حديثة الزواج
الإستشارة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
متزوجة من ثمانية أشهر ووضعي مستقر مع زوجي بس مرة اتعب من الإنتقاد او حتى اي كلمة مو حلوة. اذا قال لي اي شي على طول ازعل و ابكي. اتحسس اذا سمعت منهم اي نقد حتى لو شي بسيط. و الشي هذا يأثر بعلاقتي معه . وقد اخبرني اذا استمر الوضع بتصير بيني و بينه حواجز لأنه كثير اوقات مايقدر يقول لي اي شي يضايقه عشاني ابكي و اتحسس و خلاص يسكت و يكبت بنفسه. و عندي غيرة وحب تملك مره قوي ناحيته. ماعرف كيف اتصرف.أفيدوني.
الإجابة

بداية نشكر لك ثقتك في برنامج الارشاد الالكتروني بجمعيه المودة للتنمية الاسرية ونوحيي فيك حرصك ونسعد بالرد على استشارتك. اختي الكريمة يتضح من خلال تفاصيل استشارتك التلخيص التالي (اضطراب وتوتر في العاطفة نتيجة للغيرة وحب التملك). أختي الكريمة احيي فيك بحثك عن الاستشارة من المتخصصين، وهذا يدل على أنك صاحبة عقل راجح وتفكير سليم، وأنت وضحت في استشارتك السلوك الذي ترين أنه مضر بعلاقتك مع زوجك وهذا يدل على أنك زوجه صالحة فأسأل الله سبحانه أن يسعد حياتكم،،، أختي الكريمة ملاحظتك الدقيقة لسلوك الغير مرغوب به من التحسس من أي انتقاد من الزوج والغضب والاستثارة للعواطف بالبكاء والغيرة المفرطة وحب التملك الذي يظهر منك تجاه زوجك له مسببات كثيرة منها تغيرات وتقلبات الحياة التي توجه الانسان فأنت الان تمرين بتغير من انتقالك من مسكن اسرتك الى تكوين اسرة مع انسان اخر هو زوجك وهذا التغير يضطرك الى التحفز والتوجس لكل جديد من التعامل مع الطرف الأخر وهذا أمر طبيعي ويكون غير طبيعي إذا زاد عن الحد، وهنالك عوامل شخصية مرتبطة بشخصيتك مثل التفكير السلبي والتشاؤم والرسائل السلبية والشك، ويكون سبب هذه التفكير والتشاؤم والشك إما عدم الثقة بالله أولاً ويترتب على ذلك عدم الثقة بالنفس أو الخبرات السيئة السابقة أو التنشئة والتربية إما بدلال الزائد أو العقاب المفرط أو أن تكون هذه الحالة في قريب سواء اب أو ام وينتقل هذا السلوك بالمعاشرة مما يتسبب في فقدانك السيطرة على عواطفك وبذلك تؤثر على سلوكك وتعاملك مع من حولك، وهذه الحالة معظم الناس تمر عليهم وحلها سهل وبسيط ويعتمد عليك وأنت قادرة بإذن الله أن تكوني زوجه صالحة توفر السعادة لها ولزوجها وابناءها في المستقبل وتكون قادرة على مواجهة مصاعب الحياة وإدارة أزمات الحياة بكل جدارة وثقه، ولذلك اختي أولا: يجب عليك أن توثقي علاقتك بالله سبحان لأنه مصدر الطمأنينة والراحة النفسية الأول وليكن أساسه الإيمان بالقضاء والقدر وأن الله أرحم الراحمين والمقدر والمعين وواضبي على الصلوات في وقتها وقراءة القران والأذكار وأكثري من قراءة القرآن لأن القرآن شفاء وعلاج للروح، ثانياً: أختي الكريمة تحكمي في الرسائل والأفكار التي تجول في خاطرك من حديث النفس فكثير من هذه الرسائل تكون سلبية ولها أثر نفسي بالتشاؤم والشك وعدم الثقة بقدراتك أو بمن حولك فيجب عليك أن تتجاهليها وان تبتعدي عنها والاساليب كثيرة لطردها منها التجاهل وارسال رسائل اجابيه وتكرار ذلك ومنها الانشغال وتغيير الموضوع ومنها التأمل وهذا علاج جميل بأن تتأملي مثلاً كرم الله عليك بأن وفقك بزوج صالح أو ان الله رزقك الصحة في البدن والعقل وان تقارنينها بغيرك ممن لم يحصلون على ذلك وتكثرين من الحمد والاستغفار، ثالثاً: تعزيز الثقة بنفسك وقدراتك وتنميتها وهذا يكون بالتدريب والقراءة والتعامل مع الحياة ومن أهم معززات النفس هو الصبر والتعقل والتأني وتكتسبين ذلك بتعويد نفسك على المسؤولية والاتقان في العمل ولو كان شيء بسيط وأن تقدري نفسك ولا تتأثري برأي شخص أخر قد يكون له تأثير سلبي عليك، أقبلي النقد الإيجابي وتعاملي معه بأنه مكسب وفائدة لأنه يطورك ويفيدك ولا تستمعي للنقد السلبي وتجاهليه، عودي نفسك على التحدي بأن تحققي شيء مفيد لك أو لمن حولك، عودي نفسك على مساعدة الناس والتطوع ولو بالكلمة الطيبة فهذا له تأثير رائع في التسامح مع النفس وتعزيز القدرات الذاتية، أعرفي عيوبك وتغلبي عليها وهذا من أفضل أنواع التحدي التي تعزز وتقوي النفس، رابعاً: اختي الكريمة أنت ملكة البيت وأساس النجاح فيه فأنت مثل قبطان السفينة والحياة هي البحر فتعاملك وحسن أدارتك توصلك لبر النجاة وأهم شيء هو علاقتك بزوجك فيجب أن تدربين نفسك على الثقة بزوجك وبتصرفاته وأن تتعاونين معه وتصارحينه بما هو مفيد لحياتكم وأن تهتمي به وتوفري له المناخ الأسري الصحي الذي يرغبه فيك ويكون جاذبا له من الكلام والاستقبال الطيب وحسن الكلام والتجمل له والاهتمام بما يهمه ويحتاج له في المنزل واعلمي أن الزوج تأتي عليه فترات يكون فيها مرهق فيحاول الانسحاب والخلوة لتفكير أو لراحة وهي أشبه بالدورة الشهرية لدى الأنثى فيجب أن تتركيه ولا تقلقي عليه لأنه سيعود لك أفضل أذا وفرتي له ما يحتاج من هدوء وراحة ولا تساورك الشكوك فيه فهو شريك حياتك و مقدار حبك له يتضح بالتعامل الراقي والمهذب والصبر على بعض الهفوات والتعقل وحب ما يحب الزوج وتقدير أهله وبخاصه والديه وإجلالهم في التعامل وحثه على الاهتمام بهم ومواصلتهم لما لها من أثر فهو سيبادلك نفس الشعور ويزيد حبه وتقديره لك، وقد يحدث أن ترين من زوجك ما يضايقك فمن المهم عدم التعجل والتسرع في الحكم فهذا قد يولد مشكله أكبر ولكن عودي نفسك على الصبر والتريث حتى تهدئي وأختاري الوقت المناسب لك وله ثم تحدثي معه بحب وبمكانته لديك وناقشيه بعقلانية وباختيار الكلمات المناسبة والابتعاد عن التجريح أو الظن وشك وابدالها بحسن الظن والتفهم وتأكدي أختي الكريمة أن تعاملك مع زوجك هو قياس النجاح لحياتكم، أيضاً اختي الرجل بطبيعته لا يحب كثرة الأسئلة أو ان يكون في دائرة الشك والاتهام وهذه من المنفرات التي تضر الحياه الزوجية ولكن بتعاملك الجيد معه وابداءك للثقة به والتقدير له وحسن التصرف سيكون هو من ذات نفسه يخبرك بما لديه وهذا تصديقاً للمثل وراء كل رجل عظيم امرأة، ولذلك كوني قوية في كبح السلوكيات التي ترينها من سرع التأثر والبكاء وعدم تقبل الكلام والغيرة وحب التملك بما اشر عليك سابقا، وكذلك أريد أن اشير عليك بأشياء لها تأثير منها الاصحاب والأقارب فبعضهم يكون له تأثير سلبي إما بتصرفاته أو أراءه ومشورته أو ان يكون متشائم ويرسل لك رسائل سلبية تتأثرين بها فبتعدي عنهم وابحثي عن المتفائل صاحب الخلق الحسن وتقربي منهم ، كذلك أختي الكريمة للعادات اليومية أثر على النفسية وأريد منك التحدي مع نفسك في وضع برنامج يومي لكل في النوم والصحيان والوجبات لأن النوم له دور إذا انتظم في الراحة النفسية وكذلك الرياضة فحاولي أن تمشين لمدة ساعة يوميا وكذلك التعرض لأشعة الشمس فهي مفيدة جدا، كذلك أختي حاولي أن تتعودي أن تكوني مرحة  وإدخال السرور لك ولمن حولك وبخاصه زوجك،،،،، أختي الكريمة انت تستطيعين أن تطوري حياتك وتجعلي حياتك الأسرية عبارة عن ملاذ وجنه لك ولزوجك ولكن بتحكم والتصرف السليم والصبر والبدايات في تكوين الاسرة تمر بمثل ما يحدث لك ولكن بتعلم والممارسة والقراءة تطورين حياتك وتكسبين من حولك بخلقك الجميل وتصرفك الحكيم ونحن في جمعية المودة تقام اسبوعيا دورة تأهيل الفتيات والشباب للزواح على الرابط http://almawaddah.org.sa/activi.ties ارجو منك حضورها واخبار زوجك ايضا بحضورها لأن بها من المعلومات القيمة التي تفيدكما في حياتك الزوجية. وأخيراً أسأل الله سبحانه أن يجعل حياتكم سعيدة وأن تحققين طموحاتك وتحدياتك وان يرزقكم الذرية الصالحة وأن يدلكِ الى خيري الدنيا والأخرة .