عناد ابنتي المراهقة.
الإستشارة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ابنتي في السابعة عشر من عمرها وقد صارت مثلاً للعناد والعنفوان مع أقرانها ووالديها بالبيت،بعد أن كانت مثلاً للبر بوالديها والرقة في تعاملاتها، وماأحزنني أكثر هجرها للقرآن الذي كان محل اهتمامها وانشغالها بالسخافات ومضيعات الوقت ومشاهدة الأفلام الأجنبية الهابطة والتي أخشى عليها من عاقبة متابعتها الوخيمة خاصة وأنها ترفض الآن أي نصح أو توجيه.. أفيدوني أفادكم الله ونفع بكم.
الإجابة

الأخت الفاضلة وفقها الله. نرحب بك في برنامج شورى بموقع جمعية المودة للتنمية الأسرية ، ونسأل الله تعالى أن تجدين فيه النفع والفائدة، وأن يسدد أقوالنا وأعمالنا، وييسر لنا تقديم ما فيه الخير لك ولجميع الإخوة والأخوات زوار هذا الموقع المبارك. من خلال الرسالة  فقد تلمست وجود اضطراب في العلاقة بينكما لاضطراب التواصل اللفظي وغير اللفظي. ومختصر العلاج يكون بتغيير أنماط التفاعلات في هذا التواصل.. ووجد علماء النفس بعد الدراسات والبحوث أن المراهقة لها ثلاثة أشكال: أولاً: المراهقة المتكيفة السوية التي فيها أخذ وعطاء بين المراهق وأسرته.ثانياً: المراهقة الانسحابية لشعور المراهق بالعجز والنقص والتحقير والحرمان من إشباع الحاجات فينعزل عن الآخرين. ثالثاً: المراهقة العدوانية للأسرة والمدرسة فنراه قد يدخن لإثبات قدرته على تحدي السلطة في الأسرة أو المدرسة أو قد ينتقم أو يضرب ويعتدي أو يشتم أو يهرب من المدرسة أو يخترع قصص المغامرات فهو يعاني من فقدان الثقة بنفسه لشعوره الخادع بالاضطهاد والمظلومية وعدم التقدير ممن حوله لما يعمل فيلجأ لهذا الأسلوب العدواني الثائر للفت الانتباه. كل مرحلة يمر بها الإنسان من الولادة للطفولة للمراهقة للرشد للشيخوخة توجد هناك مطالب وحاجات للنمو يجب أن تشبع وتلبى للمراهق فإن لم تلبى له ممن حوله تتحول لمشكلات تحتاج لحلول حتى لا تتحول لعقد وأزمات أكبر. وأهم هذه الحاجات التي يحتاجها المراهق في مرحلة المراهقة هي الشعور بالتقدير والحب والاحترام فيشعر بعدها بالانتماء لمن يقدمون له هذه الحاجات فيقدم لهم العطاء ويتحمل المسؤولية بجدارة. فإن لم يحصل على هذه الحاجات فيحدث له التوتر والقلق من المستقبل فيلجأ ليشبعها بأي طريقة ليتوقف هذا التوتر والقلق الذي يفكر فيه من مخاطر المستقبل ومشاعر عدم الامان فيلجأ للهرب أو الاعتداء أو السرقة فإن وجد أي مكاسب مما اقترفه فسيتعزز لديه نجاح هذ الأسلوب ويتوقف لديه التوتر الذي دفعه ليشبع حاجاته فيصبح سلوكه متعلم تعلم خاطئ. فنحن عندما نعاندهم ونصرخ عليهم ونضربهم عند ارتكابهم للأخطاء فنحن في الحقيقة نعزز لديهم سلوكهم الخاطئ بإشباع ما يريدون الوصول إليه من تقدير وشعور بالأهمية والالتفات والانتباه لهم. أهم ما تتصف به الانفعالات في هذه المرحلة بأنها انفعالات عنيفة منطلقة متهورة لا تتناسب مع مسبباتها ولا يستطيع المراهق التحكم فيها. كذلك يلاحظ مشاعر الغضب والثورة والتمرد نحو مصادر السلطة في الأسرة والمدرسة والمجتمع خاصة التي تحول بينه وبين تطلعه إلى التحرر والاستقلال وتظهر في هذه المرحلة الميول الجنسية، ويزداد نبض قلب المراهق. كل هذا يحدث للمراهق لأنها مرحلة حرجة بها تغيرات عنيفة من الجوانب العضوية والفسيولوجية(وظيفية) العقلية الانفعالية الاجتماعية النفسية الجنسية وقد يعززها موروثات جينية تحمل خاصية العناد والعصبية من الوالدين. يحتاج المراهق لأن يشعر بالانتماء للأسرة عبر إشراكه في المناقشات وتشجيعه ليقول رأيه والسماح له بطرح وجهات نظره التي قد تكون مختلفة عن ما تعودنا عليه ونشأنا عليها بصراحة واحترام دون تضييق على مشاعره في حدود المسموح شرعاً فلا يرى صوت الوصاية والتسلط والنصح بل يرى صوت الصداقة ونقل الخبرة فيتعلم فنيات الحوار وآداب الطلب والاستفسار والرفض واحرص على مناقشة الأفكار في جو أسري يشعر فيه بالأمان لما لديه من أفكار وتصورات يسمح له بطرحها ومناقشة كل هذه الأفكار التي يحملها ومقتنع بها بالحجة والحوار والشفافية بدل الصراع والتنافر. وأولاً وأخيراً نحن نسعى لتعديل الأفكار بالقناعات بدون إجبار. لن يجدي مع المراهق الإجبار والصراخ لتعديل سلوك والصواب استبدال لغة التحدي والأمر والمواجهة ببناء جسور العلاقة معها والقيام باستغلال أي فعل حسن يصدر منها بالثناء والدعاء لها بالتوفيق. أداء العبادات والصلوات يضبط السلوك السوي مع الوقت والاستمرارية وعدم التملل ويقوي الضمير والقيم كالاحترام والطاعة ويؤسس لديها معايير الصواب ومعايير الخطأ فتبتعد عن المشاهدات للأفلام باقتناع ودون إجبار. فلا تملي من أداءها معها وأمامها والدعوة لها بالتحبيب والترغيب حتى تصبح سلوك وأسلوب حياة لها. وتأكدي أن ما زرعتيه في مرحلة الطفولة من تنشئة صالحة لا يضيع وسيؤتي أكله ولو بعد حين. كل ما ذكرته بالسابق هو التواصل اللفظي بينكما ومن الطبيعي أن يترافق معه التواصل غير اللفظي وهو ما يسمى بلغة الجسد خلال الحوار مثل الابتسامة وإشارة الموافقة باليدين والايماءات وحركات العينين بأنواعها والتربيت بحب على الكتفين وغيرها. وأخيراً أسأل الله أن يعينك ويوفقك وأساله تعالى أن يهديها ويصلحها ويوفقها. ويمكنك التواصل مع المستشارين والمستشارات بالجمعية على هاتف 920001421 كذلك يمكنك الاستزادة أكثر من خدمات الموقع الالكتروني لجمعية المودة للتنمية الأسرية http://almawaddah.org.sa/activities