أبي لا ينفق .. وعصبي المزاج !!
الإستشارة
السلام عليكم حبيت اعرف كيف يتم التعامل مع الاب في هذه الجمعية
اذا كان لا ينفق ويتعامل بأسوأ الألفاظ مثل القذف ؟!

الإجابة

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته الحمد لله وحده والصلاة والسلام على رسول الله وبعد: نشكر لك تواصلك مع جمعية المودة للتنمية الأسرية برنامج الاستشارات الإليكتروني . اختي الكريمة لابد لنا حينما نريد مواجهة المشكلة بعد ما قمنا بتحديدها أن نعرف أسباب وجودها فلماذا لا ينفق الأب ؟ هل لأنه عاجز ؟ أم لأنه ينفق ولكن ليس بالقدر الكافي ؟ أم أنه ينفق فعلا ولكنك تعتقدين أنه لايكفيك وهو يعتقد عكس ذلك؟ بل يعتقد أن هذه هي حاجتك وغير ذلك يعتبر زائد عن الحاجة. وإذا أردتِّ أن تعرفي طريقة التعامل معه أنت واسرتك فعليكم اتباع التالي: 1- حصر الديون والالتزامات ووضع جدول لطريقة السداد ومدة معلومة للخلاص منها فإنكم إذا فعلتم ذلك فهذا يعطي الأب صورة إيجابية عنكم أنكم تريدون وترغبون بالوقوف معه ولستم ضده أو أنكم تزيدون العبء والحمل عليه، بل يحتاج حقيقة من يقف معه ويحمل عنه بعض الأحيان فإن لم تساعدوه بأنفسكم ويكون عندكم مراعاة وتقدير لظروفه فمن الذي سيقف معه ويراعيه؟ 2- حصر النفقات الشهرية وتقدير حاجة كل بند من البنود والحرص على صرف المال في النفقات المحددة مسبقاً بإطلاع جميع أفراد الأسرة حتى يكونوا يداً واحدة مع والدهم. 3- لابد أن نتحلى بالقناعة فهي كنز لا يفنى عندها لن نقلل القليل بل نراه كثيرا ويكفي الحاجة فنقتنع بما رزقنا الله تعالى ونسأله سبحانه أن يعيننا على شكر النعمة ونعلم يقيناً أننا إذا شكرنا الله تعالى فإنه سيزيدنا بفضله ومنّته سبحانه فإنه هو الرزاق ذو القوة المتين. 4- وعلينا في ذات الوقت أن نتذكّر المحتاجين الذين لا يجدون الطعام أو اللباس بالشهر والشهرين والثلاثة،وحينما نرى أننا نلبس ونأكل ونحن في صحة وعافية ولم نبتلَ كما ابتلي غيركم بالأمراض المزمنة أو غيرها من أنواع البلاء فنحمد الله تعالى على هذه النعمة. 5- أن تحاولوا إيجاد موارد أخرى وتخفيف الاعتماد على الأب فإن ذلك مما قد ينفع الأسرة حتى تتجاوز الأزمة فهي قد أثّرت على أفراد الأسرة ولابد من تجاوزها ولكن الأب بمفرده قد لايستطيع. أما بالنسبة للألفاظ فإن اللسان من أسوأ أعضاء الانسان إذا أطلق الانسان زمامه ولم يستطع التحكم فيه ، ويكون من أجمل الأعضاء وأفضلها إذا تم استثماره في طاعة الله تعالى كالكلمة الطيبة وتلاوة القرآن وذكر الله عموماً . أختي الكريمة : إن بعض الناس قد يكون من طبعه الكلام البذيء واتهام الناس في أعراضها فهذا ليس بجديد عليكم وهو قد استفاض عندكم ولم تعد لكم القدرة على تحمّل ذلك، والمشكلة إذا بدأ هذا السلوك ينتشر بين أفراد الأسرة فلا شك أن الباقين سيتأثرون بسلوكه السلبي، فعليكم محاصرة هذا السلوك لئلا يتأثر به الباقون. لابد من الابتعاد عن ما يثيره ويغضبه فإن ذلك أحرى ألا نسمع منه الكلام البذيء وعليكم التعامل معه بالحسنى مهما صدر منه من أخطاء فإن أبو إبراهيم عليه السلام لم يكن بذيء اللسان فقط أو يضرب ونحو ذلك بل كان مشركاً ورغم ذلك كان يناديه إبراهيم عليه السلام بألطف العبارات في سورة مريم فقال سبحانه: ﴿إِذْ قَالَ لِأَبِيهِ يَا أَبَتِ لِمَ تَعْبُدُ مَا لَا يَسْمَعُ وَلَا يُبْصِرُ وَلَا يُغْنِي عَنْكَ شَيْئاً (42) يَا أَبَتِ لِمَ تَعْبُدُ مَا لَا يَسْمَعُ وَلَا يُبْصِرُ وَلَا يُغْنِي عَنْكَ شَيْئاً (42) يَا أَبَتِ إِنِّي قَدْ جَاءَنِي مِنَ الْعِلْمِ مَا لَمْ يَأْتِكَ فَاتَّبِعْنِي أَهْدِكَ صِرَاطاً سَوِيّاً (43)يَا أَبَتِ لَا تَعْبُدِ الشَّيْطَانَ إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلرَّحْمَنِ عَصِيّاً (44) يَا أَبَتِ إِنِّي أَخَافُ أَنْ يَمَسَّكَ عَذَابٌ مِنَ الرَّحْمَنِ فَتَكُونَ لِلشَّيْطَانِ وَلِيّاً (45)﴾ فهؤلاء أسوة لنا في التعامل ينبغي أن نقتدي بهم. فنعكس أسلوب التعامل من المصادمة إلى الرفق واللين والإحسان فهذا الذي يريده ويحتاجه الأب وإنه إذا رأى عدم طاعة أبائه له بل يسعون لأذيته وعدم طاعته فإن ذلك مما يجعله أقرب للغضب وأشدّ في التعامل مع أفراد أسرته. ختاما نرغب في تواصلك مع الجمعية للاستزادة من الوعي الأسري وطرق التربية السليمة واخذ الوسائل المفيدة للتعامل مع المواقف المختلفة وبإمكانك التواصل مع الارشاد الهاتفي على الرقم (920001421 ) أو أخذ موعد لدى الارشاد بالمقابلة على الرقم (920001426 ) أو الاطلاع على دورات وبرامج الجمعية من خلال الرابط almawaddah.org.sa/activities:// http ونسأل الله تعالى أن يصلح حالكم ويطيب قلوبكم لبعضكم إنه ولي ذلك والقادر عليه وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه اجمعين.