حياك الله أختي الكريمة ونسعد بخدمتك دائما في جمعية المودة للتنمية الأسرية.. أولا رحم الله أب هذه الطفلة وتغمده بواسع رحمته هو وأموات المسلمين ، وألهم ذويه الصبر والسلوان .. لا شك بأن الفقد من الأمور المحزنة والتي تسبب حالة عاطفية ومشاعر جياشة ، ويختلف الناس سواء في درجة تلك المشاعر أو نوعها وذلك بحسب اختلاف الجنس والعمر والخصائص النفسية ، ولا شك أن الأطفال يعتبرون من الأقل تأثرا والأسرع نسيانا .. أختي الكريمة بالنسبة لهذه الطفلة فمشاعرها مقدرة وهي مشاعر طبيعية إن لم تتطور شدتها وتعيقها عن ممارسة حياتها ، فالطبيعي في مثل هذه الحالات أن تمر الحادثة بعدة مراحل تبدأ بالانكار والصدمة وتنتهي بالتعايش والنسيان والقبول ، فإذا كان اليوم بالنسبة للطفلة أفضل من الأمس فهذا هو الوضع الطبيعي أما إن كان العكس فهنا يجب التدخل ... طبيعة معالجة هذا الحدث بالنسبة للطفلة وبناءها المعرفي سيكون له دور في التعاطي مع هذا الحدث ، فالأطفال يتمايزون عن بعضهم البعض في القدرات العقلية والذكاء والحصيلة المعرفية وعلى إثرها يتعاملون مع الأحداث ، وهنا وفي حالة هذه الطفلة قد لا يكون ما تمر به هو نوع من الحزن الذي يصل لحد الخطر بل قد يكون من حالات التذكر والتعايش مع حالة الفقد ، وهنا أحب أن أنوه بفائدة التعبير عن الحزن والمشاعر وعدم كبتها ، فأقارب هذه الطفلة من الجميل أن يشاركوا هذه الطفلة مشاعرها وإعطاءها المجال بالتعبير سواء بالحديث أو الرسم أو غيره ، والإجابة عن التساؤلات البريئة للطفلة عن حالة أبيها وعدم تحوير حالة الفقد بأنه مثلا نائم أو مثل هذه التعبيرات حتى لا نعلق الخوف عندها بالنوم وبأشياء أخرى ... ومن واقع تجربة وبنتائج الدراسات والأبحاث فإن الإنسان الطبيعي سيكون عامل الوقت هو الكفيل بالنسيان وبعلاج الصدمات الخفيفة ، فلا تُحمّلوا الموضوع ما لا يحتمل إن كان في المستوى الطبيعي ، أما رأيتم أن الحالة تزداد شدة وعزلة وإعاقة في حياتها الدراسية والأسرية والمجتمعية عندها عليكم عرضهاعلى أخصائي نفسي للنظر في مسببات الحالة وللبحث في نوع العلاج المناسب ... وتستطيعين أختي الكريمة الاتصال على الهاتف الإرشادي الأسرية لجمعية المودة للإستزادة في هذا الموضوع وذلك بالاتصال على الرقم (920001421) .ولحجز موعد للإرشاد بالمقابلة الاتصال على الرقم 920001426 ..والله يرعاك ويحفظك .