ساعة مع المجتمع من ذاكرة مستشار أسري
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله.
إن هذا الكتاب هو حصيلة مذكرات عديدة كنت أدونها بين الحين والآخر على هامش جلسات الإصلاح الأسري.
ذلك العالم المليء بالقصص والأسرار، المليء بالفرح عند لملمة كيان أسر تشتت على مدى سنين طويلة وللأسف إنه مليء بواقع مرير تعيشه بعض البيوت.
ومنذ أكثر من عشرين عامًا من مباشرة حالات الإرشاد والإصلاح الأسري عبر جمعية المودة للتنمية الأسرية وخارجها كانت تدور في الذهن الكثير من الخلجات والتساؤلات. كنت أتساءل دوما عن الأسباب التي أوصلت كثيرًا من الأسر ليطرقوا باب الإصلاح! وكيف كان بالإمكان تفادي الأخطاء منذ البداية؟ ثم كيف تكون الطرق السليمة في التعامل مع المواقف؟
ثم بدأتُ بتدوين بعض هذه الأفكار والدروس المستفادة من تلك الجلسات. وبعدها بفترة وجدت أنه يمكن تجميعها في مكان واحد، في مذكرات مثلا. وكان الاقتراح: لماذا لا يتم تدوين هذه الأفكار والدروس المستفادة منها في كتيب يتم فيه ذكر حالات تم معايشتها فعليا وربما يستفيد منها آخرون. وفعلا هذا ما حصل، حيث تم تجميع هذه المذكرات والملاحظات في الشكل الذي بين أيديكم. وتم أيضًا إضافة بعض المواقف والقصص والشواهد التي مرت بنا في مجالس الإصلاح وذكر الدروس المستفادة منها لعل فيها الفائدة للقارئ.
وأجدها فرصة هنا لشرح كيفية عمل لجان الإصلاح في جمعية المودة للتنمية الأسرية في جدة، حيث إننا كمستشارين أسريين لا نتدخل في التفاصيل التي لا تعنينا داخل الأسرة عند طلب الاستشارة ومناولة الحالات التي تصلنا بل نركز على شكوى المتقدم بطلب المشورة ونسأل في التفاصيل التي لها علاقة بالموضوع فقط. ولطالب المساعدة الاستمرار أو التوقف عن الحضور متى ما رغب في ذلك. وعلى ذلك فإننا نقدم المشورة والنصائح التي نرى أنها تساعد في تهدئة النفوس واستقرار الأسرة وليس من أدبياتنا متابعة الحالة ونتائجها إلا في حال رغبت الأطراف في ذلك. ولا نرى أنفسنا أوصياء على الأطراف المتقدمة لطلب الصلح.
وكثير من الناس كانوا مترددين في الحضور لطلب المشورة ويرى أن مشاكله تفاقمت، ولكنه وبعد زيارته للجمعية ومقابلة الاستشاريين يفاجأ أن حلها يكمن في بعض الخطوات البسيطة أو تغيير نظرته لبعض الأمور أو أنه بالغ في رد فعله لمشكلته.
أسأل الله العلي القدير أن يجعل هذا العمل خالصا لوجهه الكريم، وأن يكون إضافة لمكتبة الأسرة وأن تجد الأسرة فيه إضافة لها لحياة آمنة مستقرة.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته رمضان 1441ه.