بكاء ابنتي يسبب لي الإحراج
الإستشارة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ابنتي عمرها ٣سنوات تسبب لي الاحراج في الاماكن العامة ببكائها الشديد و كأني قمت بضربها ( في السبرماركت اذا قمت بمنعها من شراء الحلوى او الايسكريم تستلقي على بطنها و تبدأ بالبكاء )و(عِندما نخرج للعب في الحديقة او ملاهي الاطفال لانعود للمنزل الا بالبكاء لانها تريد البقاء) كانت قبل شهر تقريبا تبكي كثيرا و على ابسط الامور كأن تريد كأس ماء مثلا و قمت باستشارتكم -جزاكم الله خيرا - فاصبحت اجيد التصرف و اتفهم بعض اوقات البكاء و حيث يكون السبب واضح تقريبا كالجوع او النعاس او دافع نفسي كان تتذكر شي وتريده فبالحوار الهادئ معها تبدأ بالسكون اما إن كان الامر أمامها ومنعتها منه لا اعرف ماذا افعل لان السبل السابقة كالحوار و البدائل لاتجدي معها فتظل تبكي لساعات .
وجزاكم الله عنا خيرا
الإجابة

الأم الفاضلة أشكر لك تواصلك مع برنامج الاستشارات الإلكترونية في جمعية المودة, كما أقدر اهتمامك بطفلتك و سعيك لتربيتها بأفضل طريقة, و أريد أن أطمئنك بأن ما تقوم به طفلتك هو طبيعي في مرحلتها العمرية. فالعديد من الأطفال خلال هذه المرحلة العمرية يعبرون عن التوتر الذي يشعرون به من موقف ما أو عن تضايقهم من شيء معين عن طريق نوبات الغضب, و بالإضافة لذلك فهي وسيلة يستخدمها الأطفال للضغط على الكبار من أجل الحصول على ما يريدونه, فنوبات الغضب تشمل الصراخ , البكاء, الضرب و قد يبدأ الطفل برمي نفسه أو رمي الأشياء على الأرض. لذا فمن الضروري وضع الحدود بطريقة صريحة ليعلم الطفل المتوقع منه (مثلا: سنلعب حتى وقت الصلاة فإذا قامت الصلاة سينتهي وقتك – سنذهب لمحل الألعاب و ستشتري لعبة واحدة فقط – سنخرج اليوم للعب و لن نشتري ألعابا - إعطاء الطفلة تنبيه بأن وقت النوم اقترب – إعطاء الطفلة تنبيه بأن وقت الرجوع للمنزل تبقت عليه عدة دقائق). بالإضافة لذلك بإمكان الأم إعطاء الطفلة اختيارات (مثلا هل تريدين تناول الجزر أم الخيار- هل تريدين الاستحمام بسرعة أم تفضلين أن تلعبي قليلا في الماء) في كلتا الحالتين ستتناول الطفلة طعاما صحيا و ستستحم لكن إعطاءها إحساس القيادة سيسهل الأمر كثيرا. إذا بدأت الطفلة بالصراخ فيجب أن تحتفظ بهدوء أعصابك اتباعا للنصيحة التي تقول لا تطفئ النار بالنار, لذا فإن ضرب الطفلة أو الصراخ عليها لن يحل الموقف بل سيزيد الأمر سوءا, فقد تفهم الطفلة أن الأم فقدت السيطرة و أن الطفلة الآن في موضع قوة فتكرر استخدام هذا الأسلوب للحصول على ما يريد. و لذا عندما تتحدث الأم بصوت منخفض فإن الطفل سيخفض من درجة بكائه و صراخه ليتمكن من سماع ما تقوله الأم. و من الضروري جدا ألا تنصاع الوالدة لطلبات الطفلة لمجرد الخروج من هذا الموقف, و بالإضافة لذلك فلا تعطيها بدائل و حلوى لإسكاتها فأنتي كوالدة من حقك أن تضعي قوانين للطفلة و تنظمي طريقة حياتها و عليها أن تعتاد على هذا. إذا تنازلت الوالدة عن موقفه لمرة واحدة فإن الطفلة ستكرر نوبات الغضب لمدة قد تتعدى الشهر لاحقا على أمل أن تتنازل الوالدة مرة ثانية. و من الطبيعي أن تشعري بالإحراج عند حدوث نوبات الغضب خارج المنزل و أمام الآخرين و الحل الأمثل يكون عن طريق اتباع الآتي: 1- أخذ الطفلة لغرفتها أو في حالة أنهم خارج المنزل فتذهبي بها للخارج (مثلا وضعها في السيارة) مع البقاء بجانبها للحرص على سلامتها. 2- إخبارالطفلة بهدوء أنها هنا بسبب سوء تصرفها مع توضيح سوء التصرف (لأنك ضربت الطفل) و توجيهها لطريقة التصرف الصحيحة بأن تقولي لها كان الأجدر بك أن تقولي (من فضلك – هل بإمكاني) و تتذكري اتفاقنا المسبق (سنلعب حتى وقت الصلاة فقط ثم سنعود للبيت – مثلا). 3- عدم التنازل عن الرأي لإرضاء الطفل. إذا لم تجدي هذه الطريقة في إسكات الطفل فعلى الوالدة ألا تعير الطفلة أي اهتمام بل تتركها لتكمل نوبة الغضب حتى تتوقف لوحدها. عند انتهاء نوبة الغضب فعلى الأم أن تنزل لمستوى الطفلة بأن تجلس على الأرض حتى تعلم الطفلة أن انتباه الأم بكامله موجه إليها و تتحدث مع طفلتها بهدوء و توضح لها أنها تقدر و تفهم مشاعرها بقول أعلم أنك كنت غاضبة بسبب (...) و لكن على الطفلة ألا تكرر ذلك و أن تقول ما تريده بصراحة و وضوح كي تفهمها الأم. يجب أن تعلم الطفلة أن نوبة الغضب لا تجدي و لن توصلها لأي حل و بهذا ستتعلم أن تستخدم وسيلة أخرى للتعبير عن مشاعرها و احتياجاتها. و إن أردتي الاستزادة من المعلومات فإننا نقدم دورة مجانية في مقر الجمعية بعنوان (مفهوم خصائص الطفولة). و ختاما لا تترددي في التواصل معنا في حال احتياجك لأي مساعدة أخرى فخدمتك تسعدنا و نسأل الله التوفيق لك و لمن تحبين.