التواصل الفعال بين الزوجين
الإستشارة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
متزوج حديثاً وخلال هذي الفترة حصلت نقاشات كثيرة منها ما هو سهل وميسور ومنه ما هو يستحق النقاش خلال هذه الفترة أصبحت زوجتي لا تتحمل النقاش الا بما يستحقه. و عندما اتناقش او أتحاور معها لا تتجاوب و ليس لديها رغبه في الحوار فأفضل تأجل الحوار لوقت ثاني .ماذا افعل جزاكم الله خير .

الإجابة

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته : نبارك لكم حلول شهر رمضان المبارك اعادة الله علينا وعليكم اعواماً عديدة وازمنة مديدة ونحن بصحه وعافية ، أهلاً وسهلاً ومرحباً بك اخي الكريم ، نشكر ونثمن لك تواصلك مع موقع الاستشارات الالكترونية بجمعية المودة للتنمية الأسرية ، وهذا يدل على سعيك ، واجتهادك ، ورغبتك ، وهمتك العالية في سبيل تحقيق الاستقرار والسعادة لحياتك الزوجية والأسرية ، وهذا إن دل على شيء فهو يدل على رجاحة عقلك واستقامة خلقك وسعة حلمك ، نسأل الله أن يحفظك وزوجتك من كل مكروه ، كما نسأله سبحانه وتعالى أن يرزقنا الإخلاص في القول والعمل . اولاً : أحب إن أوضح لك أخي الغالي في مثل هذه الحالات يتطلب الأمر سماع الطرفين من أجل معرفة الأسرار الفعلية للمشكلة والوصول إلى الحقائق والأسباب الدفينة ؛ لأن سماعها من طرف واحد قد لا تتضح المشكلة ، أخي الكريم إن المشاكل قد تكون أسبابها من طرف الزوج أو الزوجة أو مشتركه بينهما ، او من اطراف اخرى . الا اننا سوف نجيب على استشارتك بشكل عام لعلك تجد ما يساعدك في حل المشكلة . عزيزي : كثيرة هي منغصات الحياة ، ولكننا إذا توقفنا عند كل منها فإننا سوف نسير للخلف ، وندور حول حلقات مفرغة تؤثر سلباً على حياتنا ، لذلك فإن كثيراً من المشكلات يمكن التغلب عليها بطرائق وأساليب تتناسب مع كل مشكلة منها ، فلابد من معرفة الأسباب الفعلية للمشكلة حتى يتم علاجها . ثانياً :- النقاش العقيم واحدة من المشكلات الكبيرة التي تواجهنا جميعاً ليس فقط على مستوى الحياة الزوجية وإنما في جميع المجالات ، وقلَّما نفكر جديّاً بالأسباب التي تجعل من النقاش عقيماً وغير مفيد ، بل نكتفي عادةً بالتمسك بموقفنا ورمي المسؤولية على الطرف الآخر ما يجعلنا ندور في حلقة مفرغة لا نهائية !. تعال اخي الغالي نفكر معاً بالأسباب الحقيقية للنقاش العقيم بين الزوجين ، العقبات والصعوبات التي تقف في وجه الحوار الفعال بين الأزواج ، وكيف يمكن للزوجين الحفاظ على حوار ونقاش مثمر وفعال ، كيف يمكن أن يبقى الهدف من النقاش قائماً دون أن يفقد الزوجان البوصلة بعد دقيقتين من النقاش ! حيث يتحول الحوار إلى شجار أو جلسة تبادل اتهامات او عدم قبول الحوار . في البداية لا بد من فهم طبيعة تطور النقاش والحوار بين الزوجين على مدى زواجهم ، فحدود الحوار وشكله في سنوات الزواج الأولى ستتغير بشكل كبير مع الوقت ، وحوار الزوجين قبل الإنجاب ليس كحوارهما بعد الإنجاب ، وفي سبيل فهمٍ أعمق للعوامل التي تؤثر على النقاش والحوار بين الزوجين في مراحل الزواج المختلفة يمكن أن نذكر المراحل الزمنية للحوار الزوجي: ( الحوار للاستكشاف – الحوار بين الزوجين قبل الانجاب – حوار الاباء او النقاش بعد الانجاب – نقاش الازواج الناضجين ) . يبدأ الحوار للاستكشاف قبل الزواج ، ويستمر عملياً خلال الشهور الأولى أو السنة الأولى من الزواج على أبعد تقدير، هذا الحوار غالباً ما يكون كفيلاً بإظهار الكثير من الجوانب المخفية في شخصية الشريك ، بغض النظر عن هدف الحوار الرئيسي ، فإن حوار الاستكشاف يؤدي في النهاية إلى اكتشاف عميق للسمات الشخصية والتفضيلات لكل من الزوجين مهما كان موضوع النقاش ، عادة ما يكون هذا الحوار مركزاً حول المستقبل القريب والبعيد ، التفضيلات ، الأفكار والمعتقدات ، ورسم ملامح الحياة المقبلة بتفاصيلها ، وغالباً ما يكون الشريكان أقل جرأة في التصريح عن مشاعرهما الحقيقية لأن عتبة الاحتمال والصبر ما زالت مرتفعة ببساطة . إن السبب الأول والرئيسي لفقدان التواصل الفعال وفشل النقاش بين الزوجين هو تشوّه الأهداف من النقاش والحوار الزوجي ، فغالباً ما تغيب الأهداف الحقيقية للحوار بين الزوجين ، وتحلُّ محلها أهداف شخصية تتعلق بإثبات الذات والتغلب على الخصم -الذي هو الزوج أو الزوجة في هذه الحالة . ثالثاً:- نتعرَّف معاً على أهم القواعد والنصائح لإعادة بناء الحوار والتواصل الفعال بين الزوجين : مهما كان الموضوع... المهم طريقة طرحه !إن موضوع النقاش نفسه لا يمكن أن يكون هو المشكلة ، بل أفكار وعادات وممارسات كل من الزوجين في الحوار هي التي تحدد إلى أين تسير الأمور، ولذلك يجب أن يفكر كل طرف على حدة بالعادات السيئة التي يجب أن يتخلص منها أثناء الحوار أكثر مما يفكر بطبيعة الموضوع ، المواضيع نفسها لا يمكن أن تقود إلى شجار، هناك أزواج يناقشون أكثر المواضيع حساسية دون أن يسمع أحد صوتهما ، وهناك أزواج يسمع الجيران صراخهما وهما يناقشان وجبة الغداء!. وعلى الرغم من إيماننا الكامل أن طبيعة الموضوع ليست ذات أهمية كبرى بقدر ما هي طبيعة الأزواج ومنهجهم بالنقاش . 1- لا تؤجل المواضيع الصعبة لأنها ستصبح أكثر تعقيداً ، اطرح المواضيع المهمة والمعقدة للنقاش في وقتها ، ولا تعتقد أن الأمور ستحل نفسها بنفسها ، هذا لا يحدث عادةً!. 2- اختر التوقيت المناسب لطرح الموضوع ، والمكان المناسب لذلك ، واهتم بحالة الشريك في وقت طرح الموضوع للنقاش . 3- اجعل الاحترام هو الأساس في طرح الموضوع للنقاش . 4- لا تقدم الموضوع وكأنه محسوم ، بل اطرحه للنقاش ، بمعنى أن تختار كلماتك بشكل جيد لفتح الحوار وطلب المشورة ، وأن تستمع جيداً لرأي الطرف الآخر . 5- راقب لغة جسدك ولغة جسد شريكك أثناء النقاش ، واحرص على تلقف الإشارات اللفظية وغير اللفظية التي تخبرك إلى أين يسير النقاش . 6- اطرح المواضيع التي تستحق النقاش والهامه ، ربما زوجتك طبيعتها وسماتها الشخصية لا تجعلها تناقش الا المواضيع الهامه من وجهة نظرها . 7- انصحك بالالتحاق بدورات عن (مهارات الحوار بين الزوجين ) . نسأل الله أن يمن عليكم بالحياة السعيدة ، والمستقرة . وان يصلح حالكما ، وإن كنت بحاجة إلى استشارة هاتفية لا تتردد بالاستعانة بالمختصين في جمعية المودة للتنمية الأسرية عن طريق الإتصال على الهاتف رقم : ( 920001421 ) أو حجز استشارة بالمقابلة على الهاتف رقم : ( 920001426 ) وهي قائمة على مبدأ السرية التامة ، ختاما نكرر شكرنا لك على ثقتك في جمعية المودة للتنمية الأسرية . تشرفنا بخدمتكم ونأمل منكم تقييم الخدمة عبر الرابط التالي https://forms.gle/KDgTTLWWs1T8uvKP8 جمعية المودة للتنمية الأسرية .