على الرابط لقياس جودة الخدمة المقدمة من الإرشاد الإلكتروني https://goo.gl/forms/YYZlGVSDfsQM1xZt1 أرجو منك عدم التردد في التواصل معنا في حال استمرار المشكلة أو لأي أمر آخر فخدمتك تسعدنا و ختاما أسأل الله التوفيق لك و لمن تحبين. المستشارة الأسرية بيان عصام مسعود