كيف اتعامل مع ابنتي المراهقة؟
الإستشارة
ابنتي عمرها 15 عام بالصف الثالث متوسط , وهي جيدة في الدراسة ولكن في المنزل سيئة الخلق مع اخوانها و مع والدتها ومعي ايضاً دائماً متضجرة و عنيدة و صوتها عالي وغير متعاونه من اهتمامتها الجوال و مواقع التواصل الاجتماعي مدمنة عليها و هذا هو سبب مشاكلي معها لأنها بدأت تنحرف و تنجرف خلف ذلك بدعم من صديقاتها بالتعرف على شباب مراهقين من خلال اضافتهم وقد وجهتها أكثر من مرة أن هذا حرام وخطأ ولا يتوافق مع ديننا و عاداتنا واخلاقنا مما اضطرني لضربها لأكثر من مرة وسحب الجوال منها وعند الأعتذار و الوعد بعدم تكرار ذلك اعيده اليها و تعاود الكره أكثر من مرة و مؤخراً ذهبت بها الى دكتورة علاج سلوكي دون علمها وتفاجأت وهي في العيادة ولم تتحدث مع الدكتوره نهائياً وافادتني الدكتورة انها متمردة ... ارغب بتوجيهي كيف التعامل معها .
الإجابة

الأب الفاضل نشكر لك تواصلك مع برنامج الاستشارات الإلكترونية في جمعية المودة, كما نحيي فيك اهتمامك بتربية أبنائك و الحرص على تنشئتهم بطريقة سليمة. اعلم كم هو مؤلم لك أن تجد تصرفات ابنتك مختلفة عما تمنيتها عليه, إن بعض تصرفات ابنتك هي من سمات مرحلة المراهقة. فالعديد من المراهقين يمرون بتغيرات اجتماعية و عاطفية, و يختلف النمو الاجتماعي و العاطفي من مراهق لآخر تبعا لمحيطه, أصدقائه و تجاربه الخاصة, و هذه التغيرات تعلمك أن ابنتك في طور تكوين الشخصية. بالنسبة للتغيرات الاجتماعية فهي تشمل: الاستقلالية, المسؤولية, البحث عن تجارب جديدة. هذه التغيرات تفسر بعض تصرفات ابنتك فشعورها بالاستقلالية قد يسبب اصطدامها معكم, شعور ابنتك بالمسؤولية و رغبتها في الحصول على دور قيادي قد يحسن العلاقة بينك و بينها, إذا أشعرتها بأهمية دورها في المنزل و أعطيتها بعض المسؤوليات التي تتناسب مع مرحلتها العمرية. أما بالنسبة لرغبة المراهقة في تجارب جديدة قد ينطوي ذلك على التعرض لبعض المخاطر مثل التمرد و مازالت ابنتك تتعلم كيفية السيطرة على انفعالاتها, أو تجربة الدخول في علاقات عاطفية. ستجدها تفضل قضاء أوقات طويلة بمفردها بعيداً عن أفراد الأسرة و تحرص على قوة علاقتها مع صديقاتها كما أنها تكون كثيرة التذمر و عند أبسط مواجهة تجدها شديدة الانفعال. السبب الرئيسي لهذه التصرفات هو عدم قدرتها على حل المشكلات التي تواجهها, مما يجعلها تتصرف على هذا النحو لأنها لا تتمكن من التعبير عن رغباتها بصورة صحيحة تسمح للآخرين بتلبيتها لها, فتلجأ لهذه التصرفات لتلبي احتياجاتها الخاصة, قد تكون المشكلة هي رغبة الأبنة في المزيد من الاهتمام و الرعاية و الوقت الخاص سواء منك أو من الأم, و عدم حصولها على رغبتها و عدم قدرتها على التعبير عن مشاعرها جعلها تلجأ لأسلوب الهجوم. لربما هي بانتظار رد فعل عاطفي منكم (احتضان, قبلات, اعتذار و تصحيح مفاهيم) لكنها في المقابل وجدت توجيه و توبيخ مما زاد من صعوبة المشكلة لديها, فالآن من وجهة نظرها أنتم تهتمون برأي الآخرين عنها و لا تهتمون بمشاعرها بالدرجة الأولى. و تعرفها على الشباب قد يكون بسبب حصولها على الاهتمام من ناحيتهم و شعورها بأنها محبوبة و مرغوبة منهم, و بالرغم من أنها وعدتك بالامتناع عن التواصل معهم إلا أنها بحاجة لتلبية احتياجها من الحب و الحنان مما دعاها لتكرار الخطأ. رغبة ابنتك في الاستقلالية و فرض رأيها لم تتمكن من تحقيقها إلا عن طريق الرد عليك و على الأم, فعندما تطلب منها القيام بأمر ما, فإن طريقتها لفرض رأيها تكون بإظهار عدم الاحترام مما يجعلك تتجنب التحدث معها في المواضيع التي تعلم أنك ستصطدم معها فيها. و في حين تبدو ابنتك خارجة عن السيطرة, فهي في الواقع تمتلك كامل السيطرة على المواقف بينكم. تصرفات ابنتك ستدفعك للاستسلام لتصرفاتها و بالتالي تركها و عدم متابعتها مما يشعرها بعدم اهتمام الأهل بها و التمادي في التصرفات السلبية و النتيجة أن الفجوة تكبر بينكم. في بعض الحالات يلوم الآباء أنفسهم كونهم فشلو في التواصل مع أبنائهم و بالإضافة لذلك فهم يلومون أبناءهم كونهم لا يقدرون مجهوداتهم. من الضروري في هذه المرحلة التفكير في الأبناء و كيف أنهم كبرو و تغيرت شخصياتهم, ما هي مخاوفهم؟ ما الأمور التي تسعدهم؟ ما الأمور التي يندمون عليها؟ ما احتياجاتهم؟ أحلامهم؟ كتابهم المفضل؟ فريقهم المفضل؟ طعامهم المفضل؟ لمن يلجؤون عند الحاجة؟ كيف يريدون العلاقة مع الوالدين؟ من الطبيعي عدم إلمام الأم و الأب بهذه الأمور, لكن مجرد التفكير بهذه الأمور سوف يغير من طريقة تعاملك مع ابنتك. قم بتغيير العلاقة و طريقة التعامل فيما بينكم, فرغ من وقتك ساعة أسبوعية لتقضي فيها وقتا خاصا مع ابنتك للعب بالورق أو الشطرنج أو الحديث عن الذكريات السعيدة أو عمل نشاط محبب. أخبرها أنك كنت مشغولاً في الفترة الماضية و أنك تفتقد الجلوس معها و تعامل معها كصديق. و إياك و محاولة توجيهها أو نصحها في هذه الفترة, بل فاجئها بتعاملك الجديد معها و اترك الإلكترونيات و كل ما يشغلك عنها. في هذه المرحلة أنت تعيد بناء علاقتكم و ثقتها بك و ستجد نفسها تستمتع بصحبتك و تتقرب لك. و نحن في جمعية المودة نقدم دورة مجانية بعنوان (الخصائص السلوكية للمراهقين) أنصحك بحضورها لتسهيل التواصل بينك و بين ابنتك, و أرجو منك ألا تتردد في التواصل معنا في حال استمرار المشكلة أو عند وجود أي استفسار آخر فنحن نسعد بخدمتك, و للاستشارات الهاتفية يرجى الاتصال على هاتف الإرشاد الأسري (920001421), و لحجز موعد للإرشاد بالمقابلة الاتصال على الرقم (920001426),و في الختام نسأل الله التوفيق لك و لمن تحب.