التعامل مع الزوجة
الإستشارة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنا شاب مقبل على الزواج من السعودية .أنا لا اعترض على قرارات الدولة كقيادة المرأة لسيارة وغيرها من الأوامر بس هذه من الامور اللي تأرقني وتجعلني اصتصعب الحياة الزوجية و تدخل الشك في داخلي مع العلم اني ساتزوج من بنت مشهود لها بالاخلاق ولكن مع هذا الانفتاح يمكن تتغير البنت وهذا يقلقني ارجو منكم التوجيه .وشكراً
الإجابة

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته , أخي العزيز نشكر لك تواصلك مع قسم الاستشارات الإلكترونية في جمعية المودة للتنمية الأسرية ونثمن لك ثقتك بنا , سائلين المولى عز وجل أن يصلح لك زوجتك ويؤلف بين قلوبكم أما بعد : ذكرت أخي العزيز أنك تتخوف من المستقبل ومن التحولات الاجتماعية التي تحدث في المجتمع وأنك تخشى أن لا تستطيع مواجهتها والتعامل معها وتشك أن زوجتك ستتغير, وهنا نقول (لماذا تفترض أن زوجتك هي التي ستتغير فقد تتغير أنت ) إذن أخي العزيز من الناحية المنطقية فأن ما تحدث به نفسك هو عبارة عن افتراضات قد تحدث وقد لا تحدث فلا تستطيع أنت أن تثبت أنها ستحدث فعلاً ولا نستطيع نحن أن نثبت أنها لن تحدث فهذا من علم الغيب الذي لا يعلمه إلا الله, وهذا هو أسلوب التشكيك الذي ينتهجه الشيطان في وسوسته ليحزن المؤمنين ويبعدهم عن طاعة الله , فهذه الفكرة التي ذكرتها غير قابلة للإثبات إلا أن تحدث , والإنسان بطبعه حذر لذلك يميل إلى تصديق الأفكار السلبية لأنها تحتاج إلى استعداد لتجنبها وهذا الاستعداد يستهلك طاقة الانسان الذهنية والبدنية بعكس الأفكار الإيجابية التي تهدئ النفس وتجلب الطمأنينة وتريح الذهن والبدن , والحل ذكره الله سبحانه وتعالى في قوله : (إِنَّمَا النَّجْوَىٰ مِنَ الشَّيْطَانِ لِيَحْزُنَ الَّذِينَ آمَنُوا وَلَيْسَ بِضَارِّهِمْ شَيْئًا إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ , وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ ) سورة المجادلة آية (10) , فمناجاة النفس بالأمور السلبية من الشيطان حتى يدخل المؤمن في حالة من الحزن والقلق على المستقبل وما سيحدث فيه فتعيقه هذه الأفكار عن العبادة وعمارة الأرض , والحل من الله أن هذه الوساوس لن تضر المؤمن المتوكل على الله , لذلك أخي العزيز عود نفسك على أن تكون إيجابيا مع ذاتك وأن تحسن الظن بالله , فمن سنن الله الكونية عدم ثبات الحياة على شكل واحد لأنها دار ابتلاء وامتحان وفناء وليست دار بقاء , ففيها الصحة والمرض والإيمان والكفر والغنى والفقر والأمن والخوف والناس يتقلبون بين هذا وذاك , وقلوب العباد بين اصبعين من أصابع الله يقلبهما كيف يشاء , وأيضاً توكل على الله واسأله الثبات على دينه وعلى طاعته وادع الله أن يحفظ أهلك وأن يثبتهم على طاعته , واطرد عنك شكوكك حول زوجتك فقد ذكرت أنها مشهود لها بالأخلاق , والناس شهود الله في الأرض , أخي العزيز ننصحك أن تستثمر طاقتك في التفكير في الأمور الإيجابية التي تقربك من الله , من خلال تطوير نفسك وتطوير اهلك في العلوم المفيدة حتى تكون أسرة صالحة في المجتمع , فكر كيف تعين زوجتك على طاعة الله وكيف تعينك هي على طاعة الله وخطط لمستقبلك من خلال وضع أهدافاً سامية دينية ودنيوية , وشارك زوجتك في هذه الأهداف حتى تعينك عليها بعد الله سبحانه , فكر في أساليب تربية أبناءك عندما يرزقك الله بأبناء بإذنه تعالى , فكر بإيجابية ودع القلق فهذا من حسن الظن بالله وتوكل عليه , قال تعالى :( وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ , إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ , قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا ) , ونشير عليك في هذا الصدد أن تلتحق أنت وزوجتك بدورة تأهيل المقبلين على الزواج والتي تقيمها جمعية المودة للتنمية الأسرية . أخيراً , نود تذكيرك أخي العزيز بالقنوات الإضافية للاستشارات وهي الهاتف الاستشاري على الرقم 920001421 , والإرشاد الأسري بالمقابلة عبر مكاتب الإرشاد بمقر الجمعية والتي تتم في سرية تامة , ويمكنك حجز موعد على الرقم 920001426, كما يمكنك التسجيل في دورة تدريبية عبر الرابط التالي : http://almawaddah.org.sa/activities ولقياس جودة الخدمة المقدمة لك من الإرشاد الإلكتروني نرجو الضغط على الرابط التالي أو نسخه ولصقه في المتصفح لديك : https://goo.gl/forms/erzCjkIkIaavpZ9f2 نسعد بتواصلك ونسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يعينكم ويحفظكم ويبعد عنكم كل شر وأن يؤلف بين قلوبكم ويجمع بينكم على خير ويرزقكم الذرية الصالحة .