اريد عمري الحقيقي..!!
الإستشارة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنا متزوجة من ٤ سنوات لدي بنت بعمر ٨ اشهر .زوجي لايجلس بالبيت نهائي لدرجة صرت دايماً عند اهلي لأن بيتهم قرب بيتي. لا يوجد نظام بحياتنا يجمعني به سوى الحق الشرعي فقط .اغلب الاوقات يسهر مع اخوانه ووابناء اعمامه.لا يعطيني شي من وقته الابعد مناقشات حادة .من وقت زواجنا لحظات الصدق والسعادة بيننا قليلة تعبت من هذي الحياة واشعر أن عمري بالخمسين اتمنى احس مثل بنات جيلي.أفيدوني وجزاكم الله خير..
الإجابة

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته , أختي العزيزة نشكر لك تواصلك مع قسم الاستشارات الإلكترونية في جمعية المودة للتنمية الأسرية ونثمن لك ثقتك بنا , سائلين المولى عز وجل أن يصلح لك زوجك ويرزقكم الذرية الصالحة وأن يوسع لكم في رزقكم أما بعد : اختي العزيزة سنناقش مشكلتك من جانبين الجانب النفسي والجانب الأسري. اولاً: الجانب النفسي: ذكرتي في مشكلتك أنك تشعرين بأنك في الخمسين من عمرك وهذا الإحساس مرده إلى الإحباطات المتكررة في حياتك الزوجية وشعورك بالنقص عن بنات جيلك وهذا الشعور أقرب إلى ما نسميه نقص تقدير الذات , حيث يترافق معه بعض اعراض الاكتئاب البسيط مثل عدم الشعور بالأهمية وعدم الشعور بالسعادة وعلاج هذا الأمر يتوقف على نظرتك لنفسك فعندما تفكرين في عدم اهميتك فسوف تتحول هذه الفكرة الى احساس وشعور بعدم الأهمية وعندما تفكرين في عدم السعادة فإن الجسم يستجيب لهذه الفكرة السلبية وتصبحين غير سعيدة بغض النظر عن الظروف المحيطة بك (مثلا تذهبي الى حفلة زواج وتشاهدي حجم الفرح الموجود به وبدلا من أن تشاركي الناس الفرح وتسعدي نفسك , يتبادر الى ذهنك فكرة سلبية أنك غير سعيدة وأن الناس سعداء وأنت تعيسة وتبدأ الأفكار السلبية في التتابع مع أن الظروف المحيطة بك لا تدعو الى التعاسة بل بالعكس تدعو الى الفرح والسعادة هذا التفكير السلبي , يجعل جسدك يستجيب للتعاسة فيضيق صدرك وتشعري بالحزن وربما يتحول الفرح الى ترح بالنسبة اليك وقد تتطور الحالة معك فتصبحي رافضة لحفلات الزفاف ولا تذهبي اليها مرة اخرى ) , إذن حاولي أن تطردي هذه الأفكار السلبية عن نفسك وذاتك وتستبدليها بأفكار إيجابية ولا تقارني نفسك بأي شخص أخر فلن تستطيعي أن تكوني كأي شخص آخر ولن يستطيع أي شخص أن يكون مثلك مئة بالمئة فكل إنسان متفرد بذاته وبصفاته وبشخصيته لا يشابهه أي شخص آخر , تعلمي أن تحبي نفسك كما هي وكما خلقك الله , تعلمي التفكير الإيجابي تجاه نفسك، وبدلاً من إصدار الأحكام الجائرة على نفسك أو الاستجابة لأحكام الناس عنك تعاملي معها بواقعية وعقلانية افحصي هذه الأحكام بعناية حتى تتوصلي الى احكام واقعية عن نفسك فإذا قلت عن نفسك (أنا لست جميلة ) أو (زوجي لا يحبني)فابحثي في الحقائق التي تعرفينها عن نفسك ستجدين أنك جميلة وزوجك يحبك ولو لم تكوني جميلة وزوجك يحبك لما استمر زواجك اربع سنوات ولما طلبك زوجك الى الفراش , اذن عندما تغيري طريقة تفكيرك عن نفسك وتتعلمي بالممارسة والتدريب كيف تتحكمين وتعزلين الأفكار السلبية وتحلين مكانها أفكاراً إيجابية وذلك بفحص هذه الأفكار وإخضاعها للحقائق , ستنظرين الى نفسك بواقعية أكثر وسيرتفع لديك مستوى ثقتك بنفسك وتقديرك لذاتك , وثقي تماماً انه مهما كان الوضع الذي أنت فيه ومهما كانت الأفكار سلبية فإنه بإمكانك تحسينها وتغييرها , نظرتك السلبية لنفسك صدرت منك وحلها بيدك فأنت المالكة لأفكارك وكل فكرة ينطق بها لسانك سوف يستجيب لها جسدك سواء كانت إيجابية أو سلبية لذلك اجعلي كلامك ايجابيا وتحدثي عن نفسك بإيجابية , قولي لنفسك أنا جميلة أنا سعيدة أنا ناجحة وستصبح هذه الكلمات واقعاً تعيشينه وتحسينه . ثانياً : الجانب الأسري : ذكرتي أن زوجك كثير الخروج من المنزل وهذا حال كثير من الأزواج في وقتنا الحاضر فلست وحدك في هذه المشكلة والحقيقة أن هذه المشكلة عامة ولها عدة أسباب منها , 1- عدم قدرة بعض الشباب على التأقلم مع الحياة الزوجية وترك حياة العزوبية وتعلقهم بأصدقائهم , 2- كثرة المشاكل بين الزوجين في البيت وغياب الحوار الأسري الفعال في علاج المشاكل فتسبب هروب الزوج من البيت , 3- عدم اهتمام الزوجة بنفسها وبيتها وتهيئة البيت لراحة الزوج , 4- ارتباطات الزوج الخارجية بعمل أو مواعيد مهمه , 5- العلاقات الاجتماعية التي تفرضها بعض العادات والتقاليد في بيئة الزوج 6- بيئة المنزل بيئة طاردة لا يستمتع فيها الزوج ولا يستطيع التمتع بحريته الشخصية وممارسة هواياته , هذه بعض الأسباب التي قد تسبب كثرة خروج الزوج من المنزل , لذلك اختي العزيزة عليك تحديد سبب كثرة خروج زوجك من المنزل إن كان احد الأسباب التي ذكرناها أو غيرها فحاولي علاج السبب حتى يستقر الزوج في منزلك , وننصحك بالآتي : الزوج الذي يكثر الخروج من المنزل هو لا يشعر بالسعادة في منزله أو ربما أنه يشعر بالسعادة ولكن سعادته خارج المنزل اكبر من سعادته داخل المنزل لذلك حاولي أن تتعرفي على الأشياء التي يحبها وتجلب له السعادة في الخارج وحاولي توفيرها له داخل المنزل بقدر استطاعتك إذا لم يكن فيها معصية لله وأمراً حراماً فلا طاعة لمخلوق في معصية الخالق , اهتمي بنفسك وبيتك وتجملي لزوجك وطيبي له البيت بالروائح الجميلة وهيئي له مكانا مريحاً للجلوس , ولا تحدثيه بالمشاكل والاحداث السيئة في وقت راحته اذا كان ذلك يزعجه , لا تحاولي أن تجبريه على البقاء في المنزل إذا كان خروجه يسعده بل ودعيه واظهري له احترامك لرغباته لأن مطالبته بالبقاء في المنزل سيجعله يهرب اكثر , اختاري الأوقات المناسبة للحوار مع زوجك حول حياتكم الزوجية وابدأي بمعرفة ما يحب ويكره وكيف تستطيعين أن تسعديه وليكن حوارك معه لطيفاً بعيداً عن التشنج وإذا رأيتي منه عدم رغبة في الحوار فأجلي الحوار الى وقت آخر , استمري في محاولاتك ولا تيأسي وستتحقق بإذن الله أمانيك , حاولي أن تطوري من مهاراتك وذلك بالالتحاق بالدورات الأسرية المقدمة من جمعية المودة , وقبل هذا كله ادع الله في صلاتك وتحري أوقات الاستجابة أن يصلح لك زوجك وأن يعينك على تحمل أعباء الحياة الزوجية واصبري واحتسبي الأجر في ذلك ولن يخذلك الله سبحانه وتعالى وسيحقق الله امانيك . أخيراً , نود تذكيرك اختي العزيزة بالقنوات الإضافية للاستشارات وهي الهاتف الاستشاري على الرقم 920001421 , والإرشاد الأسري بالمقابلة عبر مكاتب الإرشاد بمقر الجمعية , أسأل الله العظيم رب العرش العظيم لك ولزوجك أن يفرج همكم وينفس كربكم ويوسع لكم في رزقكم , ويصلح ذات بينكم , ويرزقكم الذرية الصالحة .