ابني المراهق قليل التواصل معانا
الإستشارة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ابني مراهق عمره ١٦ عام قليل التواصل معانا لا يرغب في المشاركة في الاحاديث العائلية و التواصل البصري ليس بصورة طبيعية حيث إنه يميل الى النظر الى الأرض او أي شيء اخر عند الحديث مع الطرف الاخر.
أفيدوني كيفية التصرف معه؟
الإجابة

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته : يسرنا أن نرحب بك أختي الكريمة في موقع الاستشارات الالكترونية بجمعية المودة للتنمية الأسرية ، فأهلاً وسهلاً ومرحبًا بك ، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت ، وفي أي موضوع ، ونشكرك على ثقتك بنا وعلى إدراك المشكلة والبحث عن علاجها . أختي الغالية : كثيرة هي منغصات الحياة ، ولكننا إذا توقفنا عند كل منها فإننا سوف نسير للخلف ، وندور حول حلقات مفرغة تؤثر سلباً على حياتنا ، لذلك فإن كثيراً من المشكلات يمكن التغلب عليها بطرائق وأساليب تتناسب مع كل مشكلة منها ، فلابد من معرفة الأسباب الفعلية للمشكلة حتى يتم علاجها . عزيزتي أبناؤنا جزءٌ منَّا ، ونتمنى لو نراهم أفضل الناس ، بل يكونُ طُموحنا أنْ نراهم كاملين مُتميِّزين ، لكنْ من المهم جدًّا أنْ نكون على درايةٍ وقُربٍ من كلِّ مرحلةٍ يمرُّ بها أبناؤنا ، ونتفهَّم فيها احتياجهم لنُعطِيهم الثقةَ بأنَّنا نفهَمُهم ونشعُر بما يشعُرون به ، وإلا فقدناهم ، فأصبحوا يُشكِّلون لنا عبئًا وهمًّا ، وأصبحنا بالنسبة لهم أجسادًا لا تفهَم ولا تشعُر ! اخي الكريمة ما فعلتَه هو بداية الطريق السليم لتفهُّمي ابنك ، فبداية الطريق الاستشارةُ ، أو القِراءةُ ، أو مُساعدةُ المرشد النفسي بالتثقُّف في معرفه خَصائص المرحلة التي يمرُّ بها ابنك ، وكيف تتعامَلي معها ؛ لأنَّك قد تتعامَلُي بأمورٍ ترينها جيِّدة من وجهة نطَرِك وهي تُعَدُّ كارثةً بالنسبة له ، فلا تتعامَلْي معه بما تَرينه أنت ، بل بما يراه هو ويحتاجُه ، وهذا لن يحدُثَ دُون توعيةٍ بمرحلته . بداية عليك أن تعلمي أن الخجل ليس خطئًا وإنما هو سمة شخصية ولا يجب الضغط على الابن فيه إلا إن كان يعوقه عن المتعة والفائدة كطفل ، وأما مجرد الخجل في بداية التعرف على الآخرين فلا مشكلة فيه ، وأحيانًا ما يكون الخجل نوع من التأني وعمق التفكير والحذر في بناء العلاقة مع الآخرين بينما قد يكون الشخص الاجتماعي متسرعًا في بناء علاقاته مع الآخرين غير المناسبين لشخصيته أو صداقته مثلًا ، وفي كل الأحوال عليك الحرص الشديد على معالجة الأمر بروية وحكمة ، ولا تنتقدي الابن المراهق أو تضغطي عليه . اعراض المشكلة  السكوت ، أو قلة الكلام ، وعدم النظر لمن يتحدث معه ، وربما دفن وجهه في صدرك .  رفض أي عمل يوكل إليه فيه حديث مع الغرباء حتى في الهاتف .  التعرق الشديد وزيادة نبض القلب ، وربما ظهور بعض اضطرابات المعدة والشعور بجفاف الفم والحلق .  الحرص على البعد عن الأضواء ، خاصة الجلسات الجماعية والحفلات والمشاركات الخيرية والطلابية والرحلات بل حتى صعوبة تكوين صداقات . الأسباب ترجع لــ ( قسوة الوالدين في التعامل ، أو تدليلهما الشديد ، أو الخوف المرضي عليه ، الخلافات الزوجية ، معاناته من أي عيوب خلقية ، انتقاده المستمر ورغبة الأبوين في أن يكون مثاليًا ، عدم احتواء معلم المدرسة له خاصة في الحضانة وسنوات تعليمه الأولى ، موت أحد الوالدين ، اختلاف المستوى الاجتماعي عن أقرانه ، مقارنته بأخيه أو أخته الأكبر عمرًا والذي قد يكون اجتماعيًا ) اليك بعض التوجيهات والارشادات التي تساعدك على حل المشكلة 1) لا تعتذري عنه أمامه بقول "آسفة إنه خجول" فهي تشعره أنه يعاني نقص ما . 2) لا تكرري أمامه كلمة خجول ولا تصفيه بها ولا تنتقديه بكلمات سلبية مثل يا خجول ، يا بليد ، ولا تقارنيه بإخوته أو أصدقائه . 3) تعاطفي مع خجله ولا تتكلمي عن ذلك أمام الآخرين ولا تنتقديه . 4) انتبهي لحاجاته النفسية والعاطفية وهدئي مخاوفه . 5) عند وجود ضيوف ، قدمي بنفسك نموذج الثقة أمام الآخرين ودعيه يشاهد أفعالك وسيقلدها بالتدريج ، إن صارحك بالمشكلة فقدمي له النصائح واجعليه يتدرب أمامك . 6) عند وجود ضيوف ، اطلبي منه أن يخرج لهم وقولي له أن الجميع يسألون عنه ويريدون رؤيته لأنهم يحبونه لكن لا تضغطي عليه ولا تطلبي منه أكثر من مرة ولا تأخذيه قسرًا . 7) علميه بعض النصائح الاجتماعية كطريقة التحية والسلام ولا توجهيه أمام الآخرين بل دربيه على السلام والتواصل والابتسامة بينكما . 8) علميه التعامل مع مشكلة الخجل واطرحي أفكارًا تمكنه من الراحة والاسترخاء . 9) علميه كيفية كسب الأصدقاء وأن يظل واثقًا في نفسه . 10) دربيه على مواجهة الزملاء المتنمرين وعلميه سبل الدفاع عن نفسه وشجعيه على تعلم رياضة يدافع بها عن نفسه لكن احرصي على ألا يصبح عنيفًا . 11) لا تتدخلي لتدافعي عنه في كل موقف . 12) ليس مهمًا عدد الأصدقاء وأنما الأهم الأصدقاء الجيدين لذا لا تضغطي عليه لكسب مزيد من الأصدقاء . كيف تساعدين ابنك في تكوين صداقات  امدحي صفاته الحسنة ، واطلبي رأيه في الشيء وامدحيه عليه .  انتبهي لمن يشاركونك التربية مثل الجدين والأعمام والعمات والأخوال والخالات .  كوني عادلة بين الولد والبنت ، وبين الأبناء بعضهم البعض .  شجعيه على تنمية موهبته أيًا كانت .  كوني مستمعة جيدة وإن حكى لك موقفًا جيدًا امدحيه وإن كان خاطئًا لا تقاطعيه ولا تنتقديه بعنف وإنما اشرحي له رأيك بهدوء .  لا تنتقديه هو وانتقدي السلوك فلا تقولي أنت مخطئ ، بل هذا خطأ ، ولا تقولي أنت سيء الأدب مع أخيك ، ولكن لقد أسأت إلى أخيك. اخيراً عزيزتي عليك ببذل الجهد والصبر والتقرب الى الله وكثرة الاستغفار و اتباع الإرشادات والتوجيهات السابقة واذا احتجت الى مساعد اخرى لا تترددي بالاستعانة بالمختصين في جمعية المودة للتنمية الأسرية عن طريق الإتصال على الهاتف رقم : ( 920001421 ) أو حجز استشارة بالمقابلة على الهاتف رقم : ( 920001426 ) وهي قائمة على مبدأ السرية التامة ، نسأل الله أن يمن عليك بالحياة السعيدة ، والمستقرة ، ختاما نكرر شكرنا لك على ثقتك في جمعية المودة للتنمية الأسرية .المستشار الأسري أ.خالد الزهراني