روحانية الحج في أزمة المشكلات
الإستشارة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كيف استطيع استشعر الاجواء الروحانية في أداء فريضة الحج وأنا أعاني من مشكلات أسرية تجعلني في حالة قلق؟
الإجابة
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته  نشكر لك ثقتك في برنامج الإرشاد الإلكتروني بجمعية المودة للتنمية الاسرية. و يسعدنا تواصلك و الإجابة عن استشاراتك :  مما لا شك فيه أن الحج  هو العبادة الجامعة الشاملة لجميع العبادات، وهي العبادة التي تذكرنا بالدنيا والآخرة و من خلالها ترتقي أرواحنا و تسمو إلى مرحلة لذة الإيمان و التقرب إلى الله ، وهي التي تعيد برمجة أنفسنا لتعود بها إلى الفطرة السوية كما أن الحج فرصة ليخلو المرء بنفسه مناجيا ربه ، متتاسيا تلك الهموم الدنيوية و كل ما يتعلق بها ، مستشعرا لذة العبادة ، فالحج رحلة أرواح وقلوب.  فهي رحلة ربانية هدفها أن يتزود القلب منها بالإيمان والتقوى، ويحصل فيها على  النور والبركة والمغفرة، وأن السبيل إلى ذلك هو أن لا ننشغل أو نشغل قلوبنا إلا بالله ، وأن يكون هدفنا الأساسي هو تحقيق التقوى والهدى والمغفرة والرضوان من الله . أخي المبارك نحن ندرك أن المرء لا يخلو من أي مشكلات تعترضه سواء كانت أسرية أو اقتصادية أو غيرها من المشكلات و لكن هذه المشكلات تصغر و تتلاشى عندما نستشعر لذة العبادة لأن النفس تسمو عند مناجاة ربها و تحلق بعيدا في فضاء الإيمان طلبا للمغفرة و الرضوان. و هذه بعض الارشادات و هي عبارة عن ثلاث محطات  لتعينك على استشعار لذة العبادة في الحج لعلها تكون مفتاحا لك إن شاء الله : أولا : المحطة الأولى قبل الحج: التهيؤ و الاستعداد قبل الحج: و يكون ذلك من خلال الاستعداد النفسي للقيام بهذه الفريضة العظيمة و التي هي الركن الخامس من الإسلام ، و يتأتى ذلك من استشعارك بأنك في رحلة إيمانية مستحضرا تلك الصور و اللحظات الجميلة و أنت تؤدي مناسك الحج و أنك تسير على خطا نبيك محمد.صلى الله عليه و سلم ، كل ذلك سيكون باعثا لك إن شاء الله على الراحة النفسية و أنت مقبل على أداء الحج . و من الاستعداد للحج أيضا يتعين عليك أن تودع و تتسامح مع الجميع قبل ذهابك للحج ( أسرتك - أقاربك - أصدقاؤك ) طالبا منهم الدعاء لك بالتوفيق في حجك ، فهذا كفيل إن شاء الله أن يذيب أي رواسب بينك وبينهم . ثانيا : المحطة الثانية أثناء الحج: الإقبال على أداء مناسك الحج مخلصا لله عز و جل : ولكي يكون الحج مبرورًا ينبغي للحاج أن يتوجه إلى ربّه صادقًا مخلصًا بالدعاء والرجاء، والتوبة والاستغفار منقطعا عن أمور الدنيا و ما يشغله فيها ، و يستشعر عظمة شعائر الحج و ألا يفرط في واجب من واجباته، وألا يهمل آدابه وسننه، وأن يكثر فيه من الطاعة والتعبد وأن يكون مثلا طيبا لمكارم الأخلاق، وأن يتحدث بلين الكلام، وأن يتحمل ما قد يقع من غيره من هفوات، وأن يعفو ويصفح، وأن يعود من الحج زاهدا في شهوات الدنيا، راغبا في طاعات الآخرة، عاقدا النية على دوام الإنابة والاستقامة، فالله جل جلاله يقول: ( الحَجُّ أَشْهُرٌ مَعلومَاتٌ فَمَنْ فَرَضَ فِيهِنَّ الحَجَّ فَلَا رَفَثَ ولاَ فُسوقَ ولاَ جِدالَ فِي الحَجِّ، ومَا تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ يَعْلَمْهُ اللهُ، وتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزّادِ التَّقْوَى واتَّقُونِي يَا أُولِي الأَلْبابِ ) والرسول صلّى الله عليه وسلم يقول : ( مَنْ حَجَّ فَلم يَرفثْ ولم يفسُق رجَع كيومَ ولدتْه أمُّه ) . المحطة الثالثة : ما بعد الحج : كما ذكرنا سابقا في حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم أن الحاج يعود من الحج كيوم ولدته أمه ، خاليا من الذنوب ، سليم القلب ، و يبدأ حياته بصفحة جديدة يملؤها بالطاعات و التقرب إلى الله و التسامح مع الآخرين خاصة أسرته ، يتجاوز عن هفواتهم و يغض الطرف عن زلاتهم قربةً إلى الله ، و يجاهد نفسه في ذلك مع الاستمرار و الديمومة ، و سيرى أثر ذلك في حياته و سلوك زوجته و أبنائه إن شاء الله تعالى .وللمزيد نأمل الاتصال على هاتف الارشاد الأسري (920001421) ،من الساعة 9 صباحا وحتى الساعة 1م ومن الساعة 5م حتى الساعة 9م ولحجز موعد للإرشاد بالمقابلة الاتصال على الرقم 920001426 حيث يوجد لدينا مستشارين ومستشارات ذو كفاءة عالية وبسرية تامة .كما نرجو زيارة موقع الجمعية والتعرف على دوراتنا والاشتراك بها من خلال الرابط http://almawaddah.org.sa/activi.ties ونأمل منكم الضغط على الرابط لقياس جودة الخدمة المقدمة من الارشاد الالكتروني https://forms.gle/KDgTTLWWs1T8uvKP8تاما أخي نسأل الله أن يتقبل منك حجك و يجعلك من الصالحين المصلحين .معكم المرشد الأسري /أ.علي بانقيب.