غيرة مفرطة
الإستشارة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اعاني من غيرة زوجتي من خادمة أهلي ... بعض الاحيان اسأل الاهل عن العشا مثلاً واقول والخادمة ؟؟ وبعض الاحيان تساعدني في شيل الاغراض فأقول يعطيك العافية ... وأنا اتصرف بعفوية ... ولاتريد أن اخدم اختي وتقول اخدم ابوك وامك بس لكن احد ثاني لا ... وزعلت منها ولي اكثر من يومين مهاجرها ولا اتكلم معها وهي نفس الشي زعلانه ... امس جلست تبكي وتقول ووديني بيت اهلي ومن هالكلام وحنا لسا عرسان ماكملنا سنة ... أفيدوني جزاكم الله خير.
الإجابة

 السلام عليكم و رحمة الله و بركاته ،،، حياك الله أخي الكريم ، شاكرين لك توجهك لجمعية المودة لطلب الإستشارة الأسرية و ذلك يدل على وعيك و حرصك على إنجاح العلاقة الزوجية و صيانتها ، بارك الله فيكم . تحدثت في رسالتك عن غيرة زوجتك الشديدة ، و منها الغيرة من الخادمة و الأخوات . أولاً ، عليك يا أخي الكريم أن تعرف أن المرأة و الرجل كائنان مختلفان تماماً بل حتى الرجل و أخيه و المرأة و صديقتها ، خلقنا الله مختلفي الطباع و كذلك الأحداث التي يمر بها كل إنسان على حدة تسهم في تكوينه و تزيد من تنوع تفكيره . لذلك علينا فهم هذا الموضوع ، فذلك سيساعدنا على فهم الآخرين من حولنا بشكل أكبر . فردة فعلي أو نظرتي تجاه موضوع معين بالتأكيد مختلفة عن شخص آخر. ما أراه أنا بطبعي و عاداتي و ديني و تجاربي الحياتية المختلفة شيئاً خاطئاً قد يراه شخص آخر من منظوره المختلف أنه لا خطأ فيه . وفي حالتك أخي الكريم ، زوجتك ترى من تصرف (أنت) تراه طبيعياً كقول يعطيك العافية للخادمة ، تصرفاً غير لائقاً إطلاقاً و باعثاً لغيرتها . و هذا هو أساس كثير من المشاكل بين الآخرين ، و نتاج عدم فهم الأطراف الأخرى . ما هو الحل ؟ بنظري يا أخي هو الحوار الصحيح و السليم ، الحوار و القدرة عليه هي أساس كل علاقة زوجية أو إنسانية صحيحة و صحية ، ولا سيما أنك في بداية زواجك فلا بد من التأسيس لفكرة الحوار الصحي بين جميع أفراد العائلة . و بما أنك رجل العائلة و قبطانها فعليك المبادرة و لا تنتظر أحداً غيرك . بدءاً يا أخي لا أحد يقتنع ولا حل يأتي في حالة الخصام و الهجران . هذه الحالة السلبية عليك التخلص منها أولاً ، بالكلمة اللطيفة و الأسلوب الهادئ ، لا بأس بشراء الورود أو النوع الذي تفضله من الحلويات ، أن تقوم أنت بطهي وجبة العشاء أو إحضارها من الخارج ، هذه التصرفات اللطيفة كفيلة بإخراجكما من الحالة السلبية وهي الخصام التي وأنتم بها لا يوجد أي حل على الإطلاق . بعد التصافي و الودّ ، هنا يا أخي عليك بإنشاء قواعد الحوار فيما بينكما ، كأن تخبرها بأن التجربة السابقة لخصامكما كانت مريرة و لا تود أنت أن تتكرر فلذلك تقترح بأن تجتمعوا و تجلسوا في مكان ما متقابلين و تبدأون بالحديث كشخصين بالغين ، تخبرها أنت ما الذي قد أحزنك من فعلها أياً كان ، لماذا كان لفعلها تأثير سلبي عليك ، و ماهي ردة الفعل التي تراها صائبة و تود لو أنها اتبعتها ، و هي كذلك تخبرك بوجهة نظرها و لماذا تكره منك هذا الفعل و ماهو الفعل التي تود أن تأتي به عوضاً منه ، أرأيت يا أخي ، سيصبح الموضوع أشبه بمحادثة لطيفة و هادئة تتجاذبان فيها أطراف الحديث و تحاولان فهم بعضكما البعض بشكل أعمق . سينتهي الموضوع بشكل ودي ، ستجدون أنكما قد فهمتما بعضكما بشكل أكبر ، ستشعرون بالقرب أكثر و المودة كذلك . الغضب الذي نهانا عنه رسولنا الكريم صلى الله عليه و سلم و توابعه من الصراخ و الخصام لا تأتي أبداً بخير ، هي وسيلة تنفيس عن مشاعر سلبية ولا تجلب حلاً ابداً ، فبودي أن لا تلجأ إليها إطلاقاً إذا واجهتك أي مشكلة في حياتك القادمة . أخي الكريم ، عند جلوسكم جلسة حوار ودية ستخبرها بكل هدوء عن وجهة نظرك و كيف أن رغبتها بعدم خدمتك لأختك ربما يكون سبباً في قطيعة الرحم التي نهى الله عنها و التي شؤمها حتى على الرزق و طولة العمر ، و أخبرها أن في خدمتك لأختك في ما تحتاجه تفريجاً لكربتها و مساعدة لها و معروفاً تبتغي به وجه الله ، توابعه من الأجر و الخير و البركة لك و لزوجتك و لعائلتك لا تحصى ، فمن يساعد يساعده الله ومن يفرج كربة مسلم يفرج الله عنه كربة من كرب يوم القيامة . لعلك تقرب بينها وبين أختك ، تخبرها كم أن أختك تحترمها و تقدرها ، تخبرها و ليس كذباً والعياذ بالله بل هو تورية للإصلاح بينهما ، تخبرها بأن أختك تمتدح طبختها تلك ، أو طريقتها في تنسيق ملابسها ، و كذلك تمتدح زوجتك بحضرة أختك ، فتحاول التقريب فيما بينهما ليزول ما تشعر به زوجتك ، أما بالنسبة للعاملة المنزلية ، فهي يا أخي لا تزال امرأة اجنبية عنك فلا يجوز لك بالفعل محادثتها في غير حاجة ، و امتثالاً لأمر الله لا لأمر زوجتك حاول تماماً أن تقطع التواصل بينها و بينك و إذا أردت شيئاً بإمكانك محادثة أحد محارمك وهي تحادثها . أخيراً أخي الكريم ، إن مسألة الغيرة شيء فطري لدى المرأة ولكن الغيرة المحمودة و ليست الزائدة ، كذلك هي شيء طبيعي في بداية زواجكما ، حيث تكون المشاعر مسيطرة و العواطف حاضرة ، يُفضل أن تراعي ذلك ، و تشعرها بأنها دائماً محط اهتمامك و محبتك و بأن عاطفتها تجاهك مبادلة منك كذلك . الصبر الصبر أخي الكريم ، الصبر في كل أمور الحياة مهم، لكنه في الحياة الزوجية يكاد ضرورة ، ومن يتصبر يصبره الله ، و كذلك عليك بالتغافل ، لا بأس بأن تدع بعض الأمور تمضي أحياناً لا تدقق على كل شيء فهذا يعظم السلبيات في الطرف الآخر و يكثرها و يزيد من حدة المشاكل ، انظر للإيجابيات ، لجماليات الحياة ، لدقائق و تفاصيل الجمال في حياتك الزوجية دائماً و أبداً . كذلك من المهم يا أخي أن نذكر لك أهمية الدعاء ، الدعاء هو مفتاح كل باب مغلق بالفعل ، الله سبحانه هو الذي خلق زوجتك و يعرف طبعها و صفتها فالجأ إلى الله في أمر زوجتك و ادعه و اسأله ، واخيراً أسأل الله لك حياة سعيدة مديدة و عائلة مطمئنة و قرباً وهداية منه . وصلى الله وسلم على نبينا محمد خير صلاة و أتم تسليم . وأخيراً نفيدك بأن الجمعية توفر استشارات بالمقابلة و كذلك إستشارات هاتفية و ذلك على أيدي مستشارين متخصصين ذوي خبرة و مهنية و مراعين تماماً للسرية و ذلك عن طريق رقم : 920001421 أو الإستشارة بالمقابلة على رقم : 920001426 ، وتعقد الجمعية دورات تهتم بالأسرة و العلاقة بين أفرادها للجنسين . للتسجيل بها من خلال الرابط : http://almawaddah.org.sa/activities و ختاماً نكرر شكرنا لك على ثقتك في جمعية المودة للتنمية الأسرية . كما نرجو الضغط على الرابط لقياس جودة الخدمة المقدمة : goo.gl/forms/erzCjklklaavpZ9f2