الحماس ثم الانتكاسة !!!
الإستشارة
تأتي فترات أتحمس جدا لحل مشكلاتي مع زوجتي وألوم نفسي بأني انا السبب وآخذ دورات وأستشير وأقرأ وأسأل ونحوه...
ثم بعد عدة شهور ، أمل وأطفش وعندما أتذكر ما اكتسبته من معرفة ومهارات سابقة بسبب تردي وضع حالتي مع زوجتي أقول بنفسي سبحان الله أعرف كل هذا العلم ولكن بدون فائدة !
كيف اكسر هذه الدائرة المفرغة ؟
الإجابة

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته بداية نشكر لك ثقتك في برنامج الإرشاد الإلكتروني بجمعية المودة للتنمية الاسرية ، و يسعدنا تواصلك والإجابة عن استشاراتك وأشكرك على حسك الزوجي النابع عن حبك لزوجتك واسأل المولى أن يديم المودة والرحمة بينكما ايها الزوج المحب . من خلال قراءة موضوع استشارتك تبين لي أنها تحتوي على الكثير من الإيجابـيـات والأمـور المشجعـة والتي يمكـن أن تـبـني عليـها سلـم التـوافـق الزواجـي بـيـنك وبين زوجتـك ومن ذلك ( قولك ) : - أتحمس جداً لحل مشكلاتي ( واصل ولن تجد إلا الخير ودع عنك وساوس الشيطان الذي يحاول أن يقلل من حماسك ويخرب ما بنيت فيما بينك وبين زوجتك واسأل نفسك بعد نهاية كل يوم “ماذا أنجزت ؟ ) . - ألوم نفسي بأني أنا السبب ( شعور نبيل يدل على حسن الخلق وطيب المعشر ، والملل والطفش يمر بنا كلنا فالنفس البشرية تضعف وتقوى ساعة وساعة وماعلينا سوى النهوض من جديد ومحاولة الاستمرار في الحياة بسعادة لأننا لن نحياها إلا مرة واحدة فلنعيشها صح ) . - آخذ دورات ، استثير ، اقرأ ، أسأل ( استمر وارتقى وطور نفسك ماحييت واجعل من تجاربك الفاشلة مصادر للقوة لا مصادر للضعف والهزيمة وتذكر أن النجاحات الصغيرة هي التي تصنع النجاحات الكبيرة ) . - عندما أتذكر ما اكتسبته من معرفة ومهارات ( طبق وجرب وحاول وحتى لو فشلت كرر فالفشل طريق النجاح لا للقلق لا للأوهام وأعلم أن 85% من الأفكار التي تراودنا حول المستقبل المخيف لا تتحقق , فأقدم ولا تخف ) . - أقول بنفسي سبحان الله أعرف كل هذا العلم ( أدعو الله أن يبصرك اكثر بواقعك وأن يلهمك حسن القول والعمل ولا تظن أن الحياة صافية لا يشوبها ضيق أو مشكلة وهذه محطات تتوقف عندها قليلاً لكنك لا تمكث فيها طويلاً ! ) . اخي الفاضل عليك أن تبادر دائماً بالحب والاحترام فالكلمه الطيبه لها اثرها الكبير في النفس ، ان العبارات الجميلة والاسلوب له تاثير كبير على الزوجين وقدم تنازلات للحفاظ على اسرتك فالزوج الحكيم العاقل هو الذي يعالج الامور بالحكمة ويحتوي زوجته ويهيئ له الجو المريح في المنزل بكافة السبل ، احرص ان يكون بينكما جلسة حوار ومصارحة وان تكون الجلسه تسودها المحبة والاحترام ، احرص على الاستغفار ومداومة الاذكار والقرب من الله والصدقة وصيام التطوع والعمل الخيري واشغل نفسك دوماً بالمفيد والنافع ، قدم لزوجتك الهدايا فلها تاثير كبير وسوف تجدها تبادلك نفس الفعل والشعور ، حاول اقناعها باخذ دورات في فن التعامل مع الاخرين وكذلك الدورات المتعلقة في فن التعامل مع الاسرة والقراءة في نفس الموضوع كما كنت تفعل مع نفسك . كن على ثقة أن مع العسر يسر ، قال تعالى : ( أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ * وَوَضَعْنَا عَنكَ وِزْرَكَ * الَّذِي أَنقَضَ ظَهْرَكَ * وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ * فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا * إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا * فَإِذَا فَرَغْتَ فَانصَبْ * وَإِلَى رَبِّكَ فَارْغَبْ ) ، وقال من لا ينطق عن الهوى صلى الله عليه وسلم : ( عجبا لأمر المؤمن إن أمره كله خير ، وليس ذاك لأحد إلا للمؤمن ، إن أصابته سرّاء شكر ، فكان خيراً له ، وإن أصابته ضرّاء صبر ، فكان خيراً له ) ، ابشر بالخير فما بعد الضيق إلا الفرج بإذن الله . ان الضغوطات ليست هي المشكلة ، وانما هي نتيجة عن تراكم المشاكل مع مرور الوقت دون ايجاد الحل المناسب لها ، او انها ناتجة عن عدم وجود تواصل فعال بينكما ، للتفاهم وإبداء الآراء والمقترحات فيما يختص بحياتكما ، لذلك عليك أن تختار الوقت المناسب لك ولزوجتك وتتحاورا بهدوء تام ، وتتأملا الحب الذي بينكما وتتشاركا في البحث عن المشاكل التي تعانيان منها ، وتحديدها بدقه ، والبحث لكل مشكلة عن حل مناسب مرضي للطرفين ، وتطبيق الحلول التي يتم الاتفاق عليها فيما بينكما ، للتنفيس عن أنفسكما من هذه الضغوطات . وأود أن الفت انتباهك اخي الفاضل أن نبي الرحمة صلى الله عليه وسلم مرت في حياته مع زوجاته بعض المشكلات الأسرية ، فالدنيا لم تكتمل لأحد ، وكلا له ظروفه ، وكلا له معاناته ، وعلينا ان نؤمن بذلك ، وان نلجأ لله في كل وقت بالدعاء والتضرع له سبحانه والتوكل عليه والاستعانة به في تحقيق وقضاء جميع شئون حياتنا ، وتحقيق امنياتنا ، قال تعالى ( لا يغير الله ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم ) . وإذا رأى الزوج من زوجته بعض ما يكرهه فيأتي التوجيه الرباني من الله تعالى ( وعاشروهن بالمعروف فعسى أن تكرهوا شيئا ويجعل الله فيه خيراً كثيراً ) ، وثنّى عليه الرسول صلى الله عليه وسلم بقوله " لايفرَكُ مؤمن مؤمنة إن كرِه منها خلقاً رضي منها خلقاً آخر" ، عليك ان تبذل لها ما تستطيع سواء لها أو لأهلها وهي تريد منك المدح والثناء وتهتم بها وتدعمها وتشجعها وتشكرها على جهدها وبذلها . وأخيراً : حاول أن تثري ثقافتك وتتعلم شيئاً جديداً يومياً وتغذي عقلك بإيجابية ، خفف من نقد الذات وارفع تقديرك لنفسك ، فكر بإيجابية وتحدث لنفسك بإيجابية ، أحط نفسك بأشخاص إيجابيين ، عزز ثقتك بنفسك وقدراتك ، كن على يقين بأن إيمانك بتحقيق السعادة الأسرية سيتحقق بحول الله ، لا تقل سوف أفعل كذا بل قل الآن أفعل كذا بإذن الله ، لا تتوقف عن العمل الجاد في سبيل سعادتك ، استفد من تجاربك وتجارب الآخرين في حل مشاكلك ، لا تجعل مواقف الفشل مصدر للقلق أو الخوف أو الخجل بل اجعلها مصباح ينير لك طريق السعادة . وبإمكانك الاستفادة من برامج جمعية المودة للتمكين الأسري من خلال التواصل على الرقم 920001426 لتحديد جلسة للمقابلة الارشادية بحضوركما ، أو من خلال التسجيل في الرابط http://almawaddah.org.sa/activities نتمنى لك التوفيق ، ونسأل الله تعالى أن يصلح حالكم ويطيب قلوبكم لبعضكم إنه ولي ذلك والقادر عليه وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه اجمعين .