ابني يخاف من الموت
الإستشارة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنا منفصلة و اعيش مع اهلي و ابني حيث يبلغ من العمر 7 سنوات ودائماً يسأل عن الاعمار و يسأل أمي عن والدتها اين هي و لماذا ذهبت للجنة و كم كان عمرها و يسأل والدي نفس الاسئلة اين والدتك وقد اخبره والدي انهم ماتوا عندما صارت اعمارهم كبار .فتملكه الخوف الشديد واصبح يبكي .واليوم الثاني قال انا خلاص ماابغى افكر في الموت شيلي الفكرة من رأسي اصبحت اخبره أن لسه الحياة طويلة و حتنجز اشياء كثير.أنا لا أريد خوفه يتطور او يفكر بهذا الموضوع ؟ماذا أفعل ؟
الإجابة

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته بداية نشكر لك ثقتك في برنامج الإرشاد الإلكتروني بجمعية المودة للتنمية الاسرية. و يسعدنا تواصلك و الإجابة عن استشاراتك : أختي المسترشدة وفقا لما ذكرتيه في طلب الاستشارة نجد أن مشكلتك تتلخص في : ( خوف ابنك ذي السبع سنوات من الموت و تساؤلاته المتكررة حوله ) . و للاجابة عن استشارتك نقول بعد الاستعانة بالله عز وجل: إن غريزة الخوف من الغرائز الأساسية عند الانسان و هذا أمر طبيعي ، و لكن عندما يتحول الخوف الى مستويات عالية و يعيق الاستقرار النفسي كما هو الحال لدى ابنك ، هنا يجب أن نقف قليلا لمعرفة الأسباب و وضع خطة علاجية للأخذ بيده ، و يمكن أن نبين هنا أهم الاسباب بشكل عام و التي تؤدي الى مخاوف الاطفال :  ١- الخبرات غير السارة التي يمر بها الطفل – وخصوصًا في مراحل الطفولة المبكرة - ، فتلك المواقف والخبرات المؤلمة تظل عالقة في عقل الطفل ، ليستعيدها لاشعوريًا ويسقطها على المواقف والخبرات المشابهة. ٢- الصراعات الأسرية: فالخلافات المستمرة بين الوالدين أو أفراد الأسرة  تولد خوفا لدي الأطفال من المستقبل. ٣- التأثير على الأخرين ، فقد يستخدم الطفل ذلك الخوف للسيطرة على الوالدين وجذب الانتباه له ، بدافع الغيرة ممن هو أصغر منه ، وهذه الطريقة تعزز بشكل مباشر وجود المخاوف لدى الطفل ، فيصبح الخوف تجربة مريحة و مؤلمة في آن واحد. ٥- الضعف الجسمي أو النفسي للطفل ، فالضعف الجسمي أو النفسي يقلل الدفاعات السيكولوجية للطفل ، مما يكوّن لديه مخاوف من الاحتكاك بالناس أو المواقف المختلفة. ٦- تخويف الطفل من قبل الوالدين أو أحدهما : فالطفل في المراحل العمرية المبكرة يعتمد تفكيره على الخيال الخصب ، والبعد عن الواقع ، لذا فهو يخضع في تفكيره للعوامل الخارجية أكثر من اعتماده على المنطق والعقل والتدبر في الأمور ، وقد يلجأ بعض الاباء والأمهات لتخويف أطفالهم بهدف كف سلوك معين ، و هما لا يعلمان أن طريقتهما هذه قد تعزز الخوف لدى الطفل و تتشأ عنها شخصية ضعيفة و مضطربة. ٧- رد فعل الوالدين المبالغ فيه ، فالارتباك والهلع التي تصيب الأمهات عند تعرض الطفل لأي معاناة ، تعزز ذلك السلوك لدى الطفل. ٨ - التدليل الزائد أو النقد والقسوة المفرطة ، فالنقد الزائد للطفل يولد شعورا قويا لديه بالخوف من الوقوع في الخطأ ،  مما يؤدي في النهاية لفقد الطفل لثقته في نفسه. والتدليل يجعله اعتماديا ، مما يشعره بالخوف من كل تجربة أو خبرة جديدة يمر بها . أختي الكريمة بعد أن تعرفنا على أسباب الخوف عند الأطفال بشكل عام نضع الان بين يديك بعض الإرشادات التي من شأنها إن شاء الله تساعدك في الأخذ بيد ابنك : أولا : يجب على الوالدين أن يكونا مثالا للهدوء والاستقرار في تصرفاتهما أمام طفلهما الخائف ، فيمارسان حياتهما بصورة طبيعية ، بحيث يكون الجو الأسري المحيط بالطفل باعثا على الطمأنينة والأمان ، وحتى في وقت شعوره بالخوف يحاول أحد الوالدين  أن يتكلم معه بهدوء وثقة ،ولا يعنفه. فيسأله .. لماذا أنت خائف ؟ أنا أريد مساعدتك .. أنا بجوارك. ثانيا : التحدث مع ابنك عن الخوف بأنه أمر طبيعي ، و لكن لا يجب ان يسيطر على تفكيره و يعيق حياته .      ثالثا : بناء الثقة في ابنك في قدرته على التغلب على المخاوف من خلال الثناء عليها بعبارات تشجيعية ( أنت شجاع ) ( أنت قوي )..الخ بالإضافة إلى منحه مزيدا من الاهتمام. رابعا : تشجيع ابنك على ممارسة الأنشطة المختلفة كالرسم و الألعاب الجماعية و ممارسة الرياضة بانتظام مما يساعد ذلك على توجيه تفكيره في هذه الأنشطة و في نفس الوقت نحد من الافكار السلبية والمخاوف. خامسا : الإجابة عن جميع أسئلة الطفل حول الموت بشكل مباشر وصريح ، وشرح دورة حياة الإنسان للطفل منذ الولادة وحتى الموت، والتي تشمل جميع الكائنات الحية. سادسا : استخدمي أسلوب القصص مع طفلك بهدف  توصيل و غرس بعض القيم الايجابية في الحياة والتي تساعده على أن ينتقل تفكيره من التفكير في الموت إلى التفكير في قيم الحياة، مثل مساعدة الناس والانتماء وقيمة التعليم والخلق الحسن. سابعا : تعويد ابنك على قراءة الأذكار خاصة قبل النوم ، لما فيها من طمأنينة و سكينة على النفس . ثامنا : تدريب ابنك على عملية الاسترخاء في حال شعوره بالقلق من خلال التنفس بعمق . ختاما أختي الكريمة نذكرك بأن الطفل في هذه السن لديه تساؤلات عديدة ، و بدورنا لا بد من الاجابة عن تساؤلاته بكل وضوح و شفافية و عدم إهمال ذلك ، كما نسأل الله أن يقر عينك به و يحفظه ،و يسعدنا تواصلك معنا من خلال الاستشارات الهاتفية على الهاتف الإرشاد الأسري(920001421) . و لحجز موعد للإرشاد بالمقابلة الاتصال على الرقم(  920001426  ). المستشار ( علي بانقيب )