السلام عليكم ورحمة الله وبركاته بداية نشكر لك ثقتك في برنامج الإرشاد الإلكتروني بجمعية المودة للتنمية الاسرية. و يسعدنا تواصلك و الإجابة عن استشاراتك : أختي المسترشدة وفقا لما ذكرتيه في طلب الاستشارة نجد أن مشكلتك تتلخص في : ( خوف ابنك ذي السبع سنوات من الموت و تساؤلاته المتكررة حوله ) . و للاجابة عن استشارتك نقول بعد الاستعانة بالله عز وجل: إن غريزة الخوف من الغرائز الأساسية عند الانسان و هذا أمر طبيعي ، و لكن عندما يتحول الخوف الى مستويات عالية و يعيق الاستقرار النفسي كما هو الحال لدى ابنك ، هنا يجب أن نقف قليلا لمعرفة الأسباب و وضع خطة علاجية للأخذ بيده ، و يمكن أن نبين هنا أهم الاسباب بشكل عام و التي تؤدي الى مخاوف الاطفال : ١- الخبرات غير السارة التي يمر بها الطفل – وخصوصًا في مراحل الطفولة المبكرة - ، فتلك المواقف والخبرات المؤلمة تظل عالقة في عقل الطفل ، ليستعيدها لاشعوريًا ويسقطها على المواقف والخبرات المشابهة. ٢- الصراعات الأسرية: فالخلافات المستمرة بين الوالدين أو أفراد الأسرة تولد خوفا لدي الأطفال من المستقبل. ٣- التأثير على الأخرين ، فقد يستخدم الطفل ذلك الخوف للسيطرة على الوالدين وجذب الانتباه له ، بدافع الغيرة ممن هو أصغر منه ، وهذه الطريقة تعزز بشكل مباشر وجود المخاوف لدى الطفل ، فيصبح الخوف تجربة مريحة و مؤلمة في آن واحد. ٥- الضعف الجسمي أو النفسي للطفل ، فالضعف الجسمي أو النفسي يقلل الدفاعات السيكولوجية للطفل ، مما يكوّن لديه مخاوف من الاحتكاك بالناس أو المواقف المختلفة. ٦- تخويف الطفل من قبل الوالدين أو أحدهما : فالطفل في المراحل العمرية المبكرة يعتمد تفكيره على الخيال الخصب ، والبعد عن الواقع ، لذا فهو يخضع في تفكيره للعوامل الخارجية أكثر من اعتماده على المنطق والعقل والتدبر في الأمور ، وقد يلجأ بعض الاباء والأمهات لتخويف أطفالهم بهدف كف سلوك معين ، و هما لا يعلمان أن طريقتهما هذه قد تعزز الخوف لدى الطفل و تتشأ عنها شخصية ضعيفة و مضطربة. ٧- رد فعل الوالدين المبالغ فيه ، فالارتباك والهلع التي تصيب الأمهات عند تعرض الطفل لأي معاناة ، تعزز ذلك السلوك لدى الطفل. ٨ - التدليل الزائد أو النقد والقسوة المفرطة ، فالنقد الزائد للطفل يولد شعورا قويا لديه بالخوف من الوقوع في الخطأ ، مما يؤدي في النهاية لفقد الطفل لثقته في نفسه. والتدليل يجعله اعتماديا ، مما يشعره بالخوف من كل تجربة أو خبرة جديدة يمر بها . أختي الكريمة بعد أن تعرفنا على أسباب الخوف عند الأطفال بشكل عام نضع الان بين يديك بعض الإرشادات التي من شأنها إن شاء الله تساعدك في الأخذ بيد ابنك : أولا : يجب على الوالدين أن يكونا مثالا للهدوء والاستقرار في تصرفاتهما أمام طفلهما الخائف ، فيمارسان حياتهما بصورة طبيعية ، بحيث يكون الجو الأسري المحيط بالطفل باعثا على الطمأنينة والأمان ، وحتى في وقت شعوره بالخوف يحاول أحد الوالدين أن يتكلم معه بهدوء وثقة ،ولا يعنفه. فيسأله .. لماذا أنت خائف ؟ أنا أريد مساعدتك .. أنا بجوارك. ثانيا : التحدث مع ابنك عن الخوف بأنه أمر طبيعي ، و لكن لا يجب ان يسيطر على تفكيره و يعيق حياته . ثالثا : بناء الثقة في ابنك في قدرته على التغلب على المخاوف من خلال الثناء عليها بعبارات تشجيعية ( أنت شجاع ) ( أنت قوي )..الخ بالإضافة إلى منحه مزيدا من الاهتمام. رابعا : تشجيع ابنك على ممارسة الأنشطة المختلفة كالرسم و الألعاب الجماعية و ممارسة الرياضة بانتظام مما يساعد ذلك على توجيه تفكيره في هذه الأنشطة و في نفس الوقت نحد من الافكار السلبية والمخاوف. خامسا : الإجابة عن جميع أسئلة الطفل حول الموت بشكل مباشر وصريح ، وشرح دورة حياة الإنسان للطفل منذ الولادة وحتى الموت، والتي تشمل جميع الكائنات الحية. سادسا : استخدمي أسلوب القصص مع طفلك بهدف توصيل و غرس بعض القيم الايجابية في الحياة والتي تساعده على أن ينتقل تفكيره من التفكير في الموت إلى التفكير في قيم الحياة، مثل مساعدة الناس والانتماء وقيمة التعليم والخلق الحسن. سابعا : تعويد ابنك على قراءة الأذكار خاصة قبل النوم ، لما فيها من طمأنينة و سكينة على النفس . ثامنا : تدريب ابنك على عملية الاسترخاء في حال شعوره بالقلق من خلال التنفس بعمق . ختاما أختي الكريمة نذكرك بأن الطفل في هذه السن لديه تساؤلات عديدة ، و بدورنا لا بد من الاجابة عن تساؤلاته بكل وضوح و شفافية و عدم إهمال ذلك ، كما نسأل الله أن يقر عينك به و يحفظه ،و يسعدنا تواصلك معنا من خلال الاستشارات الهاتفية على الهاتف الإرشاد الأسري(920001421) . و لحجز موعد للإرشاد بالمقابلة الاتصال على الرقم( 920001426 ). المستشار ( علي بانقيب )