السلام عليكم و رحمة الله و بركاته ،،، حياك الله أخي الكريم ، شاكرين لك توجهك لجمعية المودة لطلب الإستشارة الأسرية و ذلك يدل على وعيك و حرصك على إنجاح العلاقة الزوجية و صيانتها ، بارك الله فيكم . تحدثت في رسالتك عن غيرة زوجتك الشديدة ، و منها الغيرة من الخادمة و الأخوات . أولاً ، عليك يا أخي الكريم أن تعرف أن المرأة و الرجل كائنان مختلفان تماماً بل حتى الرجل و أخيه و المرأة و صديقتها ، خلقنا الله مختلفي الطباع و كذلك الأحداث التي يمر بها كل إنسان على حدة تسهم في تكوينه و تزيد من تنوع تفكيره . لذلك علينا فهم هذا الموضوع ، فذلك سيساعدنا على فهم الآخرين من حولنا بشكل أكبر . فردة فعلي أو نظرتي تجاه موضوع معين بالتأكيد مختلفة عن شخص آخر. ما أراه أنا بطبعي و عاداتي و ديني و تجاربي الحياتية المختلفة شيئاً خاطئاً قد يراه شخص آخر من منظوره المختلف أنه لا خطأ فيه . وفي حالتك أخي الكريم ، زوجتك ترى من تصرف (أنت) تراه طبيعياً كقول يعطيك العافية للخادمة ، تصرفاً غير لائقاً إطلاقاً و باعثاً لغيرتها . و هذا هو أساس كثير من المشاكل بين الآخرين ، و نتاج عدم فهم الأطراف الأخرى . ما هو الحل ؟ بنظري يا أخي هو الحوار الصحيح و السليم ، الحوار و القدرة عليه هي أساس كل علاقة زوجية أو إنسانية صحيحة و صحية ، ولا سيما أنك في بداية زواجك فلا بد من التأسيس لفكرة الحوار الصحي بين جميع أفراد العائلة . و بما أنك رجل العائلة و قبطانها فعليك المبادرة و لا تنتظر أحداً غيرك . بدءاً يا أخي لا أحد يقتنع ولا حل يأتي في حالة الخصام و الهجران . هذه الحالة السلبية عليك التخلص منها أولاً ، بالكلمة اللطيفة و الأسلوب الهادئ ، لا بأس بشراء الورود أو النوع الذي تفضله من الحلويات ، أن تقوم أنت بطهي وجبة العشاء أو إحضارها من الخارج ، هذه التصرفات اللطيفة كفيلة بإخراجكما من الحالة السلبية وهي الخصام التي وأنتم بها لا يوجد أي حل على الإطلاق . بعد التصافي و الودّ ، هنا يا أخي عليك بإنشاء قواعد الحوار فيما بينكما ، كأن تخبرها بأن التجربة السابقة لخصامكما كانت مريرة و لا تود أنت أن تتكرر فلذلك تقترح بأن تجتمعوا و تجلسوا في مكان ما متقابلين و تبدأون بالحديث كشخصين بالغين ، تخبرها أنت ما الذي قد أحزنك من فعلها أياً كان ، لماذا كان لفعلها تأثير سلبي عليك ، و ماهي ردة الفعل التي تراها صائبة و تود لو أنها اتبعتها ، و هي كذلك تخبرك بوجهة نظرها و لماذا تكره منك هذا الفعل و ماهو الفعل التي تود أن تأتي به عوضاً منه ، أرأيت يا أخي ، سيصبح الموضوع أشبه بمحادثة لطيفة و هادئة تتجاذبان فيها أطراف الحديث و تحاولان فهم بعضكما البعض بشكل أعمق . سينتهي الموضوع بشكل ودي ، ستجدون أنكما قد فهمتما بعضكما بشكل أكبر ، ستشعرون بالقرب أكثر و المودة كذلك . الغضب الذي نهانا عنه رسولنا الكريم صلى الله عليه و سلم و توابعه من الصراخ و الخصام لا تأتي أبداً بخير ، هي وسيلة تنفيس عن مشاعر سلبية ولا تجلب حلاً ابداً ، فبودي أن لا تلجأ إليها إطلاقاً إذا واجهتك أي مشكلة في حياتك القادمة . أخي الكريم ، عند جلوسكم جلسة حوار ودية ستخبرها بكل هدوء عن وجهة نظرك و كيف أن رغبتها بعدم خدمتك لأختك ربما يكون سبباً في قطيعة الرحم التي نهى الله عنها و التي شؤمها حتى على الرزق و طولة العمر ، و أخبرها أن في خدمتك لأختك في ما تحتاجه تفريجاً لكربتها و مساعدة لها و معروفاً تبتغي به وجه الله ، توابعه من الأجر و الخير و البركة لك و لزوجتك و لعائلتك لا تحصى ، فمن يساعد يساعده الله ومن يفرج كربة مسلم يفرج الله عنه كربة من كرب يوم القيامة . لعلك تقرب بينها وبين أختك ، تخبرها كم أن أختك تحترمها و تقدرها ، تخبرها و ليس كذباً والعياذ بالله بل هو تورية للإصلاح بينهما ، تخبرها بأن أختك تمتدح طبختها تلك ، أو طريقتها في تنسيق ملابسها ، و كذلك تمتدح زوجتك بحضرة أختك ، فتحاول التقريب فيما بينهما ليزول ما تشعر به زوجتك ، أما بالنسبة للعاملة المنزلية ، فهي يا أخي لا تزال امرأة اجنبية عنك فلا يجوز لك بالفعل محادثتها في غير حاجة ، و امتثالاً لأمر الله لا لأمر زوجتك حاول تماماً أن تقطع التواصل بينها و بينك و إذا أردت شيئاً بإمكانك محادثة أحد محارمك وهي تحادثها . أخيراً أخي الكريم ، إن مسألة الغيرة شيء فطري لدى المرأة ولكن الغيرة المحمودة و ليست الزائدة ، كذلك هي شيء طبيعي في بداية زواجكما ، حيث تكون المشاعر مسيطرة و العواطف حاضرة ، يُفضل أن تراعي ذلك ، و تشعرها بأنها دائماً محط اهتمامك و محبتك و بأن عاطفتها تجاهك مبادلة منك كذلك . الصبر الصبر أخي الكريم ، الصبر في كل أمور الحياة مهم، لكنه في الحياة الزوجية يكاد ضرورة ، ومن يتصبر يصبره الله ، و كذلك عليك بالتغافل ، لا بأس بأن تدع بعض الأمور تمضي أحياناً لا تدقق على كل شيء فهذا يعظم السلبيات في الطرف الآخر و يكثرها و يزيد من حدة المشاكل ، انظر للإيجابيات ، لجماليات الحياة ، لدقائق و تفاصيل الجمال في حياتك الزوجية دائماً و أبداً . كذلك من المهم يا أخي أن نذكر لك أهمية الدعاء ، الدعاء هو مفتاح كل باب مغلق بالفعل ، الله سبحانه هو الذي خلق زوجتك و يعرف طبعها و صفتها فالجأ إلى الله في أمر زوجتك و ادعه و اسأله ، واخيراً أسأل الله لك حياة سعيدة مديدة و عائلة مطمئنة و قرباً وهداية منه . وصلى الله وسلم على نبينا محمد خير صلاة و أتم تسليم . وأخيراً نفيدك بأن الجمعية توفر استشارات بالمقابلة و كذلك إستشارات هاتفية و ذلك على أيدي مستشارين متخصصين ذوي خبرة و مهنية و مراعين تماماً للسرية و ذلك عن طريق رقم : 920001421 أو الإستشارة بالمقابلة على رقم : 920001426 ، وتعقد الجمعية دورات تهتم بالأسرة و العلاقة بين أفرادها للجنسين . للتسجيل بها من خلال الرابط : http://almawaddah.org.sa/activities و ختاماً نكرر شكرنا لك على ثقتك في جمعية المودة للتنمية الأسرية . كما نرجو الضغط على الرابط لقياس جودة الخدمة المقدمة : goo.gl/forms/erzCjklklaavpZ9f2