صراع الزوجة والأم
الإستشارة
السلام عليكم
اتمنى أن تكونوا بخير ونشكر لكم جهودكم المبذوله
وعندي حاليا إشكاليه تافهه في نظري و في نظر الوالده كبيره
فانا رجل متزوج منذ 8 سنوات و لدي ولدين و اسكن مع الوالدين في شقه مصغره منفصله تماما
وحدثت مشكله لها اسبوع وزياده ان الوالده طالبت زوجتي ان تغسل الدرج الخاص بالعماره التي نسكنها وقد كانت من قبل تطالب ونظفتها زوجتي ثم سكتت عنها فتره كم سنة والان رجعت تطالب والمشكله الان كلمتها أمام حرمه من جيراننا ولازم تنظفين وهذا امر يمشي عليك وعلى غيرك ومن هالكلام فزوجتي هداها الله لم تساير امي وتقول طيب طيب ومن ثم نجد حل لذلك فقد عارضتها وقالت ما بنظف الدرج وأوامرك ماتمشي علي فقالت لها الوالده لو ما نظفتي الدرج كل اسبوع فجيب الوساخه على باب بيتك وادخلها بالمويا من تحت الباب
وايش بتسوين لو سويت لك كذا فزوجتي قالت بنظفه

المهم بعدها بيومين كلمتني الوالده زوجتك قالت كذا وكذا واوامرك ماتمشي علي فقلت لها لعلك استفزيتيها باسلوبك في الحديث اما حرمه الجيران بأمر خاص وفانتي وش مطلوبك قالت الدرج تتنظف قلت لها ابشري بغيتي شي ثاني قال لا
فقلت لها خلاص ابشري بجيب لك خدامه تنظف لك الدرج كل اسبوع قالت لا ما نبي خدامه قلت لها خلاص ابشري انا بنفسي انظفها لك فقالت لا اهلك اللي ينظفوا فقلت لها عليك بالنتيجه تكون الدرجه نظيفه فكأنها ترفض فقلت لها انا ولدك ألبي لك اي طلب إمازوجتي ليس لك عليها أمر مع أن أمي تصبح جدة زوجتي فهل أنا محق بأن الوالده ليس لها إجبار زوجتي على ذلك
فكلمت اخواني ووالدي وكلهم يعارضون طريقتها بالتعامل و تجيبهم أنه أنا لازم أمشي كلامي مو زوجه ولدي تمشي كلامها

فهذا منطق الوالده وكل يوم او يومين تجيب التراب والماء على شقتي وزوجتي تنظف وصابره متحمله ولكن للصبر حدود

فبماذا تنصحونا بالتعامل في هذه الحاله وشكرا لكم

الإجابة

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته وبعد: الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله نشكر لك تواصلك مع جمعية المودة للتنمية الأسرية ببرنامج الاستشارات الإليكتروني أخي المبارك رزقك الله بر والدتك وأطال الله في عمرها هي مفتاح من مفاتيح الجنة فاستثمره ونحن نعتقد أنك تعلم ذلك وتؤمن به ولذلك نثمن تصرفك وخلقك الكريم مع والدتك وحسن أدبك ولكن الذي يظهر أن هناك نوع من الضغط تجده من والدتك تجاه الزوجة ونتج عن ذلك سلوكاً عكسياً من الزوجة وقد نفذ صبرها – أي الزوجة - فأظهرت المكنون وواضح من خلال تصرفها أنك أيضاً تمارس عليها نوع من الضغط نظراً لأنها الأضعف في كل الحالات لأنها زوجتك وتريد أن ترضيك وتطيعك فيما تحب ولا تريد أن تتصرف أي تصرف يؤدي لغضبك أو يسبب لك توتر وخاصة مع والدتك . وحتى أنت قد وصلت معك المشاعر لحد أنك لم تقتنع في هذا الموقف بغضب الوالدة ولم تقف معها ضد الزوجة كالمعتاد . ولابد أن تقوم بتقدير مشاعر الأم تجاه ولدها فهي قد لا تخبرك بها رغم أنها مخزنة في نفسها وهي أنها تعتقد أن زوجتك قد اختطفتك من عند الأم ويظهر ذلك في انشغالك بأمور الحياة الزوجية والأم قد تغفل جانباً مهماً وهو قيامك بحقوق الزوجة والأولاد على كافة المستويات العاطفية والمادية ، وربما يزيد هذا الشعور عندها – أي فقدك – إذا كان والدك مقصراً في بعض حقوقها ولكنها صبرت واحتسبت فقد تُحدِّث نفسها فتقول : لماذا يعامل زوجته بهذا التعامل وأنا لم أجد من والده ذلك) وهنا تنشأ الغيرة عند الأم على الولد من زوجته ، وتبدأ المشكلات صغيرة ولا تكاد تذكر ولكن سرعان ما تشعل فتيل الفتنة في حياتكم الخاصة وتسبب ضيق وتوتر في المشاعر بين الزوجين بسبب المؤثر الخارجي. ومما يزيد الأمر صعوبة إذا كان هناك تشارك في بعض مرافق البيت كالمطبخ أو صالة المعيشة أو كان باب الشقة ملاصقا لباب الوالدين فهذا يجعل الوالدة أكثر مراقبة لحياتكما وأكثر إطلاعاً على مجريات ما يدور بينكما ولاشك أن الحياة بهذه الصورة ستزيد الأمور تعقيداً إن لم يكن هناك صبر من الطرف الأضعف ألا وهو الزوجة ، فإذا لم تتمالك الزوجة نفسها وتتحكم في مشاعرها أثناء التعامل مع أم الزوج فإن المصادمات ستكون أكثر حدّة من ذلك في المستقبل. فاعرف أخي الكريم أن هذا الموقف ليس مقصوداً بذاته وأن عليك معالجة أساس المشكلات وليس مظهرها فتأتي لزوجتك وتترك لها الفرصة بأن تعبر لك عن مشاعرها وما تجده من مواقف الحياة عموماً ولا تهملها في هذا السلوك والذي قد تعتقد أنه بسيط و أن بعض المواقف لاتصل لدرجة أن تستمع لها ولكنه مهم بالنسبة للزوجة . فلابد من التواصل مع الزوجة والاستماع والإنصات أثناء حوارها ودعها تشعر باهتمامك وتقديرك لجهدها مع والدتك فإن ذلك مما يزيد حماستها في تحمل الوالدة وتخفيف مستوى التوتر في العلاقة بين الوالدة والزوجة . لابد أن تعايش مواقف الرضا بين الزوجة والوالدة وتسهم في زيادة الترابط بينهما وان تقوم بالتعامل مع الموقف بأكثر إيجابية وتسعى لإطفاء نار الفتنة بينهما وهي في بدايتها ولا تهملها حتى تكبر ثم لا تستطيع أن تتداركها أو قد يصعب التعامل فيها مثل الموقف الذي ذكرت في سؤالك . إن مشاعر الحب تنمو بين الناس وليست تأتي من فراغ أو من دون مقدمات فالنبي صلى الله عليه وسلم قال ( تهادوا تحابوا) فقدم الفعل والأمر على النتيجة فالمحبة تنمو مع المواقف الإيجابية بين الطرفين فعلى الزوجة أن تسعى جاهدة معك في تنمية هذه المشاعر وسقيها والإعتناء بها بين الزوجة ووالدتك وهذا يأتي من خلال مفاجأتها بهدية أو بتقديم أي أمر لم يكن في حسبان الأم قتقومان به رغبة في التقرب إلى الله بطاعة الوالدة . ونحن في آخر المطاف لا ينبغي أن نقول هل عليها طاعة والدتك أم لا ؟ وإنما السعي لزيادة الصلات بينهما وأن تتحاورا على سبل ووسائل التقارب والبعد عن وسائل البعد والنفرة . ختاما نرغب في تواصلك مع الجمعية للاستزادة من الوعي الأسري وطرق التربية السليمة واخذ الوسائل المفيدة للتعامل مع المواقف المختلفة وبإمكانك التواصل مع الارشاد الهاتفي على الرقم (920001421 ) أو أخذ موعد لدى الارشاد بالمقابلة على الرقم (930001426 ) أو الاطلاع على دورات وبرامج الجمعية من خلال الرابط almawaddah.org.sa/activities:// http ونسأل الله تعالى أن يصلح حالكم ويطيب قلوبكم لبعضكم إنه ولي ذلك والقادر عليه وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه اجمعين