انا عصبي مع زوجتي
الإستشارة
وازعل بسرعه ..كيف اعالج سرعة الغضب والزعل
الإجابة

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته بارك الله فيك ونشكرك على تواصلك معنا على موقع ( جمعية المودة للاستشارات الالكترونية ) أخي الفاضل : حفظك الله وبعد / لم توضح في سؤالك مدى شمولية الغضب لديك هل هو محصور فقط لزوجتك أم في غالب حياتك اليومية ؟ فقد يكون الغضب عارض لعلة معينة أو قد يكون أحد مكونات الشخصية وهذه هي المشكلة . وسوف نجيب على السؤال بناءا على المبدأ الثاني , من حيث تعريفه وأسبابه وعلاجه , فإذا كان الغضب أحد مكونات الشخصية لديك , فإنه قد يؤدي إلى صعوبة التعامل مع الآخرين وبالتالي إلى عدم القدرة على إتخاذ القرارات السليمة وفقد السيطرة على الثبات الأنفعالي خلال التعرض لمواقف معينة . وخير ما يبدأ به الفرد حديث الرسول - صلى الله عليه وسلم – يوجهنا إلى أن الإنسان إذا غضب يجب أن يستغفر، ويجب أن يستعيذ بالله من الشيطان الرجيم، ويجب أن يغير وضعه الذي عليه حين الغضب، ويغير مكانه، فإذا كان جالسًا فليقف، وإذا كان واقفًا فليجلس، وقد أرشد من قال له: عظني، قال له: (لا تغضب) – كررها ثلاثًا - أي عليه أن يتقي أسباب الغضب . اخي الفاضل : قد أحسنت حين شعرت بخطورة سيطرة الغضب عليك، وسعيت لعلاج ذلك، وإن أول خطوة في علاج سرعة الغضب هي: الاعتراف بالمشكلة بشكلٍ واضح، ثم السعي لعلاجها. أضرار الغضب :- 1- اجتماعية :- تؤثر على نوعية العلاقات مع الاخرين , وإنجاز المهام و العداوة والبغضاء بين الأصدقاء ، وتنقطع الصلة بين الأقرباء ، فتفسد الحياة وتنهار المجتمعات " 2- صحية وجسمية :-على صحة وسلامة الإنسان التي منها التعرض لارتفاع ضغط الدم ، واحتمال الإصابة بالأزمات القلبية نتيجة التوتر الشديد الذي يُصاب به الإنسان الغاضب الذي يتعرض " لتغير لونه ، وطفح دمه ، وانتفاخ أوداجه ، وارتعاد أطرافه ، واضطراب حركته , وقد تؤدي شدة الغضب والانفعال إلى سرعة خفقان القلب أو انفجار شرايين المخ ، أو الإصابة بالجلطة القلبية إذا كان الغاضب يشكو من ضعفٍ في القلـب " العلاج :- أخي وفقك الله فيما يلي - حاول أن تتعرف على الأسباب والظروف التي تجعلك أكثر وأسرع غضباً، مثلاً: إذا كنت مرهقاً، أو عند إزعاج طفلك، أو وقت قيادة السيارة، وغيرها. - بعد أن تتعرف على المواطن التي تجعلك أكثر غضباً؛ حاول تجنبها قدر استطاعتك، مثال: إذا كنت لا تتحمل صياح طفلك الصغير؛ فغادر المكان مباشرة إلى غرفةٍ أخرى؛ حتى تطفئ الشعور بالغضب التي يعتريك، وهكذا. - بعد فترةٍ معينة من الاستمرار على هذه الطريقة ستشعر بأنك أصبحت أكثر خبرة في تفادي مواطن الغضب، ولكن لم نصل للعلاج بعد. - إذا غضبت لأي سبب مهما كان؛ فبادر إلى تطبيق السنة الواردة عن النبي صلى الله عليه وسلم حال الغضب، فتوضأ، وغير هيئتك، فإذا كنت واقفاً فاجلس، وإذا كنت جالساً فاضطجع، وهكذا. - لا تتخذ أي قرار وأنت غاضب، بل اصمت تماماً، ولا تتهجم على أحد، واحذر من جرح مشاعر الآخرين خاصةً زوجتك، وفرغ غضبك في قول: لا حول ولا قوة إلا بالله مثلاً، أو فعل شيء معين يهدئ من غضبك دون التهجم على الآخرين. - مع التدرب والاستمرار سيخف غضبك كثيراً، وستشعر بالفرق، ولكن لابد من الاستمرار، واطلب ممن حولك أن يساعدوك على ذلك، حتى تصل لدرجة أن تتحكم في غضبك بشكل مناسب وطبيعي .. - لا تنس بأن تكثر من الدعاء، وأن تطلب العون من الله في علاج مشكلتك، وأن تستغفر من كل خطأ أوقعك فيه غضبك. - احذر بشكل خاص من التعامل مع ابنك الصغير وأنت منفعل؛ فهذا سيؤثر عليه سلباً في المستقبل. كما نوصيك بأن تبدأ في بناء علاقات مع الآخرين ممن حولك وبالذات مع شريكة حياتك ، وأن تحرص على رفقة الصالحين، وحضور مجالسهم، والحلم بالتحلم والعلم بالتعلم، والذي يخالط الناس ويصبر على أذاهم خير من الذي لا يخالطهم ولا يصبر على أذاهم. - حضور الدورات التي تحت عنوان فنيات إدارة الغضب التي تقدمها جمعية المودة من خلال الرابط ( http://almawddah.org.sa/activies  )أو غيرها من الجمعيات ومعاهد التدريب . أسأل الله أن يوفقك لكل خير، ويسددك، ويعينك .