اخاف على ابنتي من الانحراف
الإستشارة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مشكلتي مع ابنتي الكبرى حيث تبلغ من العمر ٢١عاما تدرس في السنه النهائية من المرحلة الجامعية.لاحظت عليها في الآونة الأخيرة تهاونها في الصلاة وعدم اهتمامها بالحجاب وعصبيتها وصراخها المستمر.وهي منعزلة عن الأسرة في غرفتها لاتخرج الا وقت الطعام،واصبحت تقضي وقتها في مواقع التواصل الاجتماعي فقد عرضت صورة لها كاشفة للوجه والصدر.ابنتي في اوقات هدوئها طيبة القلب تخاف علي وعلى والدها واخوتها وتنصحهم بالاهتمام بالدراسة والتفوق .
السؤال هو كيف أعيد ابنتي للطريق الصحيح؟أفيدوني .
الإجابة

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته بداية نشكر لك ثقتك في برنامج الإرشاد الإلكتروني بجمعية المودة للتنمية الاسرية. و يسعدنا تواصلك و الإجابة عن استشاراتك : أختي الفاضلة نسأل ألله أن يصلح لك الذرية و النية ، و يحفظ لك أبناءك جميعا ، و عودة على ما ذكرتيه في تفاصيل الاستشارة نجد أن مشكلتك تتلخص في ( تهاون ابنتك ذات الواحد والعشرين عاما في أداء العبادات و خاصة الصلاة بالإضافة إلى عزلتها عن الأسرة ، واستخدامها السيء لبعض مواقع التواصل الاجتماعي  ) . و قبل الإجابة عن الاستشارة لا بد من توضيح أمر هام ألا و هو ؛ أن ابنتك وفقا للمرحلة العمرية فهي في أواخر مرحلة المراهقة حيث أنها تبدأ من سن ( ١٨ - ٢١ ) عاما ، و بالتالي هي في مرحلة انتقالية من مرحلة المراهقة إلى مرحلة الرشد ، و هذا الانتقال يختلف بين المراهقين و المراهقات  ، فهناك من يكون انتقاله سلسا سريعا و البعض الاخر بطيئا ، و هذا الاختلاف نتيجة اختلاف النضج العقلي و النفسي لكل فرد ، لذا ينبغي على الوالدين مراعاة ذلك بين أبنائهم . و الآن اختي الكريمة سوف نناقش الدوافع التي جعلت ابنتك تقوم بهذه السلوكيات السلبية ، و التي يمكن اجمالها في الآتي : أولا : ضعف الوازع الديني لديها نتيجة التهاون في أداء العبادات و خاصة الصلاة، و قد يكون التسويف وراء ذلك . ثانيا : ضعف الرقابة الذاتية لديها و هي مرتبطة أيضا بضعف الوازع الديني ، و كذلك قد تكون نتيجة ارتفاع سقف الحرية المطلقة الممنوحة لها . ثالثا : الفجوة الكبيرة في العلاقة بينك كأم و بين ابنتك ، فربما ابنتك واجهة مشكلات نفسية، و لم تجدك بجانبها كصديقة للبوح لك عن هذه المشكلات ، فلجأت إلى العزلة و التعايش مع العالم الافتراضي في النت. رابعا : دافع الفضول قد يكون سببا في لجوء ابنتك إلى الاستخدام السيء لمواقع التواصل الاجتماعي ، فعادة يلجأ الأبناء للبحث عن الأشياء الممنوعة بدافع الفضول، ثم يتحول هذا الفضول إلى انجذاب ثم إلى إدمان لمشاهدة هذه المواقع، و يبدأ تأثيرها العقلي و النفسي عليهم مما ينشأ عنها سلوكيات خاطئة. خامساً : يبدو أن هناك خللا في عملية التواصل و التقارب داخل الأسرة ككل ، و نقصد بذلك ضعف العلاقة بين الوالدين والأبناء و علاقة الأبناء فيما بينهم ذكورا و إناثا ، أي أنه لا يوجد جلسة عائلية يومية تجتمع فيها الأسرة ككل ، لتبادل الحديث و تفقد الأحوال و والمؤانسة فيما بينهم. و الآن نضع بين يديك بعض الإرشادات التي من شأنها إن شاء الله تساعدك على حل مشكلة ابنتك : أولا : عليك دور كبير و هام كأم و ذلك من خلال : التقرب إلى ابنتك أكثر من قبل و كوني لها أما و أختا و صديقة ، امنحيها الأمان و الثقة ، شاركيها في همومها ، تعاملي معها بلطف ، و لا تدعي هذا الموقف الذي صدر منها يشكل حاجزا بينكما ، بل اجعليها منعطفا لتجديد العلاقة بينكما . ثانيا : بعد التقرب منها و اشعارها بالأمان ، ابدئي الحوار معها حول تقصيرها في الصلوات ، و ذكريها بالله عز وجل ، و استخدمي معها أثناء الحوار أسلوب القصص عن حياة الصحابيات رضي الله عنهن . ثالثا : ناقشيها في هدوء و ملاطفة عن سبب استخدامها السيء لمواقع التواصل الاجتماعي، و عن خطورة ذلك على سمعتها و سمعة أهلها ، و حدثيها عن العفاف و المحافظة على نفسها . رابعا : افتحي لها نوافذ الأمل بأن كل إنسان معرض للوقوع في الخطيئة، و لكن يمكنه تدارك ذلك و يعدل من سلوكه ، و أنها قادرة على ذلك ، و قولي لها أنك تمتلكين الصفات الإيجابية فأنت طيبة القلب محبوبة من الجميع ، و بإمكانك تجاوز مل الأخطاء التي وقعت فيها . خامسا : منحها الحرية المقيدة لا المطلقة ، و استخدمي ذكاءك كأم بمراقبتها عن بعد دون أن تشعر بذلك ، و احرصي على عدم بقائها بمفردها في غرفتها أوقات كثيرة ، و استعيني بها على مساعدتك في شؤون المنزل و اشغلي وقت فراغها بما يفيد. سادسا :  اجعلي والدها واخوتها رادعا لها في ضبط سلوكها  في حال تكرار سلوكها الخاطيء ، مع التأكيد عليك أختي الفاضلة أن يتم ذلك بأسلوب لطيف بعيدا عن التهديد و الوعيد . سابعا : تجديد العلاقة الأسرية فيما بينكم جميعا ، و اتفقي مع زوجك أنه لا بد أن تكون هناك ساعة يوميا تجتمع فيها جميع أفراد الأسرة لتفقد الأحوال، و مناقشة الأمور الخاصة بهم ، بهدف تقوية أواصر العلاقة فيما بينكم جميعا.  ،واخيراً يسعدنا تواصلك معنا أيضا من خلال الاستشارات الهاتفية على هاتف الارشاد الأسري (920001421) . و لحجز موعد للإرشاد بالمقابلة الاتصال على الرقم (  920001426  ) و في الختام نسأل ألله أن يصلح حال ابنتك.