أمي تهددني بالقطيعة !!
الإستشارة
الحمدلله ، و صلاة و سلاما على رسوله و مجتباه ، سيدنا محمد صلى الله عليه و سلم و على أله و صحبه و من والاه .
مستشارنا الكريم ……………………………….. حفظه الله
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته أما بعد

لديَّ مشكلة أرقتني . توجهت على إثرها إلى العديد من الاستشاريين ، و ها أنا ذا أناشدكم الحل و المشورة .

عمري حالياً ٤٤ عام . أعمل بوظيفة تربوية محترمة و لله الحمد ، سبق لي الزواج بعمر ٣٥ عام ( بصعوبة بالغة نظراً لرفض أهلي مبدأ الزواج ) و لم أستمر بسبب مرض الزوج السابق مرضا نفسيا لم أكن أعلم به إلا بعد الزواج حاولت علاجه لكن لم تكن الفكرة مقبولة من قبل أهله .
قبل زواجي و من بعد طلاقي تقدم لي العديد و تم رفضهم جميعاً بحجة ( أن من يتقدم إلى موظفة و خاصة معلمة فهو طمعان في راتبها ) بدون السؤال عنه أو حتى مقابلته شخصياً .
حالياً . . هاتفتني إحدى زميلاتي المقربات و أخبرتني عن شخص أجنبي يرغب الزواج من سعودية محترمة و لديه المقدرة على فتح بيت و تحمل مسئوليته و مسئولية زوجه و لديه عمل محترم بمطار الملك عبد العزيز .
في بداية الأمر . . طرحت الموضوع على أُختيَّ ( الكبرى عمرها ٥٥ عام ، و الوسطى عمرها ٥٠ عام غير متزوجتين ) فهوجمت من قبلهما معللات ذلك بأن الزواج غير ضروري و من ترغب بالزواج فهي انسانة فارغة .
ذكرت لهما بأن ما يهمني و أجعله بعين الاعتبار هو أن يكون إنساناً سوياً ذو دين وأخلاق . فرفضتا كلامي بقولهما الدين و الأخلاق ليستا كل شيئ . سكت و لم أناقشهما لصدمتي في ردة فعلهما الغير متوقعة .
بعد أسبوع فتحت الموضوع مع والدتي ( عمرها حالياً ٨٩ عاما ) على انفراد و في خارج المنزل و من أول وهلة قالت لي أتمنى زواجك أنتي و أخواتك و أتمنى رؤية أبناء لكن و الأجنبي مثل السعودي ما دام أنه سيرعى الأمانة التي بين يديه .
مرت خمس ساعات بالتمام و الكمال و إذ بوالدتي تفتح عليَّ باب غرفتي متجهمة و ثائرة و تطلب مني أن أنسَ الموضوع تماما خوفاً من زعل أخي الكبير .
و ذكرت لي بالحرف الواحد ( انتي آكلة نائمة شاربة بدون أي هم مافي داعي للزواج خليكي مثلك مثل أخواتك بكره يدخل رجال غريب و يقولك هذا حقك و يوقف في وجه أخوكي ) معنى هذا الكلام : ( أن أمي تخشى من زعل أخي إذا تزوجت إحدانا لأن أنا و الأختين قمنا بالشراكة و بناء عمارة خاصة بنا من رواتبنا فقط و أخي ليس له ناقة فيها و لا جمل لكنه استحوذ على دور كامل منها بدون وجه حق مع ان اتفاقنا أن يقوم بدفع ايجار لكنه لم يفعل ذلك لعلمه اليقين بأننا نخشَ من غضب والدتنا علينا ) .
كلمتها برفق و قلت لها ( قولي أعوذ بالله من الشيطان و ما يريده الله سيكون و ماعلينا سوى الترحيب بالضيوف و بعدها يفعل الله ما يشاء )
بعد يومين اتصلت خالة الرجل الخاطب بوالدتي طالبة منها الزيارة فردت عليها الوالدة بمنتهى الغضب و ذكرت لها بأنها غير موافقة و أنها على استعداد بأن تخطب له بنت أخرى غيري ٬ أما إذا كنت أنا أريده فإنه لا خيار لديّ سوى المحكمة و القطيعة .
اتصلت بي صديقتي و أنا في عملي لتقص عليَّ ما حدث و صار .
عدت إلى البيت و إذ بوالدتي تدخل غرفتها بمجرد رؤيتي و تتصنع النوم ، تركتها حتى قامت و أدت صلاة العصر ثم دخلت أسألها عما حدث .
هاجت في وجهي و أخذت في سبي و شتمي بأني ( عاهرة و حق رجال و قليلة أدب ) و هددتني بالقطيعة منها و من كل العائلة إن واصلت في موضوع الزواج .
تركت الأمور تهدأ عدة أيام . . و قمت على إثرها بالتواصل مع المستشاريين الأسريين ، و ذهبت إلى محكمة الأحوال الشخصية / مكتب المودة للإستشارات و طرحت على كل منهم ما أنا فيه . و الجميع إتفق على أني لم أطلب إلا حقاً كفله لي الشرع .
هاتفني الرجل الخاطب و قال لي : ( أرغب في الزواج منك طلباً لراحتي و لست أطمع بمال و يشهد الله على كل حرف أقوله ، فإن رغبتي بي زوجا على سنة الله و رسوله فأنا سأكون معك و لن أتخلَ عنك سواءً كنتي من نصيبي أو من نصيب رجل غيري )
و اقترح عليَّ أن يتقدم هو شخصياً لأخي لعل الله أن ييسر الأمور .
و فعلاً . . اتصل بأخي و قابله في المسجد و عرفه بنفسه و طلب منه يدي و رد عليه أخي بأن الأمر يخصني و ماعليه إلا مشاورتي و اعطاءه الرد .
كلم أخي و الدتي بما حدث و طلب منها أخذ رأيي . و بعد يومين قالت له والدتي بأنها و أخواتي غير موافقات و أن المحكمة هي حلي الوحيد للزواج .
فقام أخي بإبلاغ الخاطب عبر رسالة واتس أب عن رفض الأهل لطلبه .

تقدم العديد و العديد من الدكاترة و الضباط و المبتعثين و المعلمين و غيرهم لكنهم جميعاً قوبلوا بالرفض بحجة الطمع . و الأيام تمضي و زميلاتي من هن بعمري أصبحت أحضر حفل زفاف أبنائهن .
مع العلم أن أخي الأكبر متزوج من اثنتين الزوجة الثانية يمنيه . و الأخ الأخر متزوج كذلك من اثنتين الزوجة الثانية فلبينية .

شبح القطيعة يخوفني . و أخاف من غضب الله و عقوبة القطيعة . و ما أنا فيه من ضغط عصبي بسبب قطيعتهم لي في داخل المنزل أتعبني كثيراً .

مع العلم أنني مصره على إنهاء وضعي و السعي وراء زواجي و حصولي على أبناء بمشيئة الله .

أريد مشورتكم بارك الله فيكم
الإجابة

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد: نشكر لك تواصلك وثقتك بجمعية مودة للتنمية الأسرية عبر برنامج الاستشارات الإليكتروني . يقول الله تعالى: { فلا تعضلوهن أن ينكحن أزواجهن إذا تراضوا بينهم بالمعروف}( البقرة: 232). لن نتكلّم كثيراً في حكم العضل والظلم الذي يمارس على المرأة من خلاله فقد استشرت وأفادوك بهذا الموضوع كثيراً. ولكن التهديد الذي تمارسه الوالدة عليك بقطع التواصل معك وأنك تحرصين على ألا تغضبين أمك بأن تتنازلي عن حقك في الزواج فهذا أمر لابد أن تقفين عليه بجدية أكثر ، فنحن أمامنا قضية أن ترضي أمك وتتنازلين عن حقك في الزواج أو أن تطلبين الزواج وتقوم أمك بقطع التواصل معك لو افترضنا أنك قمت بتقديم رضا أمك وتنازلت عن حقك في الزواج فهنا تحرمين نفسك شرع الله تعالى من اجل أن تقومي بطاعة أمك وقد أمر الله تعالى بأن نطيع والدينا في غير معصية الله يقول تعالى { ‏وإن جاهداك على أن تشرك بي ما ليس لك به علم فلا تطعمها‏} ‏ أي إن حرصا عليك كل الحرص، على أن تتابعهما على دينهما فلا تقبل منهما ذلك، ولا يمنعك ذلك أن تصاحبهما في الدنيا ‏روى الطبراني عن داود بن أبي هند أن سعد بن مالك (سعد بن مالك هو سعد بن أبي وقاص أحد العشرة المبشرين بالجنة رضي اللّه عنه) قال‏:‏ أنزلت فيّ هذه الآية‏:‏ ‏ { ‏وإن جاهداك على أن تشرك بي ما ليس لك به علم فلا تطعهما‏} ‏ الآية، قال‏:‏ كنت رجلاً براً بأمي، فلما أسلمت قالت‏:‏ يا سعد ما هذا الذي أراك قد أحدثت‏؟‏ لتدعنَّ دينك هذا أو لا آكل ولا أشرب حتى أموت، فتعيّر بي، فيقال‏:‏ يا قاتل أمه، فقلت‏:‏ لا تفعلي يا أمه، فإني لا أدع ديني هذا لشيء؛ فمكثت يوماً وليلة لم تأكل فأصبحت قد جهدت، فمكثت يوماً آخر وليلة لم تأكل، فأصبحت قد جهدت، فمكثت يوماً وليلة أخرى لا تأكل، فأصبحت قد اشتد جهدها، فلما رأيت ذلك قلت يا أمه تعلمين واللّه لو كانت لك مائة نفس فخرجت نَفساً نَفْساً ما تركت ديني هذا لشيء؛ فإن شئت فكلي وإن شئت لا تأكلي، فأكلت‏. فلابد أن تكون طاعتك حفظك الله في حدود الشرع ولا شك انها لو أمرتك بأي أمر فيه ضرر على نفسك كشرب الخمر أو ترك الصلاة أو قتل النفس هل ستطيعينها ؟ بلا شك لا طبعا فكذلك حينما منعتك من حقك الشرعي والذي أمر به الشرع ، أما إن أقدمت على الزواج وسعيت في إجراءاته فسينتج عن ذلك كما هددتك قطيعة وهذا أمر يصلح مع الزمن بتواصلك المتكرر وإحسانك لها وبذل البر فيها فهذه كلها من السلوكيات التي تجعل الوالدة يوما ما ترضى عنك وإن لم ترضى فالله عزوجل يعلم نيتك وأنك أقدمت على الزواج رغبة في الستر وإكثار لأمة محمد صلى الله عليه وسلم وحينما تنجبين بإذن الله سيتغير الوضع في الأسرة بل إنك قد تغيرين تفكير إخوتك عن الزواج صحيح ستبدين لهم أنك ذات قطيعة رحم وأنك عاقة لوالدتك وأنك تبحثين عن ما يغضب الوالدة فهذا في بادىء الأمر ولكن سرعان ما يتلاشى ذلك كله مع الوقت فلابد أن تنطلقي وتسعي لحقك بلا خجل ولا يضيرك أن والدتك تقول لك ما تقول فهذه كلها سلوكيات تريد منها أن تغيري تفكيرك من ناحية المطالبة بحقك في الزواج وأعتقد أنها وصايا من أخيك لأمك فهو يستخدم أمه للضغط عليك وعلى أخواتك وهذا من الأساليب الدنيئة والتي لايجب عليه أن يقوم بها بل عليه أن يسعى لستر أخواته ويقف معهن لا أن يفكر في نفسه فقط ويقوم بتلبية حاجاته دون النظر لحاجات الآخرين فهو يتمتع بنعمة الله تعالى وأنتن محرومات . فعليك أن تنفضي عن نفسك الخوف والتردد الذي لبستيه بسبب أخيك والوالدة وقدّمي رفع الدعوى على الأخ بأنه عضلك ولكن عليك إذا أقدمت أن تحضري بنفسك ليعلم القاضي مظلمتك ويرفعها عنك وقد تواجهين مشكلات اخرى من أن أخيك قد لايحضر للجلسات ونحو ذلك وقد يحصل خلاف كبير بينك وبين أمك وبين أخيك ولكن لابد من الصبر في ذلك وأن تتصبري وتحتسبي الأجر وتذكري أن الله تعالى يوفي الصابرين أجرهم بغير حساب وأما الوالدة وهي بهذا السن فعليك بمراعاتها وعدم الانفعال معها واصبري على تعاملها وجفائها وجفاء إخوتك ولكن إعلمي أن الله تعالى مع المتقين . ختاما نرغب في تواصلك مع الجمعية من خلال وللاستزادة من الوعي الأسري واخذ الوسائل المفيدة للتعامل مع المواقف المختلفة بإمكانك التواصل مع الارشاد الهاتفي على الرقم (920001421 ) أو أخذ موعد لدى الارشاد بالمقابلة على الرقم (930001426 ) أو الاطلاع على دورات وبرامج الجمعية من خلال الرابط almawaddah.org.sa/activities:// http ونسأل الله تعالى أن يصلح حالكم ويطيب قلوبكم لبعضكم إنه ولي ذلك والقادر عليه وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه اجمعين.