الخوف من الزواج
الإستشارة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
عمري 30 سنة تقدم لي أكثر من خاطب ولكن كل مافتحو لي اهلي الموضوع ارفض تماماً واشعر بالخوف الشديد والرجفة والضيق وما ارتاح في حياتي الى ما يتم رفضه بدون سبب ، الآن تقدم لخطبتي رجل ولكن أمي مصرّه عليه وأنا افكر واستخير وانظر نظرة شرعية وأنا تعبانة وحالتي النفسيه سيئه جدا لااشعر بالفرح ابداً. ماالحل جزاكم الله خير .
الإجابة

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد : أشكرك أختي الكريمة على طرح استشارتك بجمعية المودة معنا في برنامج الارشاد الالكتروني وبإذن الله تتوصلي للإجابة المطلوبة فيما سألتي عنه ... يسّر الله لكِ الخير، وكتب الله لكِ عظيم الأجر... نظرتك لحياتك على أنها الم ومعاناة ستجذب لك المزيد من الالم والمعاناة، انا لا أنكر الالم في الحياة لكني أؤمن بوجود الحلول فالآلام كالأفراح لها اوقات معينه وتنتهي، لا أحد يبقى متألم ٢٤ ساعة لمست من حديثك انك خائفة من الزواج وكترهة له اعتذر لكنها الحقيقة. الزواج ليس إجباراً لكنك يجب أن تتخذي قرار كهذا بعقلانية، مثلاً بإمكانك زيارة طبيب نفسي للتقليل من عصبيتك، حتى عن أمور الزواج من قال ان كله معاناة، لا توجد حياة مثالية لكن يمكنك أن تكوني اكثر رزانة مع شريك حياتك وان تعتمدي على نفسك بحل الأمور بدلاً من التذمروالخوف، هكذا لن تصبح حياتك بائسة، وان اخترتيه كما تريديه ماهي المشكلة في هذا؟ هناك أنواع كثيرة من الرجال ليسوا جميعهم سيئين. اتفق معك بأن الزواج مسؤولية ، لكن نحن كبشر يجب أن نتحمل المسؤوليات عاجلاً أم آجلاً، لم نخلق للراحة، فأنتِ ماشاء الله متعلمة ولديكِ شهادة إذاً تستطيعين تدبر أمورك حتى لو لا سمح الله ان لم ينجح زواجك. بكل الاحوال ستتخذين قرارك في الوقت والعمر المناسب لكِ، أتمنى أن تكوني مرتاحة مهما كان قرارك عزيزتي، حَجْمُ الإحباط والغضب الذي بداخلك واضحٌ في كتابتك، وأُقدِّر شعورك، وواضح أيضًا أنَّ المحيطين بك لم يُمثلوا لك الزواج والتفوق والأهداف بشكله الصحيح؛ كالعديد مِن مجتمعاتنا وقنوات إعلامنا التي شَوَّهَتْ هذه الأمور والمعاني الرقيقة الرائعة. أوَدُّ أن أقول لك شيئًا مهمًّا جدًّا: رفضُ الزواج دائمًا يكون فِكرًا عابرًا، لا يُمكن أن يكونَ فكرًا ثابتًا، إلا إذا كانتْ هنالك أسبابٌ أو صدمات نفسية حدَثتْ للإنسان، لكن أن ترفضَ الفتاةُ فكرة الزواج، فهذه غالبًا فكرةٌ عابرة في مرحلةٍ حياتيةٍ معينةٍ، ثم بعد ذلك تختفي. لا تجعلي الزوجات المُضْرِبات عن الزواج، اللائي مرَرْنَ بك أو سمعتِ بهنَّ أو أثَّرنْ على عقلك الباطن بمفاهيم مغلوطة يُؤثرن عليك لدرجة العزوف النهائي عن الزواج! اجلسي مع نفسك وناقشي الموضوع؛ لأنَّ نفسك هي التي تفهمك أكثر من الآخرين، واكتبي جدولًا بمُميزات وعيوب الزواج، ما الذي يمكنك تحقيقه؟ وما الذي لا يمكنك في حال تزوَّجتِ؟! ولماذا؟ انظري للزواج بكلِّ إيجابياته وجمالياته، ولا تجعلي الزيجات السيئة أو الإعلام المشوه قدوةً لك أبدًا! في بعض الأحيان يكون رفضُ الزواج ناشئًا مِن فكرٍ وسواسيٍّ يعطيك مفاهيم ورسائل خاطئة، وعليك هنا قهرُ هذا الفكر، فالوسواسُ في النهايةِ فكرٌ سخيفٌ يتسلَّط على الإنسان دون منطق! لكن إدراك الإنسان له وفهمه يجعله يُواجهه ويَدْحَرُه ولا يتابعه، بل يتبع الفكرة المضادة له تمامًا، فيتخلص منه بلا رجعة؛ وإن كان لك موقفٌ ما من المعاشَرة، فهذا أيضًا مما يجب أن تُصحِّحي مفاهيمك نحوه. لا شك أن الزواج سنة الأنبياء والمرسلين، وهو مِن المعاني التي فطر الناس عليها لاستمرار البشرية إلى أن يشاء الله، وهو مِن آيات الله؛ فقال تعالى: ﴿ وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً ﴾ [الروم: 21]. الزواجُ مِن سنن المرسلين، وهدي الصالحين، وقد أمر به ربُّنا جل وعلا في كتابه بقوله: ﴿ فَانْكِحُوا مَا طَابَ لَكُمْ مِنَ النِّسَاءِ مَثْنَى وَثُلَاثَ وَرُبَاعَ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تَعْدِلُوا فَوَاحِدَةً أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ ذَلِكَ أَدْنَى أَلَّا تَعُولُوا ﴾ [النساء: 3]، كما رغب فيه سيدُ المرسلين بفعله، وحثَّ عليه بقوله: ((وأتزوَّج النساء، فمَن رغِب عن سنتي فليس مني))؛ أخرجه البخاري، ووجَّه شباب الأمة إلى المبادَرة بالزواج حيثما يجد أحدهم القدرة على تحمُّل المسؤولية، والقيام بشؤون الحياة الزوجية؛ حيث قال: ((يا معشرَ الشباب، مَن استطاع منكم الباءة فلْيَتَزَوَّج؛ فإنه أغضُّ للبصر، وأحصن للفرَج، ومَن لم يستطعْ فعليه بالصوم، فإنه له وِجاء))؛ رواه البخاري ومسلم. فبالزواج يزرع الحب الحقيقي وينمو ويثمر؛ قال تعالى: ﴿ وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً ﴾ [الروم: 21]، ولا ينبغي لك أن تقبلي أي خاطب، بل يجب أن تدرسي أخلاقه وصفاته وأخلاق وصفات أسرته الكبيرة، وأن تعرفي وعائلتك عنه ما يلزم؛ كي تشعري بالأمان والاطمئنان وتتقبلي الحياة معه في ظل القناعة والرضا والقبول والحب. عندما تفهم الفتاة معنى الزواج، وتتعلَّم كيف تتعايش معه، ستصير الأمور أسهل، واعلمي أن الزواج إضافة رائعة لحياتك، وليستْ نقلةً مِن حياةٍ لحياةٍ. احتفظي بأحلامك، بهواياتك، بصداقاتك، بحياتك، وأضيفي لها زوجًا تُحبينه وتغدقين عليه الحب والحنان، تعيشين معه وليس له، حينها لن تجدي الزواج قيدًا، فحِفاظك على الاستقلال العاطفي ببقاء حبك لنفسك وأهلك وصديقاتك وهواياتك وحبك لزوجك وبيتك وأطفالك بنفس القدر وبحدود المسؤولية - سيجعلك تعيشين روعة الحياة. وفقك الله، ويَسَّر لك الخير والسعد اسأل الله لك التوفيق والهدوء والراحة وأن يوفقك في حياتك ويسهل كل أمورك ويجعل حياتك سكينة واطمئنان نسعد بتواصلكم معنا ولمزيد من الاستفسار يرجى الاتصال على هاتف الارشاد الأسري (920001421) ، ولحجز موعد للإرشاد بالمقابلة الاتصال على الرقم 920001426 ونرجو زيارة موقع الجمعية والتعرف على دورات الجمعية مجانا والاشتراك بها من خلال الرابط http://almawaddah.org.sa/activities كما نرجو منكم الضغط على الرابط لقياس جودة الخدمة المقدمة من الارشاد الالكتروني https://goo.gl/forms/erzCjkIkIaavpZ9f مع تحيات المستشارة الالكترونية / فاطمة باسعد.