كيفية التعامل مع ابناء الزوج
الإستشارة
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
أنا متزوجة من شخص كان مطلق وله بنت و ولد ، تواجهني مشاكل كثير بسبب ابنته و هي الآن في عمر 10 سنوات ، بسبب تدخلها المستمر في ابوها و غيرتها عليه مني، حاولت اتعامل معها بلين في بداية زواجنا و لكن كانت تنقل جميع اسرار بيتي لجدتها و عمتها و من بعدها نفسيا كرهت أن اتعامل معها و اتجنبها وأتجنب الحديث معها او التعامل . زوجي يفسر أني أغار منها علمًا أني لا أغار ولكن انقهر من تعامل زوجي القاسي معي و كيف يفشلني قدام اي احد و يخاف جدا على مشاعر ابنته . بالإضافة انها تتدخل في كل شي يعني مثلا لو أني اتحدث لزوجي او ولدي تدخل نفسها و تتبعني في الغرف او المطبخ حتى ترى ماذا افعل ؟ أرجو مساعدتي في الحل الصحيح و توجيهي .
الإجابة

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد: نشكر لك ثقتك بجمعية مودة للتنمية الأسرية بجدة برنامج الاستشارات الإليكتروني ونسعد بتواصلك: تربية الأبناء أمرٌ شاقٌّ، وتحتاجُ للكثير من الصبر، فكيف لو كانت ابنةَ زوجِك وليست ابنتك مباشرةً؟! فلذلك عاملتيها بالطيبة فقد بداية الزواج فلما رأيت منها ما يسوء اختلفت معها وأصبحت مثل الند لك في البيت ، وغيرتها من ابوها أمر طبيعي فهذا هو طبع البنات في الأسرة المستقرة البنت التي لديها أبوين من طبعها انها تنافس الزوجة في التقرب للأب وبالتالي ينعكس ذلك السلوك على الأب فيغرقها بالحنان والحب المتبادل وهذا مما تغار منه النساء كذلك . يتطلَّب الأمر منك بدايةً أنْ تدعي الله - عزَّ وجلَّ - أنْ يرزُقك الصبر ويعينك، ويسخر لك أسباب تقريب قلبيكما. عليك أنْ تعلمي أنَّ شخصيَّة الطفل تتكوَّن في السبع السنين الأولى من عمره، والإنسان ابن بيئته، فلا نعلمُ ما الذي تعرَّضت له هذه الطفلة في تلك المرحلة قبل أنْ تعيش معك؟ فإذا ما رُبِّي الإنسان في بيئةٍ هادئة ومُوفَّقة، وبين أبوين مُتَفاهمين، فإنَّه لا يرى أنَّه في حاجةٍ إلى إعلان الحرب على الناس أو الخصومات أو العَداوات، ربما استشعارك لذلك يجعلك تلتَمِسين لها العُذر. مع شخصيَّة الفتاة لم تكنْ تحتاج في بداية الأمر أنْ تُثبِتي لها حبَّك، وتتودَّدي لها؛ فهذا قد يُفسد أناسًا ويفيد آخَرين؛ فيجب عليك تجاهُل كلِّ تصرُّفاتها أو ألفاظها السيِّئة التي تُلقيها، وكأنَّك لم تسمَعِيها أو ترَيْ شيئًا، ولا تتَضايقي أو يظهَر على وجهك أيُّ شيء، وإذا ما حضر والدها فأخبِريه بأنَّ اليوم مَرَّ جميلاً، وجميع الأطفال مسرورون، واضحكي ولا تهتمِّي بما تسعى هي لفِعله وتنجح؛ لأنها قد تصلُ لمرحلة أنها تتسلَّى بإغاظتك، فإذا ما شعرت أنَّك لا تهتمِّين، وهذا لا يُزعجك، فسيقلُّ شيئًا فشيئًا. وفي المقابل عزِّزي وامدَحِي جدًّا أيَّ شيءٍ جيد - ولو صغيرًا - فعَلَتْه هي، وتحدَّثي أمامَ الناس عنه كإخبارٍ دُون مبالغة أو زيادة اهتمام. بعدَ فِعلك ذلك بفترةٍ تحدَّثي مع والدها وأخبِريه أنَّ علاقتكما تتحسَّن، وأنَّك بدأت تُحبِّينها، وأنَّك فكَّرت في أنها كبرت وستُصبح صديقتك بعد قليلٍ، وكأنَّك لا ترين شيئًا سيِّئًا تفعَلُه هي. وإذا ما قامتْ بأيِّ سلوكٍ سيِّئ معك أمامَ والدها، فأخبِريه بينكما أنها صغيرة وأنَّك لا تهتمِّين؛ فمَن من الأطفال لا يخطئ؟! بصراحة لمست قسوة في حكمك على الفتاة التي لو حاولت التقرب منها وكسب ودها وثقتها لوجدتها تحتاج في هذه المرحلة من عمرها إلى حنان الأم وتوجيهاتها، وأنت تتعاملين معها كما لو كانت ندا لك وهذا الخطأ الذي تقع فيه الكثيرات. هي مجرد طفلة ولا بد أن تعرفي كيف تقومي سلوكها بالحب والحنان وليس بالتوبيخ والصراخ لأنها في النهاية ليست ابنتك وأي تصرف يصدر منك تعتبره معاديا لها فتفكر في أعماقها بأن أمها لو كانت على قيد الحياة لكانت المعاملة بشكل مختلف، خاصة لو كنت تفرقين بينها وبين أخوها . أختي الكريمة: جميعنا نرتكب الأخطاء لذلك لا حرج إن راجعت نفسك وتوصلت إلى حل حقيقي للمشكلة قبل أن تتفاقم.. كوني هينة لينة مع الطفلة، خذيها بالأحضان واطبعي على خدها الكثير من القبل حتى إن تصرفت خطأ، شجعيها على الدراسة وقدمي لها هدايا حال التفوق كي تشعر بحرصك على مستقبلها، أطلبي من زوجك أن يأخذكم جميعا للتنزه معا ولا تفرقي أبدا بين الأبناء في المعاملة وسترين كيف تتغير من جهتك. الطفلة التي تكون بشخصية عدائية وتحترف العناد في الغالب تمتلك شخصية حنونة وطيبة ومسالمة وتحاول الظهور بتلك الصفات كرد فعل على ما تراه غير لائق بحقها لذلك كوني ذكية واحتويها بكل حب وخذي بيدها وامنحيها الشعور بالرضا والسلام كي تتصالح معك ومع ذاتها. وأنا في الحقيقة لااستغرب من حنان الأب وعطفه لأنها هي في النهاية يا سيدتي يتيمة الأم وأكثر ما تحتاجه هو الحنان فامنحيها بعض الاهتمام وحاولي أن تعطيها انطباعا بأنها أكثر تميزا من أخيها ، صادقيها تكسبيها وقربيها تربيها دون أن تنسي بأن كافل اليتيم مع النبي صلى الله عليه وسلم في الجنة. وإذا رغبت في التواصل مع الجمعية للاستزادة واخذ الوسائل المفيدة للتعامل مع المواقف الأسرية المختلفة وبإمكانك التواصل مع الارشاد الهاتفي على الرقم (920001421 ) أو أخذ موعد لدى الارشاد بالمقابلة على الرقم (920001426 ) أو الاطلاع على دورات وبرامج الجمعية من خلال الرابط almawaddah.org.sa/activities:// http كما نأمل الدخول إلى الرابط لقياس جودة الخدمة المقدّمة من الإرشاد الإليكتروني https: //goo.gl/froms/erzcjklklaavpz9f2 تشرفت بالاجابة على استشارتك المستشار الأسري أ.أحمد مفرح الغامدي