هل تصرفات ابني طبيعية؟
الإستشارة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ابني عمره ١٧ سنة من حوالي سنة ونصف انقلبت اموره رأساً على عقب تغيرت شخصيته تماماً اصبح متمرداً بعدما كان مسالماً، لايهتم لنظافته ولا لدروسه كان يصلي الجماعة مع أخيه ووالده من صغره ولا يخرج خارج المنزل الا برفقتنا .الآن اصبح لايريد الذهاب معنا فقط يريد ان يخرج مع اصدقاءه يفضلهم علينا ويستمع لكلامهم يعاند ويجادل والده كثيراً، بعدما كان يحترمه ويخجل منه او احيان يخاف منه الآن يرفع صوته واذا عاقبناه او حرمناه من اي شي يثور ويغضب ويستهين كثيراً بصلاته. وقد حاولت معه بشتى الطرق وكنت قريبة منه ولا زلت ولكنه اصبح منعزلاً عنا بالبيت اما نائم او يمسك جواله او يخترع اي حجة للخروج من المنزل ويعود متأخراً .يكذب كثيراً ولا يشعر بنفسه اكلمه احاوره بالقصة باسلوب لطيف أن يبتعد عن الكذب وعن عواقبه اذكره باهم صفات نبينا صلى الله عليه وسلم واذكر له الاحاديث والقصص عن الكذب واهمية الصدق يعدني أن يتغير وبعدها يزداد سوء. هل يعتبر ذلك طبيعياً من خصائص مرحلة المراهقة أو اعرضه لطبيب نفسي او معالج سلوكي. أفيدوني جزاكم الله خيراً.
الإجابة

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته بداية نشكر لك ثقتك في برنامج الإرشاد الإلكتروني بجمعية المودة للتنمية الاسرية. و يسعدنا تواصلك و الإجابة عن استشاراتك : أختي الكريمة قبل الاجابة عن استشاراتك نود أن نشير إلى بعض النقاط الإيجابية في عرضك لمشكلتك و يمكن إيجازها في النقاط التالية: - طلبك للاستشارة في حد ذاته نقطة إيجابية تدل على وعيك. - رغبتك في استصلاح ابنك. و بالعودة إلى إلى تفاصيل الاستشارة نجد أن مشكلتك تتلخص في : - تغير سلوكيات ابنك المراهق . أختي الفاضلة كما تعلمين أن لكل مرحلة عمرية تغيرات تطرأ عليها سواء من الناحية الجسمية أو الانفعالية أو العقلية، و مرحلة المراهقة التي يمر فيها ابنك من الطبيعي أن تصدر منه بعض التصرفات التي تظهر في صورة التمرد عن الأسرة و البحث عن الاستقلالية ، كذلك محاولته عدم التقيد بالأنظمة التي تفرض عليه ، و كذلك ولاؤه لجماعة الرفاق و ارتباطه بها أكثر من أسرته ، كل ذلك هي محاولة منه لإثبات ذاته و أنه أصبح رجلاً، و هذا ما نسميه ( بأزمة الهوية ) من أنا ؟ فلذلك أختي الفاضلة لا تقلقي كثيراً ، فهذه المرحلة تحتاج إلى صبر و حكمة للتعامل فيها مع الابن. أختي الفاضلة إن السلوكيات الخاطئة التي يمارسها أبناؤنا خاصة في مرحلة المراهقة تعود إلى جانبين : أولا : أسباب داخلية المنشأ: وهذه تتعلق بمدى مقدرتنا كآباء على مساعدة المراهق على إشباع حاجاته النفسية و تقديره لذاته و تكوينه لمفهوم آيحابي نحوها. إن أي خلل في ذلك قد يجعل المراهق يسلك طرقا أخرى لإشباعها . و من الحاجات النفسية للمراهق و التي ينبغي على الوالدين التنبه لها : ١- ـ حاجة المراهق للحب والتعاطف: إن السمة الأساسية للنمو الانفعالي في المراهقة هي الرغبة في العطف على الآخرين وكسب عطفهم في الوقت نفسه، ولا شك أن عملية الأخذ والعطاء العاطفي هذه ضرورية لتأمين الاستقرار العاطفي في حياة المراهقين. ٢- حاجة المراهق إلى الانتماء: إن الإنسان اجتماعي بطبعه، ويؤكد علماء النفس أن الإنسان يحتاج دائما إلى الانتماء إلى جماعة يحس بانضمامه تحت لوائها و بدوره فيها وتتأكد من خلال هذا الدور شخصيته وذاته. ويكتسب مكانة اجتماعية يحس معها بالراحة والسعادة. وأول جماعة يحس نحوها الابن بالانتماء هي أسرته التي يقترن اسمها باسمه، ويصاحبها طول مراحل حياته. وكذا الانتماء إلى جماعات اللعب،أو جماعات زملاء المدرسة أو الحي. ويإتي هنا دور الأسرة في اختيار الجماعات التي ينتمي إليها الابن المراهق، وتوجيه. ه وتبصيره بأهداف هذه الجماعات والفوائد أو المضار التي قد يترتب عليها. ٣- حاجة المراهق للتقدير: إن الابن المراهق في حاجة إلى أن يعترف به الكبار، وأن يعاملونه كفرد له أهميته لذلك: على الذين يتعاملون مع المراهق أن يحترموه عند نجاحه في أي عمل، وينصتون إليه عندما يتكلم، ويكافئوه عند القيام بشيء يستحق المكافأة.و دور الأسرة كبير في إكساب الابن المراهق ثقته بنفسه في حدود ما يتوفر لديه من قدرات خاصة، و ذلك من خلال الثناء عليه عند الإنجاز. ثانيا : أسباب خارجية المنشأ : و نقصد بها العوامل البيئية المحيطة التي تؤثر في شخصية المراهق سواء بالإيجاب أو السلب و منها : ١- التنشئة الأسرية الخاطئة : لا شك أن إهمال الوالدين و عدم إلمامهما بخصائص النمو لكل مرحلة عمرية يوقعهما في دائرة الخلاف مع الابن لعدم معرفتهما بطبيعة المرحلة و خاصة المراهقة و متطلباتها نتيجة التغيرات الفسيولوجية و السيكولوجية. ٢ - الصحبة السيئة: فالأقران السيئون لهم تأثير على المراهق لا سيما و أن هذه المرحلة تتميز  بأن المراهق انتماؤه لجماعة الرفاق قوي الصلة. فهو يؤثر و يتأثر  بهم. فعادة يجد المراهق في جماعة الرفاق إشباع لحاجاته التي افتقدها في محيط أسرته . ٣- الاستخدام السيء للتقنية : كما نعلم أن التقنية الحديثة سلاح ذو حدين ، فهي تصدر الثقافات بمختلف مشاربها ، فإذا لم يكن هناك موجه للمراهق و ينمي في داخله الرقابة الذاتية و مخافة الله فإنه قد ينجرف وراء المواقع المشبوهة. ٤- ضعف الوازع الديني: إن معظم المشكلات التي يقع فيها المراهقون هي نتيجة إهمال التربية الدينية القائمة على القيام بالعبادات المفروضة و غرس مفهوم مراقبة الله في السر والعلن. و الآن اختي الكريمة حاولي أن تتمعني في الأسباب السابقة و ربطها بطبيعة شخصية  ابنك و سلوكياته ، و حددي أيها قد يكون له علاقة بسلوكياته ، لنعطي مثالا على ذلك من خلال التساؤلات التالية: هل يؤدي العبادات المفروضة ؟ هل العلاقة بينكم في محيط الأسرة قوي ؟ هل هناك احتواء و إشباع لحاجاته؟ هل يعطى مصروفا على قدر حاجته ؟ هل تعرفتم على أصدقائه و سلوكياتهم؟ هل لاحظتم عليه لا قد.ر الله أعراض التعاطي ؟ من خلال التساؤلات السابقة يمكنك اختي الفاضلة بمساعدة والده تحديد أسباب لجوء ابنكم إلى هذه السلوكيات . و ما زال هناك متسعا لتعديل سلوكه من خلال اتباع الإرشادات التالية : - حثه على أداء العبادات و خاصة الصلاة في وقتها مع تذكيره بالله و أن الله مطلع على كل ما يقوم به. - التقبل و منحه مزيدا من الحب . - نذكرك أختي الكريمة أن المراهق لا يقبل الأوامر المباشرة أو النواهي المباشرة. -الحوار الهاديء بعيدا عن العبارات الجارحة و اللوم و استخدام أسلوب الإقناع . - مناقشته في المصروف الذي يحتاجه و معرفة أين ينفقه. - منحه مزيدا من المسؤولية في إدارة بعض الشؤون المنزلية. - التعرف على أصدقائه و التحقق من سلوكياتهم. - إعادة ترتيب الأولويات لديه فكثير من المراهقين مشكلاتهم مرتبطة بترتيب الأولويات فهم مثلا يرون أن الخروج مع أصدقائه أولى من الخروج مع أسرته ، و يمكن إعادة ترتيب الأولويات لديه من خلال الحوار و الإقناع. - يمكن لوالده زيارة مدرسة الابن و يشرح للمرشد الطلابي سلوكيات ابنه ، ويطلب منه مساعدته لتعديل سلوكه من خلال توجيه معلم التربية الإسلامية رسالة إلى طلاب الفصل الذي يدرس فيه الابن عن عقوق الوالدين. كذلك دمجه مع بعض الرفاق الصالحين و هذا ما يسمى بإرشاد الأقران.و غيرها من الأساليب التي يراها المرشد الطلابي.     - و أخيرا أختي الفاضلة نوصيك باللجوء إلى الله و كثرة الدعاء بأن يصلحه . و تذكري قول الله تعالى (إنك لا تهدي من أحببت و لكن الله يهدي من يشاء و هو أعلم بالمهتدين). و في الختام نسأل ألله أن يصلح ابنك ، و يسعدنا تواصلك معنا من خلال الهاتف الإرشادي( 920001421).