أمي أحب الى قلبي
الإستشارة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
نحب أمي ونعرف إنها أم وتعبت علينا بس مشكلتنا إنها تطالب في رواتبنا برغم إننا نعطيها وزيادة غير القروض التي تلزمنا بها وحجتها بأنها تعبت علينا ودرستنا .ماذا افعل معها؟
الإجابة

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد . الاخت الفاضلة حفظك الله السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نشكر لك ثقتك في موقعنا جمعية المودة للتنمية الأسرية ( الاستشارات الإلكترونية )، اختي الفاضلة لا يخفى أن برّ الوالدين والإحسان إليهما من أوجب الفرائض ومن أفضل القربات، ومن الإحسان إليهما إذا كانوا فقراء أن ينفق عليهما أولادهما ـ ذكورهم وإناثهم ـ قال ابن المنذر: أجمع أهل العلم على أن نفقة الوالدين الفقيرين الذين لا كسب لهما ولا مال واجبة في مال الولد. ويشترط لوجوب الإنفاق أن يجد الولد ما ينفقه زائداً عما يحتاج إليه، لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: ابدأ بنفسك. رواه مسلم. فإذا كان الاولاد موسرون وجب عليهم الإنفاق على والديهم الفقيرين بالمعروف، وإذا اجتمع من الأولاد الموسرين ذكور وإناث، فالراجح أنّ النفقة تجب على الذكور والإناث ولا تختص بالذكور، قال ابن قدامة: وإن اجتمع ابن وبنت فالنفقة بينهما أثلاثا كالميراث، وقال أبو حنيفة: النفقة عليهما سواء، لأنهما سواء في القرب ، ويمكنك اعطاء والدتك ما تطلبه منك مما لا يجحف بك، لكن عليك المداومة على صلتها والسعي في إرضائها، فمهما كان حالها فإنّ ذلك لا يسقط حقّها عليك في البرّ، فاحرصي على برّ والدتك والإحسان إليها وطاعتها في المعروف، اختي الفاضلة إذا اجتمعتْ فيك القدرةُ على التكيُّفِ، والقدرةُ على التواصلِ؛ تمَّت بين قلوبكم الألفةُ بمشيئة الله - عز وجل - والقدرةُ على التكيُّف تعني: القدرةَ على التعامل مع شخصية والدِتك، وتقبُّل فكرة التعايش مع والدتك بهذه الشخصية التي لا تَروقُ لك ! لأن السعي إلى تغيير شخصيتها لن يورثك سوى الإحباطِ والخيبة! أمَّا التواصُل مع والدتك ، فيعني الاستمرارَ في الحوار العائلي لحلِّ المشكلات العالقةِ، وفي الحقيقة ما زلت حتى يومِك هذا لا تعرفين والدتك على حقيقتِها، ولا الظروف النفسية التي تمرُّ بها، ولكي تعرفوها على حقيقتها فاسعوا إلى هدْم الرَّدْم النفسيِّ القائم بينكم وبين والدتكم، بالمبادَرة إلى الحديث معها في أوقات صَفْوِها، والتودُّد إليها بالكلمة الطيِّبة؛ لاستعطافِها واستمالت قلبِها، وسؤالها عن أحوالها، وقديم ذكرياتها، ومَواقفها وما قاسته في الغربة، وعبِّروا لها عن حُبِّكم، واشتياقكم إليها، والفرح بعودتها بتقبيل يدِها ورأسِها، وأخبريها أن تعامُلَها القاسي معكم يُخِيفكم، ويسبِّب لكم الأذى والألم، مع مراعاة التحدُّث معها بهدوءٍ، بعيدًا عن حدَّة الصوت والنظرات والكلمات، مع ضبط النفس، وكَظْم الغيظ منها بالصمت إذا انتقدتكم أو آذاتكم بالقول أو الفعل؛ فهي امكم، وليس للمرء إلا ام واحدٌه، وأنتم لذلك أحقُّ أن تحتملوها، فاعرفوا لها حق الامومة، وفضل وجودكم بعد خالقكم في الحياة الدنيا، ولا تحسبوا الصمت منكم مذلَّة، ولا الرد عليها شجاعة وقوة شخصية! وإن كنتم ترجون في القيامة رحمةً ومغفرةً، فلا تزهدوا في بر والدتكم، مهما أساءت إليكم. اختي الفاضلة استعيني بالله في جميع امورك وعليك بالصبر والدعاء والاحتساب فالله هو القادر على تغيير الامور من حال الى حال ونسأل الله لك التوفيق والسداد .