السلام عليكم ورحمة الله وبركاته بداية نشكر لك ثقتك في برنامج الإرشاد الإلكتروني بجمعية المودة للتنمية الاسرية. و يسعدنا تواصلك و الإجابة عن استشاراتك : أختي الكريمة وفقا لما ذكرتيه في طلب الاستشارة نجد أن مشكلتك تتلخص في :( تسيطر عليك أفكار سلبية انعكست على مشاعرك تجاه حياتك الزوجية ) . و للإجابة عن استشارتك نقول بعد الاستعانة بالله عز و جل: أختي الكريمة كل الأشياء قسمة ونصيب، كلها بأمر الله، كلها بإذن الله، كلها مقدرة، قدر الله الزواج وقدر الأولاد وقدر كل شيء من أعمال العباد، يقول جل وعلا: ( إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ ) و يقول النبي ﷺ: إن الله قدر مقادير الخلائق قبل أن يخلق السموات بخمسين ألف سنة وعرشه على الماء . و من قدر الله عليك و على زوجك أن تتزوجا ، و لم يكتب له الزواج من أختك التي قدر الله لها أن تتزوج رجلا آخرا ، فلو تمعنت يا رعاك الله في كل الأحداث من حولك لوجدت أنها تسير وفقا لأقدار الله التي كتبها على عباده و على كل مخلوقاته، و المؤمن الحق يسلم أمره لله و يرضى بما قدره الله ، و ليعلم أن ما كتبه الله له كله خير . أختي المسترشدة إن حالة الشعور السلبية التي تشعرين بها مرتبطة بأفكار لا عقلانية تسيطر عليك ، تجعلك تفكرين بطريقة غير منطقية في أن أهل زوجك كانت لديهم رغبة في خطبة أختك قبلك ، مما ولد في داخلك شعور خاطئ و سلبي بأن زوجك يريد أختك و لا يريدك ، علما أن هذا الشعور في الحقيقة مرتبط فيك أنت و ليس زوجك ، كون زوجك في الأصل لا يعرف أختك من قبل ، فقد جرت العادة في مجتمعنا المحافظ أن يختار الأهل الزوجة لابنهم ، و عندما فكر أهل زوجك في خطبة أختك ثم خطبتك فهذا دليل على محبتهم لأسرتك و اقنتاعهم بكم . أختي الكريمة أنت في حاجة إلى التدريب على التفكير الإيجابي و التخلص من الافكار السلبية ، و بناء عليه سوف نوضح لك كيفية ذلك وفقا للاتي : أولا : اللجوء إلى الله عز و جل ، و الدعاء بأن يكتب لك الخير ، مع المحافظة على الاذكار اليومية فهي حصن حصين من وسواس الشيطان الذي يفرح بحزن المؤمن. ثانيا : الرضا التام النابع من الداخل بما كتبه الله لك في هذا الزواج . ثالثا : التدريب على التفكير الإيجابي باتباع الخطوات الآتية: ١- كتابة الأفكار السلبية التي تسيطر عليك تجاه حياتك الزوجية و علاقتك بزوجك مثال على ذلك : ( زوجي لا يريدني ) ( رغبة أهل زوجي السابقة في خطبة أختي ) و هكذا . ٢- ناقشي تلك الأفكار بكل عقلانية بعيدا عن العاطفة والمقارنة مع تجربتك غير الإيجابية ، من خلال طرح بعض الأسئلة مثل : الفكرة السلبية ( زوجي لا يريدني ) اطرحي هذه الأسئلة عل نفسك : هل فعلا زوجي لا يريدني ؟ هل معاملة زوجي تدل على ذلك ؟ هل هذا شعور زوجي ؟ أم شعوري أنا !. و من ثم اكتبي رأيك بكل حيادية و أنت تناقشين تلك الأفكار. ٣- تأتي هنا مرحلة دحض الأفكار السلبية و احلال مكانها أفكار إيجابية، مثال على ذلك : فكرة ( زوجي لا يريدني ) لدحض هذه الفكرة ، تبدأ من مناقشة هذه الفكرة من خلال إعادة طرح الأسئلة في الخطوة السابقة : هل فعلا زوجي بهذا السوء و لا يريدني ؟ ، هل هذا الشعور مرتبط بزوجي أم مرتبط بي أنا؟ عندها ستبدأ هذه الفكرة السلبية في التلاشي نتيجة ربط الإجابة عن هذه التساؤلات بالواقع ، فالواقع يقول أن زوجي يريدني ، و يعاملني بكل حب و تقدير ، و لم يشعرني يوما بخلاف ذلك....و هكذا استمري في دحض كل الأفكار السلبية عندها ستتغير قناعاتك و طريقة تفكيرك للإيجابية . ختاما أختي الكريمة ، حاولي أن تعيشي حياتك بشكل أفضل ، فالتفكير السلبي لن يولد إلا مشاعر سلبية و عليك أن تكوني أكثر إيجابية و تسامحا مع نفسك ، و اشغلي وقتك بالأمور المفيدة مثل الاعتناء بأسرتك و المشاركة في العمل التطوعي الذي ينمي في داخلنا العطاء من أجل اسعاد الاخرين مما ينعكس إيجابا على شعورنا بتقدير الذات. و في الختام نسأل الله لك التوفيق في كل شئونك ، ، كما يسعدنا تواصلك معنا من خلال الاستشارات الهاتفية على الهاتف الإرشاد الأسري(920001421) . و لحجز موعد للإرشاد بالمقابلة الاتصال على الرقم( 920001426 ) كما نرجو الضغط على الرابط لقياس جودة الخدمة المقدمة https://goo.gl/forms/erzCjkIkIaavpZ9f2 المستشار ( علي بانقيب )