ابنتي وانحرافها
الإستشارة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لدي ابنه تبلغ من العمر ١٨سنه اكتشفت انها بعمر ١٥ تحادث شباب فضربتها وعاقبتها ثم تابت وعادت بعمر ١٦ للمحادثات مره اخرى فحتويتها وبينت لها ان هذا حرام وتعاملت معها بكل حنيه واعدت الثقه بيني وبينها والان في عمر ١٨ اكتشفت انها تمارس العاده السريه مع شباب كتابياً ????
أفيدوني أفادكم الله كيف اتعامل معها ( مع العلم ان والدها لايعلم شيئاً )
الإجابة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته بداية نشكر لك ثقتك في برنامج الإرشاد الإلكتروني بجمعية المودة للتنمية الاسرية. ويسعدنا تواصلك والإجابة عن استشاراتك: أختي الفاضلة نسأل ألله أن يصلح لك النية والذرية وعودة على ما ذكرتيه في تفاصيل الاستشارة نجد أن مشكلتك تتلخص أن ابنتك وفقا للمرحلة العمرية فهي في أواخر مرحلة المراهقة حيث أنها تبدأ من سن (١٨) عاما وما فوق، وبالتالي هي في مرحلة انتقالية من مرحلة المراهقة إلى مرحلة الرشد، وهذا الانتقال يختلف بين المراهقات، فهناك من يكون انتقاله سريعا والبعض بطيئا، وهذا الاختلاف نتيجة اختلاف النضج العقلي والنفسي لكل شخص، لذا ينبغي على الأم مراعاة ذلك بين أبنائها. والآن اختي الفاضلة سوف نناقش الدوافع التي جعلت ابنتك تقوم بهذه السلوكيات السلبية، والتي يمكن اجمالها في الآتي: ضعف الوازع الديني لديها نتيجة الغفلة عن التربية الإيمانية في البيت والمتابعة من الوالدين، وضعف الرقابة الذاتية لديها وهي مرتبطة بما سبق، وكذلك قد تكون نتيجة منحها الثقة المطلقة. وقد يكون هناك فجوة كبيرة في العلاقة بينك وبينها وكذلك والدها، فربما ابنتك واجهة مشكلات نفسية أو نقص العاطفة والاحتواء ، ولم تجدك بجانبها كصديقة للبوح لك عن هذه المشكلات فقد تكون شخصيتك قوية أو منشغلة عنها أو فقد قناة الحوار والتواصل أصلاً بينكما ، فلجأت إلى التحدث مع الشباب من فترة إلى أخرى رغم وعودها لك وربما يكون لديها صحبة سيئة ترشدها إلى الاستخدام السيء لمواقع التواصل الاجتماعي، فعادة يلجأ الأبناء للبحث عن الأشياء الممنوعة والمحرمة لتعويض ما فقدوه في الاسرة، فيبدأ تأثيرها العقلي والنفسي على سلوكياتهم وقد يكون هناك خللا في عملية التواصل داخل الأسرة، لأن ضعف العلاقة بين الوالدين والأبناء وعلاقة الأبناء فيما بينهم يؤدي إلى لجوء الأبناء للطرقات المنحرفة لتفريغ ما يشعرون به، أي أنه لا يوجد لقاء عائلي يومي تجتمع الأسرة فيه تتبادل الحديث وتلمس حاجاتهم والسؤال عن أحوالهم وخلق جو الالفة فيما بينهم مفقود. والآن نضع بين يديك بعض الإرشادات التي بحول الله تعينك على حل مشكلة ابنتك: عليك دور كبير وهام كأم وذلك من خلال: التقرب إلى ابنتك أكثر من قبل وكوني لها أما وأختا وصديقة، امنحيها الأمان والثقة، شاركيها في همومها، تعاملي معها بلطف، ولا تدعي هذا الموقف الذي صدر منها يشكل حاجزا بينكما، بل اجعليه موقف لتجديد العلاقة بينكما فالخطأ وارد من الأبناء شئنا أم ابينا ولكن كيف نستطيع الوصول بهم إلى الطريق الصحيح وأنها بإذن الله مرحلة وتزول. وعليك تقبل ابنتك كما هي وقومي سلوكياتها بالتوجيه والرحمة، ابدئي الحوار معها بهدوء وذكريها بمراقبة الله عز وجل لها، اسردي لها القصص عن مشكلات واقعة لفتيات بسبب استخدام العادة السرية ومحادثة الشباب. ناقشيها في هدوء وملاطفة بعيد عن مشاعر الغضب عن سبب استخدامها لمثل هذا السلوكيات وعن مدى خطورة الأمر على سمعتها وسمعة أهلها. اشعريها بأنه هناك أمل في تخطيها لمشكلاتها وأن كل إنسان معرض للوقوع في الخطيئة، وإنه يمكنها تدارك الأمور، وأنها قادرة على ذلك، اذكري لها الإيجابيات التي تملكها، وأنها قادرة على تغيير حالها بتذكيرها بأنها إنسانه عفيفة وليست ملك لأحد ليتلاعب على مشاعرها وفكرها. وكيف تقدر ذاتها وتحب نفسها منحها الحرية لفترة لتثق بنفسها مع مراقبتها عن بعد دون أن تشعر، الحرص على عدم بقائها بمفردها في غرفتها أوقات كثيرة، دعيها تمارس هويات مثل الذهاب للنادي تسجيلها بالدورات التي تنمي مواهبها مساعدتك في شؤون المنزل حاولي أن تشغلي وقت فراغها. اعرضي عليها أن كانت تحتاج إلى مستشار أسري للتدخل لعلاج مشكلتها أو علاج نفسي لمساعدتها وحين خروج الأمور عن سيطرتها وأخيراً لا بدمن تنبيهها بأن إذا تكررت سلوكيتها الخاطئة فهنا لابد اتخاذ قرار رادع وهو تدخل والدها واخوتها لها في ضبط سلوكها، مع التأكيد عليك أختي الفاضلة أن يتم ذلك بأسلوب لطيف بعيدا عن التهديد والوعيد وإنما للتنبيه. عليك محاولاتك في إنعاش العلاقة الأسرية وذلك تنبيه الأب بضرورة تواجده ساعة على الأقل تجتمع فيه الأسرة بأكملها لتفقد الأحوال، ومناقشة الأمور الخاصة بالأبناء والحديث عن اهتماماتهم والشعور بما يواجهون من مشكلات، بهدف تقوية العلاقة بين أفراد الأسرة والتقرب من البنات خاصة أكثر واشعارهم بالحب والأمان واخيراً وفي الختام نسأل الله أن يعينك ويلهم الصواب ويصلح ابنتك ويسعدنا تواصلك معنا أيضا من خلال الاستشارات الهاتفية على هاتف الارشاد الأسري كما يسعدنا تواصلك معنا من خلال 1. إرشاد المسترشد إلى الهاتف الإرشادي لجمعية المودة للتنمية الأسرية (92001421) 2. ارشاد المسترشد إلى هاتف الجمعية لحجز مقابلة إرشادية )92001426) 3. إرشاد المسترشد إلى الرابط الإلكتروني للبرامج التدريبة لجمعية المودة للتنمية الأسرية http://almawaddah.org.sa/activities