زوجي لا يصلي وأفكر بالطلاق منه ..
الإستشارة
السلام عليكم و رحمة الله وبركاته
أنا متزوجة وأم. زوجي لايصلي وهذا الشي سبب لي ارق ونفور منه ،قبل فترة كان يصلي فرض ويترك فرض ويصلي الجمعة الآن تركها ،حتى في رمضان مما سبب لي عدم الشعور بالراحة وبدأت لا اشعر بروحانية رمضان معه. نصحته بطريقة مهذبة وكلام جميل وبصوت منخفض وارسلت له رسائل خفيفة عن طريق الجوال ...
في الفترة الأخيرة بدأت افكر بالطلاق .انصحوني ماذا افعل ؟
الإجابة

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته الحمد لله وحده والصلاة والسلام على رسول الله وبعد: نشكر لك تواصلك مع جمعية المودة للتنمية الأسرية برنامج الاستشارات الإليكتروني ، بداية أختي الكريمة : لابد أن نعرف الأسباب التي تؤدي به لتهاونه أو تركه للصلاة فمن ذلك : 1- تهاونه في السابق وعدم إلتزامه بها في وقتها مما أوصله لأن يسهل عليه تركها . 2- ممارسة الضغط عليه من جهتك وتكرار النصيحة في هذا الموضوع. 3- لم يكن منذ صغره قد حرص أبواه على تربيته على الصلاة أو أنه مورس عليه أيضاً ضغط من والديه على ذات الموضوع وقد يكون وصل بهما الحال إلى التعنيف فأصبح عنده ردة فعل عكسيّة لأن يتهاون او يترك الصلاة. 4- ضعف وعيه بأهمية المحافظة عليها وأنه تربى على أن يصلي فقط دون أن يستشعر أهميتها في الدنيا والاخرة . 5- ضعف معلوماته عن الصلاة والأجر المترتب على المحافظة عليها حيث أنه تربّى على الترهيب أكثر من الترغيب. 6- قد يكون لديه موقف من أهل المسجد المجاور أو من أحد الجيران ولا يريد الاحتكاك أو الإلتقاء به. 7- قد يصاحب من رفقائه من لا يصلي ولا شك أن أصدقائه لهم أثر على سلوكه وتصرفاته تجاه الصلاة. 8- قد تكون شخصية الزوج لا تحب النقد والتوجيه من أي شخص وخاصة من الزوجة فينكعس ذلك على عدم تقبله للتوجيه بموضوع الصلاة أو يقبل النصيحة من الناحية الشكليّة ويبدي لكِ أنه استمع ويعدك خيراً ولكن لا ترين منه صدقاً في الفعل. 9- قد يشعر الزوج بتوتر في العلاقة بينكما وأن هناك قضايا في العلاقة الزوجية هي أهم بعلاجها من وجهة نظره من قضية الصلاة . وحينما نبدأ في معالجة ( تهاونه بالصلاة) لابد أن ننهج ترغيبه للصلاة وليس الترهيب حيث أنه في حاجة إلى من يدفعه فالذي يحافظ على الصلاة وعنده حرص على عدم فواتها فيمكن أن نقوم بوعظه بالترهيب ونذكر له النصوص الواردة من الكتاب والسنة أما من هو أصلاً عنده تهاون أو ترك فنقوم بتشجيعه ومرافقته ومتابعته إلى أن يستمر على المحافظة عليها. ولاشك أن قضية الصلاة هي قضية متكررة في اليوم والليلة خمس مرات فيحتاج منك الرفق والصبر وعدم اليأس فنحن نسعى لتعويد الأبناء للمحافظة على الصلاة وهذا الأمر يتطلّب الصبر والحكمة واللين والتحفيز ومراعاة الأحوال التي يكون عليها الابن حتى يكون أرغب لقبول النصيحة وهذا الزوج يتأكد عنده هذا الأسلوب أيضاً فهو قد لا ينقصه معلومات عن حكم الصلاة ووجوبها في الاسلام وإنما يحتاج لدفعه للمحافظة عليها العلاج: 1- التّهيئة :ويعني أن تقومين بتهيئة الجو المناسب لترغيبه في الصلاة بأن نحسّن العلاقة بين الزوجين فلابد ان تتركي الحديث عن هذا الموضوع بادئ الأمر ولنا في النبي صلى الله عليه وسلم قدوة فلم يبدأ مع الناس من أول ما خرج على الدنيا بدعوتهم للإسلام بل تعايش معهم وعرفوا اخلاقه وعاملهم بأحسن الأساليب حتى أوصلوه لدرجة الصادق الأمين فلم يبدأ بتوجيههم ودعوتهم إلا بعد أن قدّم لهم الأخلاق الحسنة وشاركهم في ما يعترض الناس من مشكلات وساهم معهم في معالجتها وهو لم يدْعُهُم في كل ذلك إلى الإسلام، فعليك أيتها المباركة أن تحسني لزوجك في طاعته في غير معصية الله وأن تؤدّي حقوقه وأن ترفعي من مستوى العلاقة وكل ما له صلة بالمودة والرحمة بينكما فإن ذلك مما يعزّز قبوله لآرائك ووجهة نظرك ويُسهم في توثيق العلاقة أكثر . 2- التدرُّج: بأن تسعين لنقله من عدم الصلاة إلى أن يمكن أن يحافظ عليها في المنزل دون الحاجة للذهاب للمسجد ولو كان في غير وقتها ، فلا يكن تقييمك له في تعديل سلوكه أنه لابد أن يحافظ عليها في المسجد بل يمكن أن نبدأ بصلاة نافلة ويمكنك أن تطلبي منه أن يصلي معك بمعنى أن يكون إماماً لكِ وتصلّون النافلة مع بعضكما وتشاركينه الوضوء والاستعداد للصلاة مع الحرص والتأكد أن الفرصة متاحة للقيام بذلك. فنبدأ بالنافلة ثم يمكن بعد ذلك التذكير بوقت دخولها بأن تحرصي عليها في أول وقتها حيث تكونين قبيل الأذان جالسة معه ثم تستأذنيه لآداء الصلاة وبعدها بفترة تطلبينه أن يؤمّك في البيت وليس شرطاً كل الصلوات ولتبدأي بصلاة العشاء أو المغرب ثم نتدرّج إلى الصلوات الأخرى ويمكن استثمار فرصة شهر رمضان بأن تذهبا للمسجد المجاور أو أي مسجد يقوم باختياره لحضور صلاة التراويح وبعد الصلاة يمكن أن تقومي بدعوته لشرب القهوة أو الشاي في مكان مناسب حسب اختياره من باب التجديد في بيئة التواصل بين الزوجين ، وكذلك صلاة الجمعة إن أمكن. 3- عدم إدخال الأبناء في أي حوار بينكما بهذا الخصوص فلابد أن يكون الأب في نظر الأبناء أن له الاحترام والتقدير والإجلال وطاعته وعدم عصيانه وأن يظهر ذلك على سلوكك معه وخاصة أمام الأبناء فلا يستساغ أن يتقبل الزوج زوجته وهو قد يشعر أنه غير محترم في البيت فهو سيقوم بإحالة سلوكياتهم السيئة إلى إهمالك وتعمّد الأم في الإنقاص من قدر الأب في أعين الأبناء. أختي الكريمة : إن التفكير بالإنفصال بطلب الطلاق منه فإن ذلك له تبعات ليست بالسهلة بل سيكون له الأثر البالغ على الأولاد خصوصاً وعلى الأسرة عموماً فإن من الآثار التي قد تصيب الأبناء من اثر الإنفصال ضعف مستواهم الأخلاقي والدراسي وهذا مما ينطق به واقع الأسر المنفصلة فكم من الأبناء والبنات الذين يعيشون بين أبوين منفصلين يعانون من عدم استطاعتهم التركيز في دروسهم ويعيشون في واقع محزن وعدم استطاعتهم التجاوب مع مجتمعهم المدرسي نظراً لشعورهم بالنقص في حياتهم وانهم أقل من غيرهم وكل ذلك يسبب تدني مستواهم . ومن آثار الانفصال شعورهم بعدم الاستقرار النفسي والعاطفي حيث إنهم يفتقدون للدفء والعاطفة ولا يجدونها لانشغال الأبوين كل واحد بحياته الخاصة ويمكن أن تصل الأمور لأبعد من ذلك حين التقدّم للمحكمة ومعالجتها للقضية بينكما فلا شك أن الأبناء سيشعرون بالنقمة على والديهما لما يشاهدونه من سلوكياتهم أثناء الخصومة فيما بينهما. وهنا تأتي المفسدة الكبرى وهي الانفصال على المصلحة الصغرى والتي تخصّ الزوج وهي محافظته على الصلاة فلابد أن ندفع المفسدة على جلب المصلحة. ختاما نرغب في تواصلك مع الجمعية للاستزادة من الوعي الأسري وطرق التربية السليمة واخذ الوسائل المفيدة للتعامل مع المواقف المختلفة وبإمكانك التواصل مع الارشاد الهاتفي على الرقم (920001421 ) أو أخذ موعد لدى الارشاد بالمقابلة على الرقم (920001426 ) أو الاطلاع على دورات وبرامج الجمعية من خلال الرابط almawaddah.org.sa/activities:// http ونسأل الله تعالى أن يصلح حالكم ويطيب قلوبكم لبعضكم إنه ولي ذلك والقادر عليه وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه اجمعين.