ولدي المراهق
الإستشارة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
أبني المراهق تعرف على فتاة في وسائل التواصل وبينهما رسائل بذيئة..ارجوكم افيدوني كيف اتصرف معه وهذا ابني البكر وأول مراهق في أسرتي .
الإجابة

بدايةً نشكر لك ثقتك في برنامج الإرشاد الإلكتروني بجمعيه المودة للتنمية الأسرية و حرصك على التربية الصحيحة واهتماك بأسرتك ويسعدنا تواصلك والإجابة على استشارتك. أختي الكريمة يتضح من خلال تفاصيل استشارتك التلخيص التالي (ابنك المراهق كيف تعدلين سلوكه الخاطئ). أولا اكرر شكري لك أيتها الأم الرائعة فبحثك عن الحلول من المتخصصين هو دليل على وعيك وحرصك على تربية ابنك التربية الصحيحة واسأل الله تعالى أن يقر عينك بأبنائك وأن يصلح جميع أبناء المسلمين، ومن المهم بدايةً أن تتعرفي أختي الكريمة على هذه المرحلة العمرية ثم أسباب هذه السلوكيات والحلول المقترحة وضمن الأسباب والحلول سأتكلم عن وسائل التواصل .وأريد منك أيتها الأم الوقورة أن تفهمي هذه المرحلة وخصائصها وأن تفهمي الأسباب وذلك ليسهل عليك الحل وتتقني التعامل مع ابنك بإذن الله. أولا: المراهقة هي مرحلة عمرية انتقالية ينتقل فيها الشخص من مرحلة الطفولة الى مرحلة النضج والوعي الكامل ، ومن خصائص بدايات هذه المرحلة العمرية التغير من الناحية الجسمانية  وتغير الصوت، والمراهق من الناحية الشخصية والنفسية لا يعلم هل يتصرف كطفل او كرجل و يتمرد على القوانين وعدم الاستقرار في التصرفات والتسرع والعناد والتهور وإبداء الرأي والتصلب والجدال لإثبات صحة ما قال وفعل وكثرة الأسئلة وتغير المزاج قد يحدث عدة مرات في اليوم والرغبة في تجربة أشياء جديدة والبحث عن المسؤولية أو التهرب منها والانطواء والخجل ويحكم هذه السلوكيات تعامل الأسرة والأصدقاء والمؤثرات الخارجية من وسائل التواصل وثقافة المجتمع الذي يعيش فيه المراهق، ولذلك فإن من عمر 13 سنة الى 24سنة قد تتغير شخصية الفرد جذرياً عدة مرات وخاصة إذا كان لديه اضطرابات نفسية وعدم استقرار نفسي. ثانياً: الأسباب وسأركز هنا على أسباب السلوك الخاطئ الذي وجدتيه عند ابنك ، اختي الكريمة يجب أن تبحثي في المسببات لأي سلوك يواجهكِ من الأبناء ويجب أن تعلمي أنكِ انت وزوجك بتفاهمكم وما توفرونه لأبنائكم من تربية صالحة وعطوفة لها أثر جيد على سلوكيات الأبناء، وأذكر لك أن من أهم أسباب الانحرافات في فترة المراهقة القسوة والتوبيخ والرسائل السلبية بالكلام الجارح وكذلك عدم مبالاة الوالدين والإهمال وعدم الرقابة والتدليل الزائد، والصحيح في هذه المرحلة العمرية أن يعامل الأبن بتقدير واحترام وتفهم وأن نتقبل نقاشة وتصرفاته وأن نحاوره بعقلانية بعيدا عن الانفعالات لأن ذلك يعزز شخصيته ويجعله منفتح مع ابويه ويخبرهم بما يريد أن يسأل عنه، وأيضا فإن الوازع الديني للأسرة له دور جوهري وأن يكون الأب والأم قدوة لأبنائهم في المحافظة على مسلمات ديننا الحنيف وكذلك فإن المشكلات الأسرية لها دور في سوء سلوك الأبناء ومن المهم أختي الكريمة التنبه لوسائل التواصل الاجتماعي فهي سلاح ذو حدين وترك الأطفال يستخدمونها بدون تحصين ورقابة وتوجيه فإنها بلا شك سيكون مضرتها أكثر من نفعها ولذلك يجب تحصين الأبناء بالدين والأخلاق الحسنة والصدق وفتح جميع أبواب الحوار والتقبل لما يسألون عنه والإجابة بطريقة تلامس تفكيرهم وبشكل عقلاني من غير غضب أو فرض لرأي وبالحجة والبرهان لأن ذلك يجعل الأبناء يخبرونكم بما شاهدوا ويطلبون مشورتكم ويشاركونكم مشكلاتهم التي تواجههم وكذلك من المهم التنبه للأصدقاء سواء من الأقارب أو المدرسة أو الحي وخاصة التعارف الإلكتروني في ألعاب أو وسائل تواصل فبعضهم ذئاب مسعورة وقد يتسببون في ضياع الأبناء وانحرافهم وذلك لجهل الأبوين بخطورة الموقف أو ثقتهم الزائدة أو إهمالهم، وكذلك فإن عدم تسليم الابن أو البنت لمسؤوليات في هذا العمر ووقت الفراغ له أثر سيء عليهم فمن الواجب الاعتماد عليهم وتنمية مواهبهم وإشغال وقت فراغهم بما ينفعهم ومن الواجب على الأب أن يصاحب الأبن والأم تصاحب البنت في هذا العمر وأن يتفهموا أخطاء الأبناء في هذه المرحلة العمرية وأن يقدموا لهم النصيحة والمشورة والتحصين ضد السلوكيات الخاطئة وأن يبينوا لهم تقديرهم ومحبتهم بتعامل الحسن لأنهم العون بعد الله في المستقبل. ثالثا: الحلول والعلاج لما رأيتِ على ابنك من سلوك، وطريقة التعامل معه؛ ومما سبق من توضيح للمرحلة العمرية والأسباب نستعد أختي الكريمة بداية منكِ أولاً ومن الأب فيجب أن تتوكلوا على الله وأن تخلصوا الدعاء للأبناء بالهداية والصلاح ثم ترتبين لجلسة مصارحة تستعدين لها مسبقا وتتخيرين الوقت والمكان المناسب لكِ ولابنك وتكوني متفهمه لحالته النفسية ومشاعرة وتقدرين خصوصياته وعدم التطفل المذموم عليه الذي يضره ولا ينفعه وأعلمي  أنه يجب عليك أن تتحلين بالصبر والمرونة والحوار الملامس لتفكيره ومشاعرة والمثبت بالبراهين المقنعة وعدم التصلب لرأي أو الغضب أو الكلام الجارح أو العقاب الجائر وان يكون كلامك في جلسة المصارحة يبدأ أولا بتحفيزه وذكر محاسنة وتعزيز السلوك الذي ترينه مميزا فيه والاستشهاد بمواقف جيدة له ثم تبدئين بتحفيز جانب الصدق والصراحة وأن الإنسان الصادق يحبه الجميع واستشهدي بالصادق الأمين خير البشر اجمعين عليه افضل الصلاة والتسليم وكذلك تكلمي عن ان الكذاب انسان غير مرغوب به لما لذلك من اثار كارثية على من حولة واستشهدي على ذلك وكل ذلك وهو يلامس حنانك وعطفك عليه ثم اسأليه بما يزعجك في وسائل التواصل وسوف يجيبك ... وسواء أنكر أو أعترف لا تخوضي في التفاصيل وبادريه أنك لا تتوقعين ولم تربينه على هذا السلوك الذي يؤدي الى كبيرة لأنه ينتهك حد من حدود الله ، وأحرصي أختي الكريمة على التحصين دائما بتوضيح بشاعة السلوك والاستدلال على ذلك لأنه يشبع رغبته المعرفية، ثم تكلمي عن العقوبات في الدنيا والأخرة . واخبريه أنك ترينه رجل يعتمد عليه وعززيه وافتخري به وقولي له سنوات وهو موظف وتتطلعين بفارغ الصبر لتفرحي بزواجه وابناءه ونجاحه في حياته هدفك انت ووالده ، ثم تابعيه وقيمي الوضع ويكون متابعتك له ومراقبتك من غير تطفل على خصوصيته وعززي صراحته وصدقة اذا فعل ذلك واذا عاد للكذب فصبري وعاقبي وكوني مرنه لتكسبيه ولا تخسريه بالقسوة وسيتعدل سلوكه بإذن الله. وأريد ان أنبه لتنظيم الوقت واستغلال وقت الفراغ وعدم ترك الأبناء خاصة عند النوم يستخدمون وسائل التواصل لأنها تفاقم الوضع وتهدم ما بنيتي من اخلاقيات حسنه وتربية سليمة، واخيراً سائلاً المولى عز وجل أن يصلح لكم أبناءكم. ونسعد بتواصلكم معنا ولمزيد من الاستفسار يرجى الاتصال على هاتف الارشاد الأسري (920001421) ، ولحجز موعد للإرشاد بالمقابلة الاتصال على الرقم 920001426 .