زوجي ينفر مني بدون مبرر!
الإستشارة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنا متزوجة من شهور وكانت حياتنا جميلة والحمدلله وزوجي أكبر مني بعدت سنوات يحبني ويحترمني وكل طلباتي مجابة والحمدلله،وكتب الله وحملت، بدأ زوجي يتصدد عني وينفر مني،، مع إني ألبس وأتعطر وكل شي على أكمل ما يكون،من يوم يدخل البيت وهو على جواله أو يلعب بلاستيشن،ويخرج مع أصحابه، ولا يهتم فيني مثل أول، ولا يعطيني حقي الشرعي،لو حاولت أتقرب منه أو أحضنه يبتعد عني وممكن حتى يخرج من البيت! بس عشان لا يصير بيننا شي،وهذا الشي يجرحني ويكسرني،حاولت أفهمه إن هذه حاجة زي الجوع زي العطش وإني أحيان أحتاجه زي ما هو يحتاجني وإني زوجته بالحلال وما فيها شي لو قربت مني بس يزعل مرة ويطلع من الغرفة،ما عاد صرت أفهمه ولا أعرف كيف أتعامل معه،ونفسي نرجع مثل أول، ايش الحل؟
الإجابة

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته الحمد لله وحده والصلاة والسلام على رسول الله وبعد: نشكر لك تواصلك مع جمعية مودة للتنمية الأسرية برنامج الاستشارات الإليكتروني: أختي الكريمة إن البدايات في الحياة الزوجية بين كل زوجين دائما تكون جميلة نظراً لأن الحياة جديدة عليهما فتكون جذوة اللقاء لها طعم مختلف ولكن سرعان ما تظهر وينكشف الأسلوب الحقيقي لكلا الطرفين فيبدأ الزوجان في اكتشاف الشخصية الحقيقية لبعضهما ، وحينما خف الحب والشوق بينكما و هذا يسمى الفتور في العلاقة الزوجية مما يؤثر تلقائيا على العلاقة الحميمية فتضعف الرغبة من أحد الطرفين وهذا أمر طبعي يحصل في السنوات الأولى من الزواج وذلك بالأساليب التالية: 1- التجديد في المظهر العام واسلوب بث الشوق والحب فقد يكون الزوج يحب أسلوب معين ولم تدركيه بعد فينبغي التجديد حتى الوصول للأسلوب الذي يرغبه الزوج و لا نستغرب حينما يكون هناك فتور لأنك تقومين بأساليب لا يرغبها الزوج او قد يكرهها فلابد أن تكون هناك مصارحة بين الزوجين وحوار مباشر فيما يحبّانه ويكرهانه من بعضهما والأشهر الأولى قد يشعر الزوجان بالحياء من بعضهما ونتيجة لذلك لا يرغب أحدهما بإغضاب الطرف الآخر فيقوم بالمجاملة على حساب العلاقة الحميمية. 2- شعور الزوج أن الزوجة تحاول اقتحام خصوصياته ولا تتركه يأخذ راحته أو تنشغل عنه قليلا حتى تعود العلاقة لسابق عهدها أو اقوى فكثرة الالتصاق يدخل الزوجين في حالة من الروتين ويصيب الزوج نفور من التواجد عند الزوجة فتظهر بعض السلوكيات مثل : أن يتأخر في العودة للمنزل أو يقلل من التواصل معك ويملأ فراغه بما كان يملؤه قبل الزواج ، فلابد أن تعطي زوجك مساحة من الحرية وتغيبي عن ناظريه قليلا حتى لا تقل جذوة الشوق. 3- يوجد اختلاف بين الرجل والمرأة في أسلوب التعبير عن المشاعر فالمرأة تحب الكلام العاطفي الذي يشوبه الشوق والرغبة في اللقاء أما الرجل فتجدينه يعبر عن مشاعره بأفعاله أضف إلى انه يحتاج وقت ليخرج ما فيه من مشاعر تجاه الزوجة فلا يملك الرجل السرعة مثل المرأة في التعبير والتفاعل، فلابد للمرأة أن تدرك هذا الاختلاف حتى لا تخلق المشاكل وتعتقد ان الزوج يشعر بنفور منها. 4- أن تدرك الزوجة ان حب التملّك والذي يعني أنها تريد زوجها لها فقط دون اصدقاء او أقارب او يؤدي حق أهله من والدين ونحو ذلك من الأمور التي تسبب التوتر في العلاقة حيث انها تصبح مرتبطة به لدرجة أنها لا تفكر إلا في البقاء معه فإذا ما انشغل عنها بشيء كما هو الحال الآن فتشعر أنها مشكلة ، بينما في الحقيقة انه يريد ان يعيش لوحده فترة من الزمن. أختي الكريمة : حتى يصل الزوجان للتوافق الزواجي فذلك يحتاج إلى وقت وأن يعطي الزوجان الفرصة لبعضهما وأيضاً لابد من تقديم عدة سلوكيات للوصول لمرحلة المحبة والمودة ومنها : 1- أن يتقبل كل طرف الآخر بكل ما يحمله من صفات وسلوكيات واهتمامات ، فتجد الزوجة تصرفات لزوجها وعادات سلوكية اعتاد عليها حينما كان بين أحضان أسرته واتخاذ قرارات في مواقف الحياة الزوجية المختلفة قد لا تتقبلها ولكن حينما تعلم أنه اكتسبها و تصرّف من خلال بيئته و خبراته في الحياة فيتسع صدرها للموقف ويمكنها أن تتحاور مع زوجها في وقت آخر. 2- أن تتسع مساحة الحوار فيما بينهما في الوقت المناسب لكلا الطرفين دون تقليل أو الاستهزاء برأيه أو وجهة نظره وأن ترفعي من مستوى إعجابك باهتماماته وأهدافه، وأن تقللي من سعة الخلاف بأن تتفقي مع زوجك حول المبادىء العامة في الحياة وطريقة التعامل بينكما واستثمار الحوار في معرفة ما يحب الزوج وما يكرهه وحينما يشتد الخلاف أو لم تصلا لاتفاق فيمكنكما التأجيل لوقت أفضل وتكونان فيه أقل توترا وانفعالا. 3-أن ينشر الزوجان ثقافة التسامح والعفو بينهما فكل إنسان معرّض للوقوع في الخطأ ومهما ملك من الصفات فلن يبلغ الكمال وأن يبتعدا عن الإكثار من ذكر أخطاء الطرف الآخر وأن يتناسيا المواقف السلبية وأن يذكرا المواقف الإيجابية والأحداث الجميلة . أختي الكريمة: ما أروع الإنصاف – وهذا واضح في استشارتك- حينما يرى الإنسان الصفات الإيجابية في شريك حياته ولا يكتفي بالصفات السلبية وهذا أمر أساسي في الحياة الزوجية ويوصل للاستقرار الزواجي ولكن أثناء ذلك يعترض الزوجان مواقف عديدة ومشكلات قد تكون عائقاً للوصول للاستقرار بل حينما ينظر أحد الزوجين أو كليهما على أن الحياة أصبحت سوداء ومظلمة مع الشريك الآخر فيصعب عليهما تجاوز الخلافات وإن كانت بسيطة فتكبر في نظرهما مما يجعلهما يشعران بصعوبتها. وحينما ترغبين في حل المشكلات لابد أن تكون بالتدرج وأن تعطي لنفسك الفرصة للتأقلم مع المشكلات وأن يكون هناك تقبل للطرف الآخر وتغليب النظر في الإيجابيات. و إذا أردت الحوار معه عليك بأخذ الأمور التالية: 1- اختيار الوقت المناسب : فحينما ترى الزوجة شريك حياتها أقبل من خارج المنزل عليها ألا تتحدث معه بأي طلب أو أن تقوم بمناقشته في أمور مختلفة معه من السابق فلا شك أنه سيقوم بالانفعال من هذا الأسلوب ولن يكون مستعداً للتفكير فيما تقولينه فتكون ردة الفعل سلبية ، فاتركيه يرتاح بعد دخوله لمدة عشر دقائق أو ربع ساعة ويمكنك التفكير في طريقة استقباله قبل التفكير في مناقشته وحواره أو التفكير في سلبياته ومن الأساليب : تهيئة مكان الراحة من ناحية الجو فيكون التكييف مناسبا له ليس باردا جدا أو حارا وقد تستقبلينه بشيء بارد يحبّه ونحو ذلك وهذا مما يسهم في تنشيط دورة الحياة الزوجية ولا مانع من ابتكار أي أسلوب مناسب لكم . 2- بعد أن يصل لدرجة من الراحة والأمان النفسي من الضغوظات الخارجية يمكنك البدء بالسؤال عن حاله وإعطائه الفرصة للتنفيس عن همه فالإنسان بطبعه يميل لمن يقوم بمشاركته همومه ويريد أي أحد يقف معه وما أجمل حياته حينما يرى أن زوجته تقف معه وتسنده ، فما اجمل حياة الزوج حينما يجد إمرأة تقف معه بل وتسعى لتفريج همه والتخفيف منه. 3- في بداية الحوار يمكنك اختصار الطلب أو القضية التي تودين مناقشتها معه لأن الرجل بطبيعته لا يحب التفصيل في الأحداث والمواقف بل يحب الإيجاز والوصول لما تريدينه بسرعة دون تأخير، فإذا لاحظتي استئناسه في الحديث معك يمكنك الانبساط في الكلام. 4- لابد أن تقتنعي بوجود الاختلاف في الفهم والتفكير ومعالجة الأمور فحينما يحصل موقف ويقوم الزوج بالتعامل معه بما يراه مناسبا سواء كان في البيت أو تربية الأولاد أو التواصل مع أهل الزوجة وليس كل ما تعتقدينه هو الصحيح وغيرك هو الخطأ بل على الزوجة أن تتقبل أسلوب حياة زوجها كما هو ولا تفكر بتغييره إلا في اضيق الحدود. 5- حينما يبتدأ الزوجان بالحوار قد يختلفان حول امر معين فلا مانع أن تقوم الزوجة بتأجيل النقاش إذا لاحظت غضب الزوج وعدم تقبّله للفكرة ويستحسن أن تبدأ الزوجة بالنقاط المتفق عليها حتى يستسيغ الزوج الحوار والنقاش. 6- قد يكثر من الزوجة نقد لتصرفات زوجها دون مراعاة رجولته ومكانته في الأسرة وإعطائه قيمته فحينما يشعر الزوج بعدم احترام الزوجة له فيبدأ يتعامل معها بصورة سلبية. أختي الكريمة :إن الزواج له مقاصد عظيمة، من أهمها تحصيل العفاف، ومن ثمّ كان الجماع ومقدماته وقضاء الزوجة حق زوجها ومعاشرته بالمعروف، وطلب الولد الصالح، والاستعانة على غضّ النظر إلى الحرام، وقطع التفكير فيه أو الهم به، أو غير ذلك من المقاصد الصالحة التي تجعل من المباح عبادة بالنية الصالحة، كما صح عن الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم: «وفي بضع أحدكم صدقة»، قالوا: يا رسول الله، أيأتي أحدنا شهوته ويكون له فيها أجر؟! قال: «أرأيتم لو وضعها في حرام أكان عليه فيها وزر؟ فكذلك إذا وضعها في الحلال كان له أجر»؛ رواه مسلم. وعليه فلا حرج على الزوجة أن تبدأ بمداعبة زوجها، كما أن لها أن تطلب منه مواقعتها؛ لترد بذلك شهوتها، وتجم نفسها، ولكن يبدو ان الزوج يستنكر هذا الفعل فلابد ان تكوني متقبلة لهذا السلوك اعني اعتقاده ان المرأة ذات الخلق الرفيع والحشمة لا تطلب من زوجها حاجتها و نعتقد ان هذا منطق غير صحيح ففي الصحيحين عن جابر أن سول الله صلى الله عليه وسلم قال له: «تزوجت يا جابر؟» فقلت: نعم، فقال: «بكرًا أم ثيبًا؟» قلت: بل ثيبًا، قال: «فهلا جارية تلاعبها وتلاعبك، وتضاحكها وتضاحكك»، الحديثَ. وهذا الحديث الشريف ظاهر في أن الزوجة تلاعب زوجها كما يفعل هو تمامًا! فلذلك اختي الكريمة تعاملي معه بما أسلفت في الاستشارة ونسأل الله لكم السعادة والرخاء فيما بينكما. ختاما إذا رغبت في التواصل مع الجمعية للاستزادة واخذ الوسائل المفيدة للتعامل مع المواقف الأسرية المختلفة وبإمكانك التواصل مع الارشاد الهاتفي على الرقم (920001421 ) أو أخذ موعد لدى الارشاد بالمقابلة على الرقم (920001426 ) أو الاطلاع على دورات وبرامج الجمعية من خلال الرابط almawaddah.org.sa/activities:// http كما نأمل الدخول إلى الرابط لقياس جودة الخدمة المقدّمة من الإرشاد الإليكتروني https: //goo.gl/froms/erzcjklklaavpz9f2 المستشار : أ. احمد مفرح الغامدي