التربية بعد الانفصال
الإستشارة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنا منفصلة عن زوجي من بعد الإنجاب بشهرين وربيته بكل مايرضى الله وودي أن اجعله من حفظت القرآن ولكن عند زيارته لوالده يعود لي بفكار وعادات مختلفة.ماذا افعل لكي لا يتأثر بهم؟وماهو العمر المناسب لحفظ القرآن؟
الإجابة

الأم الفاضلة أشكر لك تواصلك مع برنامج الاستشارات الإلكترونية في جمعية المودة, كما أحيي فيك حرصك و اهتمامك بابنك, و أسأل الله أن يحفظك و إياه من كل مكروه. لا بد من أن تهتمي بنفسك و تراعي ذاتك لتتمكني من تقديم العطاء لابنك, فراحتك و سعادتك ستنعكس عليه. الأبناء بحاجة لأمهات متزنات عاطفيا, يوفرن لهم الحب و التجاوب العاطفي, مع التركيز على مهمة التربية بتحديد القوانين و وضع عقوبات عادلة. و لا يتعارض ذلك مع طلاق الوالدين. فجميع الأسر تمر بظروف صعبة, و الأهم عند الطلاق هو تمكن الوالدين من التعاون فيما يتعلق بالأبناء. لأن الاتزان مهم في حياة الأطفال, بالتالي لابد من وضع روتين جديد للأبناء و سرعان ما سيعتادون عليه. كما يجب تحمل المسؤولية فيما يتعلق بشأن الأبناء و عدم لوم أي خطأ على الطرف الآخر. أنصحك بإبقاء قنوات التواصل مفتوحة مع الأب فيما يتعلق بأمور ابنك, خاصة فيما يتعلق بالقرارات المهمة الكبيرة مثل الانتقال من مدرسة لأخرى, الوضع الصحي و غيره. التعامل في بداية الطلاق سيحدد شكل العلاقة فيما بينكما للمستقبل, فلا بد من مراعاة هذا الأمر. لأن التوتر في العلاقة بين الوالدين سينعكس سلبا على الطفل و قد يجعله يخفي بعض الحقائق عن أحدكما لتجنب اللوم أو التوبيخ. بالإضافة لذلك, أنصحك بالتنازل عن بعض الأمور, لأن الاختلاف في أسلوب التربية بين الأبوين هو أمر وارد و يزيد بعد الطلاق, قد تجدي أن نظام الحياة في بيت الأب مختلف تماما عما تريده لابنك, فتغاضى حتى لا يجد ابنك نفسه في صراع بين إرضائك أو إرضاء الأم. ثقة الطفل في نفسه تنمو من إحساسه بالقدرة على الإنجاز, تحمل المسؤولية مهما كانت بسيطة و مناسبة لعمره مع الحصول على دعم و رضى البالغين المحيطين به, بالإضافة لوجود دعم اجتماعي من صداقات أقرانه. الأنشطة اللامنهجية و الهوايات المتعددة تدعم ثقة الطفل لأنها تشعره بتميزه في أصعدة مختلفة خارج المدرسة, فاحرصي على دعم اهتمامات و هوايات ابنك. حاولي الحفاظ على روتين حياة الطفل كما هو دون تغيير, استمرار الحياة بطبيعتها سيساعد الطفل على التأقلم مع الوضع بشكل أفضل. نصيحتي لك هي أن تختاري معاركك. إذا كان الاختلاف بين بيتك و بيت الأب يقتصر على مواعيد النوم و الأكل الصحي, فلا تجعلي ابنك في صراع بين إرضائك و إرضاء الأب. فقد يدفعه ذلك للتحايل على أحدكما. أما إذا شعرت بوجود مشكلة يتعرض لها الطفل في بيت الأب، فإن الحل الأمثل يكون بتنبيه الأب, و أود أن ألفت انتباهك لأن أسلوبك في طرح المشكلة له دور كبير في معالجة الموضوع، بالتالي لا تنتقدي الأب بطريقة مباشرة ولا تشعريه بالتقصير خاصة إذا حصل الأمر من قبل أفراد آخرين. في حينها سيبدأ الوالد في الاستفسار عما حصل من ابنه، و هنا سيكون الغالب أنه سيصدقه و سيقوم بالترتيبات اللازمة لمنع تكرار المشكلة. أما في حالة اندفاعك في وصف المشكلة فقد يعتقد الأب انك تبالغين و قد لا ينصف الابن. أفضل عمر لحفظ القرآن هو المتبع في مدارس التحفيظ, فاحصلي على جدولهم الخاص بالحفظ الذي يتماشى مع كل صف دراسي و استمري عليه في البيت مع ابنك. و أود أن أشير لأن جمعية المودة تقدم دورة رائعة بعنوان (خصائص مرحلة الطفولة), أنصحك بحضور الدورة عن طريق التسجيل فيها إلكترونيا من موقع الجمعية. رابط التسجيل في الدورات هو http://almawaddah.org.sa/activities و للاستشارات الهاتفية يرجى الاتصال على هاتف الإرشاد الأسري (920001421), و لحجز موعد للإرشاد بالمقابلة الاتصال على الرقم (920001426), كما نرجو الضغط على الرابط لقياس جودة الخدمة المقدمة من الإرشاد الإلكتروني https://goo.gl/forms/YYZlGVSDfsQM1xZt1 أرجو منك عدم التردد في التواصل معنا في حال استمرار المشكلة أو لأي أمر آخر فخدمتك تسعدنا و ختاما أسأل الله التوفيق لك و لمن تحبين. المستشارة الأسرية/ بيان عصام مسعود