عندما يتحدث طفلي بألفاظ سيئة. كيف اتصرف معه؟
الإستشارة
ابني عمرة ١٠ سنوات كل ما يغضب او يزعل يتلفظ بكلمات غير لائقة، تعبت أنا ووالده عن منعه.أفيدوني كيف التعامل معه.وجزاكم الله خيراً..
الإجابة

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته الأخت الفاضلة / نسألُ الله عز وجل أن يصلح لكم النية والذرية ، كما نسأله سبحانه الإخلاص في القول والعمل ، وكذلك نشكرُ ونثمن لكِ تواصلك مع برنامج الإرشاد الإلكتروني بجمعية المودة للتنمية الأسرية الأخت الفاضلة / قال تعالى : ( وَاللَّهُ أَخْرَجَكُم مِّن بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ لَا تَعْلَمُونَ شَيْئًا وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ ۙ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ ) ، وأول حاسة تعمل هي حاسة السمع ومن هنا كان حرص الشريعة على المسارعة بطرح كلمات الأذان في أذن الوليد ، وذلك لطرد الشيطان ، ولتكون كلمات التوحيد هي أول ما تطرق سمعه ، وهذا مما يؤكد أنه لا شك فيه أن الأسرة تعتبر المؤثر الأول في حياة الطفل ، فمنها يتعلم اللغة ويتشرب القيم الثقافية والاجتماعية ، وعندما يصبح الطفل في المراحل الأولى من الاعتماد على الذات بعد أن يستطيع المشي والتواصل اللغوي مع دائرة أوسع من الأسرة ، يبدأ باكتساب عادات سلوكية جديدة ، قد تكون دخيلة على الأسرة ، ويبدأ بتقليد الألفاظ والكلمات التي يرددها الآخرون ، بشكل أعمى ، حتى دون وعي بمعانيها ، وتشكل الألفاظ النابية أحد مكتسبات الطفل من بيئته المحيطة ، لكنها من الأمور السلبية المؤرقة للأسرة ، ويكتسب ذلك من القدوة السيئة في الأسرة لا سمح الله ، أو المخالطة الفاسدة في الشارع أو المدرسة ، أو وسائل الإعلام ، وتعتبر هذه من أهم مصادر اكتساب هذه الألفاظ ، وليس أحرج على الأبوين وأحزن على قلبيهما من أن يتلفظ ابنهما بألفاظ بذيئة ، أمامهما أو أمام الغرباء ، فيشعران بالحرج ، وتكون ردة فعلهم الغضب ، ولكن ماذا بمقدور الوالدان العمل في هذه الحالة . الأخت الفاضلة / من المهم أن تعرفي من أين جاءت هذه الكلمات ، ومن أين إكتسبها ، ولماذا يستخدمها ، وهناك احتمالات عديدة تجعل الطفل يشتم ويتلفظ بالفاظ غير لائقة / ومنها على سبيل المثال لا الحصر : ١/ ليشعر أنه كبير ويشعر من حوله بذلك ، فعندما يسمع الطفل من هو أكبر منه يشتم ، عادة يكون اللفظ ملفتاً للانتباه ، ويكون لمن حوله دائماً ردة فعل ، والانفعالات واضحة ، والجو يصبح مرعباً ، فيحاول الطفل أن يتلفظ بنفس الألفاظ ، ليرى إن كان سيحدث نفس ردت الفعل ، التي سببها الأكبر منه سناً . ٢/ إن يكتسب الإحترام ، وأنه بهذه الألفاظ سيحصل على نفس الإحترام الذي يتميز به الأكبر سناً ، وهو يظنه احتراماً بسبب هذه الألفاظ . ٣/ لجذب الانتباه ، عندما يستخدم الطفل كلمة سيئة ، ويحصل على وجوه مندهشة ومتفاجئة من الأكبر سناً حوله ، فإنه يعتقد أنه قد حصل على سلاح فتاك . ٤/ ليثبت استقلاليته ، فيحاول الطفل هنا أن يثبت أنه منفصل عن الأهل ، وأن له شخصية ، ويستطيع السيطرة على الوضع من حوله . ٥/ ليحصل على رضى أقرانه ، فعادة الأطفال يريدون دائماً أن يكون لهم أصحاب يقبلونهم ، وبعض الأصحاب يعتقدون أن الشتائم تعطي شخصية ، وبهذا يحاول الطفل أن يشتم خاصة أمامهم ليحصل على قبولهم . ٦/ لتقليد ما يراه على الشاشة ، فالطفل يتأثر بالبيئة المحيطة به بكل بساطة ، إذا كانت الشخصية على الشاشة محببة للطفل ، فإنه حتما سيقلدها في كل شيء خاصة الشتائم . وهنا حاولي أن تستعرضي في مخيلتك ، ماهي الأسباب من وجهة نظر ومن خلال معايشتك لطفلك ، التي تجعله يشتم ، ويلجأ إلى إستخدام هذه الألفاظ ، وحددي الموقف الذي عادة يشحنه ويجعله يلجأ إلى هذا السلوك ، وعندما تفهمين الأسباب وتحدديها ، بإمكانك أن تستخدمي بعض هذه الحلول / ١/ هدوء الأعصاب وقت الحدث : عادة التعبير المفاجئ الذي يظهر في وجه أحد الوالدين ويوحي بالغضب ، سيكون حافزاً للطفل ، ليكرر الكلمات السيئة ، والبساطة والهدوء أفضل بكثير ، مثلاً : ( يا إبني هذه ليست الكلمة التي تمنيت أن أسمعها منك ) ، ممكن أن تسبدلها بكلمة أخرى أجمل منها ، مثل كذا وكذا ، وإذا أصر الطفل ، اختاري وقتاً هادئاً وأخبريه عن ضيقك وبكل هدوء ، واجعلي له حدوداً ، أخبريه لماذا يشتم البعض ، أخبريه معاني هذه الكلمات السيئة ، اشرحي له لماذا هذه الكلمات غير مقبولة ، في هذا البيت ، وأخبريه بالنتائج المترتبة على هذه الكلمات . ٢/ علميه بدائل عن هذه الكلمات للتعبير عن غضبه ، فبعض الأطفال يجدون صعوبة في التعبير عن مشاعرهم الغاضبة ، وهذا لقلة خبرتهم وفقدان الحكمة ، مما يجعلهم يظنون أنهم الوحيدون في هذا العالم الذين يشعرون بهذا الشعور ، ولكن لا بأس للطفل أن يشعر بالغضب تجاه أحد الوالدين ، بسبب الحدود الموضوعة ، مثلاً : ( إن بكى الطفل بسبب العقاب الذي ناله ) ، فهذا بالنسبة له سبب حقيقي للبكاء ، وإن سمعتي منه كلمة غير لائقة ، فوراً استبدلي الكلمة له وقولي : ( هذا الكلام غير مقبول ، بإمكانك أن تقول : أنا متضايق ولا أوافق على هذا العقاب ، واجعليه يذهب إلى غرفته ليعبر كما يشاء ويهدأ ) . ومن العدل أن تتوقعي من طفلك أن يكون متضايقاً جداً ، ويعبر عن غضبه بكلمة بسيطة مثل : ( أنا متضايق ) الطفل سيغضب ويعبر ، وأنت عملك هنا أن تعلميه ، وتكوني مثله الأعلى لأنه يراكِ ويرى والده في كل موقف ويقلدكم ، عليك أن تكوني المصححة لسلوكه الخاطيء ، وتعليمه طرق التعبير الصحيحة عن مشاعره كبديل عن الغضب ، والكلمات السيئة . إمدحي تصرفاته الطيبة والحسنه ، فعندما يقوم طفلك بالتعبير عن غضبه بطريقة صحيحة ، يجب أن تعيريه اهتماماً ، وتمدحي هذا التصرف منه ، ليس في نفس الوقت طبعاً حيث يكون غاضباً ، بل لاحقاً ، قولي : ( لاحظت أنك عندما كنت غاضباً من أخيك قمت بإخباره بكلمات قوية ، ولكن مؤدبة ثم ذهبت إلى غرفتك ، حتى تهدأ ، هذا تصرف الناضجين والعاقلين . الأخت الفاضلة / الحياة بشكل عام تطرأ عليها الكثير من المتغيرات ، التي يطول شرحها ، فإن كنت بحاجة إلى استشارة هاتفية ،فإن ( جمعية المودة للتنمية الاسرية ) توفرها على أيدي مستشارين أسريين مختصين ، ذوي خبرة ، ومهنية ، وكفاءة عالية ، وهي قائمة على مبدأ السرية التامة ، وذلك عن طريق الاتصال برقم الاستشارات الهاتفية على الهاتف رقم : ( 920001421 ) واخيراً نسأل الله أن يمن عليكم بالذرية الصالحة .