تعلق زوجي بأهله
الإستشارة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
متزوجة ولم نرزق بأطفال بعد... بدأت مشاكلتنا من بعد السنه الأولى مشاكل صغيرة لكنها كبرت.
كانت حياتنا من أحسن ما يكون رغم ملاحظاتي من بداية زواجي لكني كنت اتجاهل واقدر.. لاحظت إنه متعلق في اهله كثير ليست مشكلة لدي بل من حق اهله وواجب أن يكون معهم في كل شيء.. علماً إنه هو الأكبر من الذكور..
لكن هذا الشي افقدني بعض من الخصوصية مع زوجي خصوصاً في الخروج والتنزه معه غالبا يريد اهله معانا وأنا لم اكمل حتى الثلاث أشهر لدرجة إننا سافرنا مع بعض. والآن بعد سنة وشهر ولأول مره اطلب الخروج بخرجة خاصة معه غضب مني واتهمني أني لا أريد اهله رغم محاولاتي لتوضيح وجهة نظري له لكنه لا يسمع لي .ماذا افعل ؟
الإجابة

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته نرحب بك أختي الفاضلة ، حفظك الله ورعاك ، نشكر ونثمن لك تواصلك مع موقع الاستشارات الالكترونية بجمعية المودة للتنمية الأسرية ، وهذا يدل على سعيك ، واجتهادك ، ورغبتك ، وهمتك العالية في سبيل تحقيق الاستقرار والسعادة لحياتك الزوجية والأسرية ، نسأل الله أن يحفظك وزوجك من كل مكروه ونسأل الله لك التوفيق والسعادة ، كما نسأله سبحانه وتعالى أن يرزقنا الإخلاص في القول والعمل . عزيزتي :- اولاً أحب إن أوضح لك أختي الغالية في مثل هذه الحالات يتطلب الأمر سماع الطرفين من أجل معرفة الأسرار الفعلية للمشكلة والوصول إلى الحقائق والأسباب الدفينة ؛ لأن سماعها من طرف واحد قد لا تتضح المشكلة ، الا اننا سنجيب على استشارتك ، أسأل الله العظيم أن يصلح حالكما ، ويهدي قلب زوجك ، ويديم بينكما حياة الودّ والرحمة .. اختي الغالية :- كثيرة هي منغصات الحياة ، ولكننا إذا توقفنا عند كل منها فإننا سوف نسير للخلف ، وندور حول حلقات مفرغة تؤثر سلباً على حياتنا ، لذلك فإن كثيراً من المشكلات يمكن التغلب عليها بطرق وأساليب تتناسب مع كل مشكلة منها ، فلابد من معرفة الأسباب الفعلية للمشكلة حتى يتم علاجها . قبل ما نبدأ عليك بإيجاد اجابة لهذه التساؤلات :- ماذا لو كان العكس ؟! ما المبَرِّرات التي ستُعطينها لأهلك إن اشتكى زوجك مِن "تعلُّقك المرضي" بهم ؟! ايضاً مالذي يفعله اهله حتى جعله يتعلق بهم هذا التعلق الشديد لدرجة انه لا يخرج معك الا بهم ؟! عزيزتي الغالية :- ارتباط الزوج بأهله سوأ ( ام - اب - اخ – اخت ) .. شيء طبيعي ، ولذلك أفضل طريقة لتعامل الزوجة مع زوجها المتعلق والمرتبط بأهله او بأحد اخوته – لا سيما إذا كان احد افراد اسرته في حاجة له أو كان هو كبير أهله او اعتماد العائلة علية في كل شيء اذاً عليك بالتالي - :  أن لا تواجهي هذا التعلّق بالنقد أو العتاب أو التأفف ، لأن الرجل بمجرّد ما تكون هذه ردّ’ فعل زوجته تجاه اهتمامه بأخته او بأهله بقدر ما يفسّر ذلك بأنك تكرهينهم أو أنك تريدين التفريق بينه وبين أهله ، فيزداد تعلّقه وتشبّثه بهم اكثر .  أشكري له حسن اهتمامه بأهله جميع ، وفي نفس الوقت اشكري له اهتمامه بك ، بمعنى لا تقولي له : جهدك مع اختك او أهلك مشكور لكن انتبه لنا شوية ! ، لكن قولي : جهدك مشكور مع اختك او أهلك وثمرته أننا نجد البركة في حياتنا ، حتى اخواني او أي قريب لك يشكرون لك جهدك واهتمامك بهم ، وهم يشعرون بذلك . هذه العبارات تحفّزه بطريقة غير مباشرة بأن يهتم بك .  أشعريه ايضا أنت باهتمامك بأهله ، بالسؤال عنهم ، بمواصلتهم بالهدية ومدحهم أمامه وعدم التشكّي منهم .  حاجاتك النفسيّة .. اطلبيها من زوجك بطريقتك ( كأنثى ) الأنثى لها لغة ناعمة دافئة مع زوجها تستطيع من خلالها أن تجتذب زوجها وتشبع حاجتها منه .. لا تنتظري منه .. لكن بادري واستمتعي بمبادرتك .  ابتعدي عن مشاعر ( المقارنة ) بين ما يفعله مع اهله وما يفعله معك .. كل إنسان في مثل هذه المحكّات .. لابد ويكون هناك تقصير، لذلك ينبغي أن يكون هناك نوع من التغاضي .  زوجك في مثل هذه الظروف بحاجة إلى دعم ( نفسي ) أكثر من الضغط النفسي .. لذلك المعاتبة ، النّقد ، المقارنة تزيد من الضغط عليه .. الأمر الذي يجعله يهرب إلى الجهة الآمنة ، وهي جهة أهله او حيث يجد الأنس والمدح والتشجيع . الرجل بعد الزواج بحاجة إلى أن يشعر بتقدير كل تصرف يقوم به ، لأنه يشعر أنه بلغ عمر الرشد والخبرة والتجربة ، فيحتاج من يقدّر مواقفه وفي نفس الوقت هو بحاجة للاحتواء العاطفي من خلال هذا التقدير ، ومن خلال اجتذاب الأنثى له . " العتاب محبة " ولكن أحيانا ينتهي بالهجر والخصام حين لا يتفهمه الطرف الآخر مما يجعل من الضرورة وضع قواعد لفن عتاب الزوجة لزوجها ، تلجأ الزوجة لعتاب زوجها عندما تزعجها إحدى تصرفاته بشكل لم تكن تتوقعه ، وحتى تحقق الزوجة هدفها المرجو من العتاب وهو الإصلاح بينها وبين زوجها ، إن فن عتاب الزوجة لزوجها يكمن في تفهم طبيعة الرجل جيدا ، فهل يتقبل العتاب أم لا ؟ وهل هي منصفة في عتابها أم ظالمة ؟ فمعظم الزوجات تنسى جميع محاسن الزوج عند العتاب وتندفع في اللوم ، ثم تفاجئ بعدم استجابة زوجها للعتاب. - الأخذ والعطاء هو مفتاح النوال فإذا أردتي الحصول على ما تريدين فعليك توفير ما يريد حيث ان تلبية رغباته هي جزء من حصولك على رغباتك . لا أزال أكرر عليك .. أهله هم مفتاح قلبه .. وحاجاتك منه بادري لاجتذابها منه بطريقتك كأنثى ، ولا تنتظري ، راسليه ببعض المقالات والأطروحات الزوجية والتربوية التي تساعده على فهم ثقافة التعامل الوجداني مع الزوجة والأبناء مستقبلا ان شاء الله .. وفي نفس الوقت اهتمّي بنفسك وغيري من اسلوب حياتك والتعامل معه ، اجعليه يتعلق بك بالمحبة والتعامل الحسن والاهتمام والمدح والتشجيع المستمر . - افتحي باب الحوار الهادئ والايجابي معه ويجب ان يكون الحوار من اجل تجلية المشكلة والبحث عن حلول لها ، وليس من أجل إثبات من المخطئ ، ومن المصيب ، وهذا ما يفسد الكثير من النقاشات ، ويزيد حدة التوتر والجفاء . . اختاري الأوقات المناسبة لبحث الحلول ، وابتعدي عن أوقات التوتر والضغوط او انشغاله فمعها لا يمكن ان يعمل العقل التحليلي . . أسأل الله إن يسخر لك زوجك ، ويرزقك الذرية الصالحة . . اختي الفاضلة اذا احتجت الى مساعد اخرى لا تترددي بالاستعانة بالمختصين في جمعية المودة للتنمية الأسرية عن طريق الإتصال على الهاتف رقم : ( 920001421 ) أو حجز استشارة بالمقابلة على الهاتف رقم : ( 920001426 ) وهي قائمة على مبدأ السرية التامة وختاماً نكرر شكرنا لك على ثقتك في جمعية المودة للتنمية الأسرية ، وتواصلك مع قسم الإستشارات الإليكترونية ، المستشار الأسري أ.خالد الزهراني