كيف اتعامل مع زوجتي أثناء فترة الملكة؟
الإستشارة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنا شاب تم عقد قراني من شهر تقريباً أحب زوجتي وهي ايضا تبادلني نفس الشعور. المشكلة تكمن في حدوث مشاكل متكررة بيننا والغريب بأنها تكون مشاكل عادية ولكنها تأخذ أكبر من حجمها ولكن الحمد لله لا يتدخل الأهل بيننا ثم تنتهي المشكلة بقناعة من الطرفين وترجع حياتنا طبيعية يسودها الهدوء والسعادة. بصراحة اسمع كثيراً ان هذا الشي طبيعي وبنسبة لي اعتبرها نقاشات أكثر من إنها مشكلة. دائما ابحث عن رضها و عن إسعادها. وهنا المشكلة احس أن شخصيتي متقلبة معها ،
السؤال
هل المشاكل والنقاشات تعتبر طبيعية في هذي الفترة المبكرة جدا؟ وماذا اعمل لكي ابتعد عن المشاكل ؟ هل اتعامل معها بشدة او اكون لين معها؟
أفيدوني جزاكم الله خيراً..



الإجابة

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته بداية نشكر لك ثقتك في برنامج الإرشاد الإلكتروني بجمعية المودة للتنمية الاسرية. و يسعدنا تواصلك و الإجابة عن استشاراتك : أخي الكريم قبل الاجابة عن استشاراتك نود أن نشير إلى نقطة إيجابية في عرضك لمشكلتك و يمكن إيجازها في التالي: - طلبك للاستشارة في حد ذاته نقطة إيجابية و هو دليل على وعيك. و بالعودة إلى تفاصيل الاستشارة نجد أن مشكلتك تتلخص في التساؤل التالي: كيف تتعامل مع زوجتك أثناء فترة الملكة ؟ و للإجابة عن هذا التساؤل نرشدك إلى الآتي بعد الاستعانة بالله : أولا : نسأل الله أن يبارك لكما و عليكما و يجمع بينكما في خير . ثانيا : أعلم أخي الحبيب أن الزواج رباط شرعي قد سنه الله عز وجل و جعله سكنا بين الزوجين ، لما فيه من تقارب روحي و اطمئنان نفسي . يقول الله تعالى ( وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ). ثالثا : تعتبر فترة الملكة فترة هامة بين الزوجين ، ففيها تخط الخطوط العريضة للحياة الزوجية و تنجلي من خلالها كثير من التساؤلات حول طبيعة الآخر شريك الحياة  ، لذا ينبغي على الزوجين الانتباه إلى عدد من الأمور أثناء التعامل و منها : ١- أن يتعامل الزوجان مع بعضهما بشكل طبيعي و عفوي بعيدا عن المثالية المصطنعة ، ليتعرف كل منهما على الآخر بكل واقعية . ٢- أن يكون التعامل بين الزوجين قائم على الثقة ، و التركيز على الإيجابيات. ٣- أن يتعرف كل منهما على شخصية الآخر ، ماذا يحب ؟ و ماذا يكره؟ مع الأخذ في الاعتبار طبيعة الاختلاف في الشخصيات لا سيما بين الجنسين. فطبيعة شخصية الرجل و تفكيره يختلف عن المرأة ، فالرجل عادة يحكم عقله أكثر من عواطفه ، و المرأة عكس ذلك. ٤- أن تكون العلاقة بينهما أثناء فترة الملكة علاقة وسطية ، لا إغراق في الرومانسية ، و لا إغراق في الجدية ، و يستحسن أن تفتح مواضيع تتعلق بحياتهما المستقبلية ، في طريقة العيش و طريقة صرف الميزانية ، و طريقة تربية الأبناء....و غيرها من الموضوعات بكل شفافية. ٥ - الاتفاق على حل المشكلات بينهما دون تدخل الأهل ، و أن يدرك الزوجان أن المشكلات و النقاشات و اختلاف وجهات النظر هي جزء من حياة أي زوجين ، و أن يتم احتاؤها بينهما. ٦- أن يتأسى الزوجان بالهدي النبوي في العلاقة بينهما و أن يتذكر الزوج قول الرسول صلى الله عليه و سلم ( "اسْتَوْصُوا بِالنِّسَاءِ فَإِنَّ الْمَرْأَةَ خُلِقَتْ مِنْ ضِلَعٍ وَإِنَّ أَعْوَجَ شَيْءٍ فِي الضِّلَعِ أَعْلاهُ فَإِنْ ذَهَبْتَ تُقِيمُهُ كَسَرْتَهُ وَإِنْ تَرَكْتَهُ لَمْ يَزَلْ أَعْوَجَ فَاسْتَوْصُوا بِالنِّسَاءِ) والسياق  واضح في أنه حثّ على مراعاة مشاعر المرأة، فخلقُها من ضلع أعوج يرمز إلى حساسيتها المفرطة، فالضلع الأعوج ينكسر إن حاولتَ تصحيحه بالقوة، وهكذا المرأة، فلا بد أن تعاملها بلطف في كل حال . و على الزوجة أن تتذكر عظم حق الزوج و وجوب طاعته . و أخيرا أخي الكريم نوصيك بأن تتعامل مع زوجتك وفقا للمنهج النبوي بعيدا عما تشاهده أو تسمعه من تعامل البعض مع زوجاتهم في محيطك الاجتماعي ، و اوصيك أيضا أن تلتحق أنت و زوجتك بالدورات التدريبية لتأهيل المقبلين على الزواج ، وللمزيد من الاستفسار الاتصال على هاتف الأرشاد الأسري 920001421.وأخيراً أسأل الله تعالى أن يرزقك حبها ويرزقها حبك .