تعلق أمي الشديد بأخي ..
الإستشارة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخي يبلغ من العمر٣٥ سنة ولا يعتمد على نفسه مادياً و أمّي متعلقة به جداً إذا فشل تتعب كثيراً و ترى أن هذا من باب الأمومة علماً بأن عمر أمي ٦٠ سنة كيف اخليها تهتم بنفسها و صحتها و نفسيتها بعيدا عن أخي و عنا كلنا .اصبحت أخاف عليها كثيراً خصوصاً اننا كلنا كبرنا و اصبح كلا منا مسؤول عن نفسه.
الإجابة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد: نشكر لك ثقتك بجمعية المودة للتنمية الأسرية برنامج الاستشارات الإليكتروني ونسعد بتواصلك: كبير ذلك القلب الذي تحمله الأم , وعظيمة تلك المشاعر والأحاسيس التي أودعها الله فيه , والتي من خلالها تصبر على حمل الولد في بطنها تسعة أشهر , تعاني من آلام الوحام والتغير العضوي ما تعاني , يمتص الجنين من جسدها الغذاء ليحيا ويكبر , فإذا ما حان وقت خروجه لهذه الدنيا , عانت في ولادته ووضعه أضعاف ما كانت تعاني أيام الحمل , فإذا ما رأته بعد كل تلك الآلام احتضنته متناسية كل أوجاعها . تفني هذه الأم جسدها ليكبر وينمو ولدها , فلا يكتفي الولد بمشاركة أمه لغذائها في بطنها , بل يشاركها الغذاء بعد الولادة عن طريق الرضاع , تزيل الأذى من جسد ولدها وهو صغير دون أن تتذمر أو تتأفف , وإذا أصابه مرض أو علة في يوم من الأيام , كانت هي العليلة والسقيمة من الشفقة عليه , فليس في الدنيا مخلوق يدعو الله أن يعطي الغير من صحته للآخر ومن حياته لسعادته إلا الأم , و هكذا تبقى حتى يكبر الولد ويبلغ أشده . وأودع الله تعالى في قلب كل أم حب أبنائها والخوف عليهم من التعرض لأي أخطار تواجههم , لذا تحيط أبناءها بمزيد من العناية والرعاية بكل أشكالها حتى يجتازوا مرحلة الضعف ويكتسبوا القوة التي يستطيعون بها أن يدافعوا عن أنفسهم ويدفعوا عنهم بأنفسهم كل خطر خارجي , وجعل الله هذه العناية سلوكا غريزيا جبليا غير مكتسب في الأمهات . ولكن – كالعادة في كل أمر – لا يأتي الإفراط في أي شئ بخير، فالقلق المفرط من الأم على ابنها قد يؤدي به إلى نتائج معاكسة لما ترجوه، وخاصة إن كانت حمايتها وقلقها على أبنائها معيقين لهم في سبيل نموهم البدني أو السلوكي النفسي. وهناك فرق كبير بين وجود القلق المفرط من الأم وبين ظهور آثاره على تصرفاتها، لدرجة أن بعضهن يكدن من فرط إظهار قلقهن ورعبهن على أبنائهن يزرعن في أنفس ابنائهن خوفا من كل شئ حولهم , وربما يصيبونهم بنوع من الجبن الشديد , فلا تنمو شخصيات الأبناء نموا طبيعيا ومستقلا , وبالتالي تؤثر تلك الممارسات عليهم تأثيرا بالغ السلبية وخاصة في جانب استقلاليتهم في اتخاذ القرارات التي سيحتاجون إليها بمرور الزمن . وبالطبع لن يكون دافع كل أم في إظهار آثار قلقها المفرط على أبنائها إلا دافع واحد وهو فرط الحب. أختي الكريمة : من خلال الكلام السابق يتأكد لنا أن العمل على توجيه الأم أو تقنين قلقها واهتمامها هو أمر قد لا يمكن لك تداركه ولذلك نعتقد ان التوجيهات والاقتراحات تتوجه للتعامل مع الابن : 1- نعتقد ان الابن إذا أدرك حجم المشكلة وتم الحوار معه حول الأثر الذي يتركه الابن في قلب الأم من حزن أو قلق مما يسهم في ان يحتمل الابن نفسه. 2- يبدو انه لو سعى الابن لإظهار قدرته على الاعتناء بنفسه ويشعر الأم بسلوكياته العملية مما يخفف من توتر الأم وقلقها على ابنائها. 3- مما يسهم في تخفيف الاهتمام لدى الأم هو رؤيتها لاجتماعكم وإظهار الحب والتقدير فيما بينكم وهذا مما يجعل الأم تفرح كثيراً لهذه المشاهد الاسرية الإيجابية. 4- نعتقد أن إظهار الابن للمواقف الايجابية والتقليل من الشكوى من حاله أو من المواقف السلبية التي يمر بها مما يسعد الأم ويجعلها تثق أكثر في أن ابنها قادر على الاعتماد على نفسه. 5- نعتقد أن اهتمام الأم بنفسها فيما يخص صحتها ومواعيدها الطبية هو لن يتم بالصورة التي تريدينها إلا باعتناء غيرها بها فنعتقد ان وجود أحد الابناء أو انت اختي السائلة بالقرب منها ويكون مسؤولا عن مواعيدها الطبية وحريص على أخذ الأم لعلاجاتها بصورة منضبطة ويسعى لتوفير الأكل والوجبات الملائمة لصحتها أو توفير من يقوم بذلك من الخادمات اللاتي يقمن بخدمتها والقيام على شؤونها مما يسهم أكثر في اعتناء الأم بصحتها .واخيراً نتمنى لوالدتكم الصحة والعافية. ولمزيد من الاستفسار يرجى الاتصال على هاتف الارشاد الأسري (920001421) ، ولحجز موعد للإرشاد بالمقابلة الاتصال على الرقم 920001426 ونرجو زيارة موقع الجمعية والتعرف على دورات الجمعية  والاشتراك بها من خلال الرابطhttp://almawaddah.org.sa/activi.ties ويوجد لدينا عيادات اضطرابات الطفولة وتعديل السلوك. كما نرجو منكم الضغط على الرابط لقياس جودة الخدمة المقدمة من الارشاد الالكترونيhttps://goo.gl/forms/erzCjkIkIaavpZ9f2