استشارة نفسية واجتماعية
الإستشارة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ،أنا شاب من المغرب عمري 33 سنة حضرت أول أمس لمحاضرة أطرها الدكتور أنس زرعة بعنوان نحو حياة أسرية مستقرة وسليمة هنا بالمجلس العلمي المحلي لفاس وقد استفدت من الدورة كثيرا وأنا أغبطكم لوجود هذه الفرص مثل هذه الجمعية عندكم هناك بالسعودية مما لا يوجد عندنا أمثالها بالمغرب نسأل الله تعالى أن يوفقكم لمزيد من التميز والتطور وأن يعيننا على الاجتهاد لنحذو حذوكم ونسير على خطاكم من أجل الرقي بالأمة الإسلامية في شتى المجالات وخاصة منها الاجتماعي والأسري .
مشكلتي هي رغم أنني في هذه السن المتقدمة إلا أنني لست متزوجا بعد وأعاني من اضطراب نفسي واجتماعي يسبب لي قلق أو رهاب اجتماعي حيث يظهر عندي الخجل الشديد و كثرة المخاوف خاصة الاجتماعي منها وضغط وقرحة المعدة والعزلة والانطواء وأحيانا تسارع دقات القلب وقد يصل الأمر في بعض الأحيان إلى الاكتئاب...وغير ذلك عند مواجهة المواقف الاجتماعية ،والسبب في ذلك أن والدي هداه الله وغفر له كان يعنفني في الصغر ويعاملني بالقسوة والشدة والغلظة ولا مجال له من لطف وحوار وتعبير بالمشاعر ...في التربية ،حيث كان يدخل للبيت ويبدأ بالصراخ علينا والنقد وكثرة اللوم والجدال ويصل الأمر إلى الضرب في كثير من الأحيان ...ما تسبب لي الانطواء والانعزال وضعف الثقة بالنفس ..وما أسميته "بالرهاب الاجتماعي "سابقا ، وحتى في التعامل مع الإناث فقد كان هو ووالدتي التي بالمناسبة -هي من بيئة أخرى وتختلف عليه تماما في أسلوب التربية- كانا يمنعوننا من مشاهدة الأفلام والبرامج والإشهارات التي فيها نساء يلبسن لباسا متبرجا ويطالبوننا بتغطية وإخفاء الشاشة بإزار ويقولون لنا هذا حرام ولا يجب أن تنظروا إلى النساء أو تكلموهن أو تمشوا معهن أو حتى تدرسوا معهن ولا يمكننا اللعب معهن ونحن صغارويغالون في ذلك كثيرا ما جعلني في الحقيقة أتبرمج على ذلك وأهرب من النساء وأخجل منهن والأخطر أنني أنفر منهن نهائيا ..أجد الآن الكثير من المعوقات في التواصل مع الناس والتفاهم معهم وخاصة في المواقف الاجتماعية،استشرت مع كثير من الأطباء النفسيين والاستشاريين كذلك ولم أجد حلا لمشكلتي أرجو أن تساعدوني على حلها جزاكم الله خيرا والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
الإجابة
عليكم السلام ورحمة الله وبركاته ... حياك الله أخي الفاضل .. ونشكر لك ثقتك بالموقع.. يتضح من رسالتك استبصارك بمشكلتك وهي الرهاب الاجتماعي Social Phobia وهو اضطراب معروف ومشهور يصيب نسبة كبيرة من الناس تصل إلى ما يقارب 10% . وعلاجه سهل وفعّال كل ما عليك هو: زيارة أخصائي نفسي أو طبيب نفسي لبدء العلاج النفسي، وقد تحتاج في البداية للدواء النفسي المؤقت وذلك يقرره المعالج النفسي فهو من يحدد مستوى الرهاب ونوعه ويضع الخطة العلاجية المناسبة لك. لقد سمحت لهذه المشكلة أن تعطل حياتك وقد آن الأوان لتتخذ القرار الصائب وتوقف هذه المشكلة عند حدها لتمارس حياتك بشكل طبيعي . وأما بخصوص هروبك وخجلك من النساء فليس المطلوب منك الاقبال عليهن والاختلاط بهن فهذا ينافي مبادئ الإسلام وإن كان واقع الناس بخلاف ذلك وإنما المطلوب السعي للزواج وإعفاف النفس بالحلال وهذا ميل فطري أوجده الله في كل رجل ولا تضعفه التربية المحافظة. إما بالنسبة لصعوبة التواصل مع الناس في المواقف الاجتماعية فهذا بسبب الرهاب الاجتماعي وسوف تزول بإذن الله تلقائياً مع العلاج النفسي الذي يحتوي على التدريب على المواقف الاجتماعية وطرق التعامل معها. أسأل الله لك السداد والتوفيق والسعادة في الدارين..